عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 23-01-2008, 03:58 PM   #43
كريم الثاني
عضو مشارك
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2007
المشاركات: 520
إفتراضي



الأخ الفاضل منير القسورة ،،، حياك الله .

وأشكرك على تواصلك وعلى هذا الإطراء الذي لا أستحقه .

وأشكر أيضا" الزميل الفاضل " ماجد " على هذه اللفتة الكريمة وهذا التوجيه ،،، وأقول له كلامه رائع ولا خلاف عليه بشكل عام .

نعم هناك علم منطق أجله وأحترمه وأعتمد عليه وعلى مسلماته في الحوار وفي النظر والبحث ولكن ليس سهلا" أن نقوم بإخضاع الواقع التاريخي والاجتماعي بما يحتوي من موروث ديني لهذا المنطق ،،، وانت تعرف أن هناك إشكالية بين علماء الأمة حول هذه المسألة وان هناك صراعا" جرى ما بين الفقهاء والفلاسفة كانت الغلبة فيه للفقهاء على الفلاسفة وذلك على يد الإمام الغزالي رحمه الله .

وأنا بدوري حتى لا يكون حوارنا حوار طرشان فإنني أقول أن المسلمة الأولى بالنسبة لي هي :

صحة القرآن ومصدره الإلهي ، وأرفض كل ما يتعارض معه .


*********


وعودة إلى كلام الزميل الفاضل منير ،،، تقول :

(( اولا ينبغي التاسيس على ماهية الشرعيه وهل الاصل بالسلطه هي الشرعيه حتى يثبت العكس ام انه لاشرعيه حتى يثبت العكس ))


أخي الفاضل : الأصل بالسلطة هي الشرعية والسلطة تكتسب شرعيتها قبل البدء بالعمل وليس العكس وهذا ما فعله الرسول صلى الله عليه وسلم في بناء دولته الإسلامية ـــ المثالية بالقوانين والأنظمة التي تحكمها ـــ وأرجو الانتباه أن هذا الكلام لا يترتب عليه أن مجتمع المدينة المنورة كان مجتمعا" مثاليا".

فلو تتبعنا مسيرة الرسول الأكرم في بناء دولته سنجد أنها قامت على ركيزتين أساسيتين :

الأولي : البيعة ،،، فكانت بيعة العقبة الأولى ثم بيعة العقبة الثانية .

هاتان البيعتان هما اللتان سمحتا للرسول الأكرم بقدوم المدينة المنورة والبدء بإقامة دولته الإسلامية ، إذ لولاهما لما كان بمقدور النبي الأكرم قدوم المدينة ومخاطبة أهلها والعمل على صياغة مستقبلهم وتنظيم حركتهم .

ولعل اهم ما يُميز هاتين البيعتين انهما اختياريتين ،،، فلم يُجبر الرسول أحدا" من المبايعين على بيعته بل كان جميعهم أحرارا" ،،، مختارين .

الثانية : هي وثيقة المدينة وهذه الركيزة انبثقت عن البيعة بشكل غير مباشر ، وهذه الوثيقة تنظم حركة المجتمع في المدينة المنورة وعلاقاته الداخلية والخارجية ،،، وألفت الانتباه إلى أن هذه الوثيقة والتي هي بمثابة دستور مكتوب دخل في إطارها كل أهل المدينة بما فيهم اليهود .




لاحظ اخي الفاضل ،،، الرسول الكرم يعرض نفسه على الناس وهم بدورهم إما ان يقبلوه أو يرفضوه ولم يجبرهم او يُمارس عليهم أية ضغوطات وحتى عندما دب الخلاف بين المسلمين على صلح الحديبية جدد المسلمون البيعة لرسول الله ،،، وهذه البيعة التي تمت في صلح الحديبية ما هي إلا استفتاء على قيادة رسول الله للمجتمع الإسلامي ،،، وهذا ما تفعله الأمم التي تحترم شعوبها عندما تريد ان تتخذ قرارات مصيرية .



بيعة العقبة الأولى والثانية ووثيقة المدينة وصلح الحديبية أحداث لا خلاف بين المسلمين عليها .

والرسول يا أخي الفاضل جاء ليقدم لنا منهجا" عمليا" ( تطبيقيا" ) في الحكم الذي غايته العدل بين الناس ، هذا الآلية غير موجودة في القرآن الكريم لم يقل لنا القرآن الكريم كيف نبايع ومن نبيايع حتى آيات الشورى التي وردت في القرآن الكريم ( وشاورهم في الامر ،،، وامرهم شورى بينهم ) هناك خلاف حول فهمهما وحول مدلولاتهما وحول تبيقهما .

