عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 23-04-2006, 03:07 PM   #24
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

التقسيم العربي :

اليمن


حدّ اليمن في عرف بعض العلماء من وراء "تثليث" وما سامتها إلى صنعاء وما قاربها إلى حضرموت والشحر وعمان إلى عدن أبين وما يلي ذلك من التهائم والنجود وقيل : يفصل بين اليمن وباقي جزيرة العرب خط ، يأخذ من حدود عمان ويرين إلى ما بين اليمن واليمامة فإلى حدود الهجيرة وتثليث وكثبة وجرش ومنحدرا في السراة إلى شعف عنز وشعف الجبل أعلاه إلى تهامة إلى أم جحدم إلى البحر إلى جبل يقال له كرمل بالقرب من حمضة ، وذلك حد ما بين كنانة واليمن من بطن تهامة . أما النصوص العربية الجنوبية ، فلم تثبت حدود اليمن . ولكن اليمن فيها وتسمى "يمنت" "يمنات" ، منطقة صغيرة ذكرت في نص يعود عهده إلى أيام الملك "شمر يهرعش" ، المعروف في الكتب الإسلامية ب "شمر يرعش" ، بعد "حضرموت" في الترتيب . وعلى هذا الترتيب وردت أيضاً في نص "أبرهة" نائب النجاشي على اليمن . ويعود عهده إلى سنة 543م .


وتخترق السراة اليمن من الشمال إلى الجنوب حتى البحر ، وتتخللها الأودية التي تنساب فيها مياه الأمطار ، ويمتد بين الهضاب والشعاب فلاة تتفرع من الدهناء من ناحية اليمامة والفلج يقال لها "الغائط" ، وتظهر في أواسطها "الصيهد" ، وتقع بين مأرب وحضرموت .

وفي شمال منطقة عدن صحراء تتصل بالربع الخالي ، يخترق الهضاب المهيمنة على عدن عدد من الأودية الجافة يظهر أنها كانت مسايل مياه ، وأنها من بقايا أنهار جفت ، وتسيل في بعضها المياه عند سقوط الأمطار ، ومنها "وادي تبن"، وهو من بقايا نهر طويل ، له فروع عديدة ، وتمر به الطريق الرئيسية المؤدية إلى اليمن .

ويخترق حضرموت واد ، يوازي الساحل ، يبلغ طوله بضع مئات من الأميال و يتألف سطحه من ارض متموجة تتخلها أودية عميقة تكثر فيها المياه ، في باطن الأرض ، وبعض تلاله مخصبة .

وفي حضرموت حجارة بركانية ومناطق واسعة ، يظهر أنها كانت تحت تأثير البراكين . والظاهر إن دورها لم ينته إلا منذ عهد ليس ببعيد . ويزرع الناس في هذه الأودية حيث يحفرون آباراً في قيعانها فتظهر المياه على أبعاد متفاوتة ، وهنالك نهر يقال له نهر حجره .

ومن شرق سيحوت تبتدئ سواحل "مهرة"، وتعرف عند الجغرافيين باسم "الشحر". ومعنى كلمة "مهرة" في العربية الجنوبية القديمة "ساحل". ويطلق اليوم أسم "الشحر" على الميناء الغربي وحده . وفي "قارة" مدينة "ظفار" ، وهي غير ظفار اليمن . وعند خليج ظفار كان موضع "Syagro" المشهور عند اليونان وللرومان .

ويمتد اقليم ظفار من سيحوت إلى حدود عمان ، وهو هضبة يبلغ ارتفاعها ثلاثة آلاف قدم ، تهب عليها الرياح الموسمية ، وفوق جبالها تنمو أشجار الكندر التي اشتهرت بها بلاد العرب قبل الإسلام . وتشقها طولاً وعرضاً أودية تكسوها الأعشاب وتتخللها الأشجار . وبها جبال "قرا"، و منحدراتها أرجوانية ، وقد تفتتت الصخور الحمر فيها ، فأكسبت الأودية والسهول الحمرة ، وتوجد نهيرات وعيون ، ويمكن الحصول على المياه بحفر الآبار . ولا زال السكان يحتفظون بعاداتهم القديمة الموروثة مما قبل الإسلام .


ويظهر إن هذه المنطقة كانت أماكن "القريين" من الشعوب العربية الجنوبية القديمة ، وهناك قبيلة لا تزال حتى اليوم يقال لها "بنو قرا" لعل لها صلة بالقريين .


ويتكلم أهل "مهرة" بلهجة خاصة ، يقال لها "المهرية" أو "الأمهرية"، وهي متأثرة بالجعزية . كما يتكلم أهل قارة "قرا" بلهجة يقال لها "أحكيليلة"، ويظن إنها من اللهجات العربية القديمة .


وتتألف أرض عمان من أماكن جبلية ، وهضاب متموجة ، وسهول ساحلية . واكثر حجارتها كلسية و غرانيتية ، و فيها أيضا حجارة بركانية . والظاهر إنها كانت من مناطق البركانية . وفي مناطق التلال وفي "جعلان" عيون ومجاري مياه معدنية أكثرها ذات درجات حرارة مرتفعة . وتوجد آبار في "الباطنة" وفي المناطق المجاورة للصحراء وفي الأقسام الشرقية من عمان .
وتتخلل هضاب عمان وجبالها أودية معظمها جاف ، وتكون طرق المواصلات بين الساحل والأرض الباطنة ، وجوّها حار استوائي ، وتتجه الجبال من الشمال الغربي إلى الجنوب الشرقي ، وأعلى قمة فيها هي قمة الجبل الأخضر ، ويبلغ ارتفاعها تسعة آلاف قدم . الأرض المحيطة بهذا الجبل ، خصبة ، وقابلة للاستثمار .


وفي عمان مدن قديمة ، منها "صحار" و "نزوة" و "دبا" أو "سما"، وكانت من المدن المهمة في أيام الرسول ، وهي عاصمة عمان الشمالية ، كما كانت سوقاً من أسواق الجاهلية ، وسكانها من الأزد . والعمانيون من الشعوب البحرية المحبة لركوب البحار ، ولهم صلات وروابط بسواحل أفريقية والهند . ونجد بينهم عدداً كبيراً من الزنوج والهنود والفرس والبلوش .
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس