هل باستطاعتنا مشاهدة الفيروس ؟
الفيروس عبارة عن كائن حي دقيق لا يرى بالعين المجردة ويتسبب بالأمراض لجسم الإنسان في حالة دخوله إليها عن طريق الهواء أو الطعام أو أي من وسائل العدوى الأخرى.
كان الأطباء في السابق يستخدمون المجهر البسيط ليتمكنوا من تكبير الأشياء لرؤية الأحياء الدقيقة فيها مثل البكتيريا, ولكن هذا التكبير لم يكن كافيا لرؤية الفيروسات بسبب صغر حجمها المتناهي, ولكن الآن وفي عصرنا هذا اخترع العلماء المجهر الإلكتروني الذي يمكنهم من تكبير الأشياء آلاف المرات ليروا ما فيها من أحياء دقيقة وجراثيم وفيروسات وغير ذلك من مكونات الأشياء.
يتكون الفيروس في أبسط أشكاله من كبسولة من البروتين تحتوي على الحمض النووي
(dna) أو (rna), ويتواجد الفيروس في الطبيعة بشكل عصوي أو كروي أو متعدد الوجوه.
لا يستطيع الفيروس العيش أو التكاثر خارج أجسام الكائنات الحية بعكس البكتيريا, لذلك يبقى متبلورا كالجماد دون أي نشاط, أما عندما يدخل إلى جسم الإنسان فإنه يخترق أحد الخلايا الحية ويتمركز في نواتها ويبدأ بالتحكم بها وبتصرفاتها لتقوم الخلية بإنتاج البروتينات التي تناسبه ليتغذي ويتكاثر مما يؤدي إلى تدمير الخلية لأنها لم تتمكن من الحصول على الغذاء والأكسجين اللازمين لبقاءها حية بسبب تحكم الفيروس بنواتها كما يناسبه.
ففي مرض إلتهاب الكبد الفيروسي مثلا يهاجم الفيروس المسبب لهذا المرض أحد خلايا الكبد, ومن ثم يتكاثر بأعداد هائلة لتهاجم الخلايا الأخرى فيه, وبالتالي تموت أعداد هائلة من خلايا الكبد مما يمنعه من أداء وظيفته بالشكل المناسب وبالتالي حدوث ما يسمى الفشل الكبدي الذي يؤدي إلى الموت في أكثر الأحيان.
يسبب الفيروس الكثير من الأمراض لجسم الإنسان أو الحيوان, مثل الرشح والإنفلونزا وإلتهاب الكبد الفيروسي ومرض الإيدز أو ما يسمى بمرض نقص المناعة المكتسبة, ومرض إنفلونزا الطيور الذي أكثر ما يصيب الدجاج.
تعتبر الأمراض الفيروسية بشكل عام أمراض صعبة العلاج, وذلك لأن الفيروسات لا تتأثر بالمضادات الحيوية كما في حالة البكتيريا.
ومن الأمثلة على ذلك مرض الزكام الذي لا يصف له الأطباء دواءا سوى الراحة وشرب السوائل والإنتظار حتى ينتهي المرض دون علاج.
ومن الجدير بالذكر أن الفيروسات تنتقل عن طريق الهواء الخارج من أنف المصاب بأي مرض فيروسي لتصيب أي إنسان يتنفس هذا الهواء الملوث, لذلك وجب بشكل عام الإبتعاد عن الأشخاص المصابين بمرض الزكام أو الإنفلونزا.