لذلك لا مناص امامنا من النظر في سلوك الرسول الأكرم والإقتداء في الآلية التي بنى عليها دولته والطريقة التي أخذ تفويضا" منهم بحكمهم ،،، وهي الطريقة الفضلى والمثلى وهذه الطريقة متبعة حتى يومنا هذا لدى الدول التي تحترم شعوبها بإختلاف الآليات في أخذ البيعة ، فكل من يعتقد أنه اهل للحكم ويقبله عموم الناس يُصبح حاكما" لهم متوليا" لأمورهم ومن لا يبله الناس يعود من حيث أتى ولكن لا يٌقتل ولا تسبى امواله أو نساءه أو يُحرم من فيئه وحقه في ممارسة حياته الطبيعية .

هذا هو منهج الرسول ،،، ولا اعتقد أنك تختلف معي عليه .

إذا" ،،،، أين المشكلة ؟؟؟؟


المشكلة يا أخي الفاضل ،،، أن سلوك المسلمين بعد ذلك وطرقهم المختلفة في اختيار حاكمهم أصبحت على اختلافها وتعارضها أصبحت طرقا" شرعية ومقدسة ولا يجوز المساس بها .


فعرف المسلمين أشكال مختلفة من البيعة كبيعة ابي بكر ،،، وبيعة عمر ،،، والستة الشورى " عثمان " وبيعة علي من قبل الثائرين الذين جاؤوا الى المدينة ثم التوصية كبيعة الحسن والغلبة كبيعة معاوية والتوريث كبيعة يزيد ثم بداية سنة جديدة في حياة الدولة الإسلامية " الملك العضوض : التوريث " والتي ما زالت سائدة الى يومنا هذا في بلاد العرب والمسلمين والتي هي عنوان جهلهم وتخلفهم عن ركاب الأمم .

وجميع هذه الأشكال من البيعة لم تُحاكي آلية الرسول في أخذه البيعة من الناس ولكن بدرجات متفاوته .


المسلمون السنة قالوا ان رسول الله مات وترك هذا الأمر للأمة من بعده ،،، كلام رائع ،،، لماذا لم يفعل ذلك أبا بكر أو عمر أو علي أو معاوية أم انهم اكثر حرصا" من رسول الله على مصلحة الأمة ،،، لا اعتقد ذلك .

ولو كان هذا الشكل في أخذ البيعة دينا" ومقدسا" لكان أو من خرج عليه ( معاوية وعائشة وطلحة والزبير ) وبذلك يتساوى معهم الإمام الحسين في خروجه على الشرعية او في حقه المطالبة بالحكم ،،، فهؤلاء جميعهم نكثوا بيعتهم لعلي والتي يُجمع المسلمون على شرعيتها ،،، ولكن علي لم يقتل أحدا" منهم باستثناء طلحة الذي قتل في ساحة الحرب .

وهذا يقودنا إلى إعادة النظر في رؤيتنا لهذه المرحلة التاريخية من حياة الأمة والتي ما زالت ظلالها القاتمة تُخيم علينا إلى يومنا هذا .




**************

تقول أخي الفاضل :

(( نعم اكتسب حكم يزيد الشرعيه من اهل الحل والعقد الذين كانوا اهل دولة ابيه ))


وأنا أسألك من هم اهل الحل والعقد ؟؟؟؟؟

وهل ترك لنا النبي محمد مجموعة من الصحابة وقال لنا أن هؤلاء هم أهل الحل والعقد ؟؟؟؟

وهل كان لدى أبو بكر أو عمر أو عثمان مجلسا" معروفا" أسمه " مجلس الشورى " ؟؟؟؟


إذا كان الأمر كذلك فمن هم ؟؟؟؟

!!!!!!!!!!!!!!


ام ان كل الصحابة هم اهل الحل والعقد ؟؟؟؟

أو ان أهل المدينة " العاصمة " هم اهل الحل والعقد ؟؟؟؟؟


قل لي أنت يا أخي الفاضل ،،، من هم أهل الحل والعقد وكيف يتم أو تم تعينهم



أخشى ما أخشاه أن يكون أهل الحل والعقد هم خاصة الخليفة

!!!!!!!!!!!


للحديث بقية وشكرا" لك .







كريم الثاني غير متصل   الرد مع إقتباس