عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 23-01-2010, 04:50 PM   #22
المصري
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2009
المشاركات: 362
إفتراضي

لماذا ننام ؟


يقضي الإنسان معظم يومه في أداء النشاطات المختلفة كالعمل بمختلف أنواعه أو الدراسة أو اللعب والرياضة أو حتى الجلوس ومشاهدة التلفاز.
كل هذه الأعمال تمثل نشاطات تستوجب من الجسم بذل طاقة ومجهود لأدائها, فحتى مشاهدة التلفاز تستلزم منك إبقاء عينيك مفتوحتين وإبقاء عقلك متابعا لما يجري من أحداث فيه
.


أما النشاطات الأخرى كالرياضة فتستوجب منك تحريك عضلاتك وأجزاء جسمك المختلفة, كل هذه الأعمال والنشاطات تعني إجهاد مختلف عضلات الجسم, وإنهاك العقل في عملية إدارة أجهزة الجسم
.


لذلك فإن الأنسان بحاجة إلى النوم كل يوم ليتيح المجال أمام عضلات الجسم بأخذ قسط من الراحة دون العمل, وليتيح المجال أمام الجسم لبناء خلايا جديدة مكان الخلايا المتهدمة, وليس هذا فحسب بل فإن النوم يتيح المجال للعين بالتوقف عن العمل وأخذ قسط من الراحة, بالإضافة إلى التقليل من سرعة الدورة الدموية وبالتالي إعطاء عناصر الدورة الدموية الفرصة في التقليل من المجهود اللازم للعمل, وهذا هو السبب في إنخفاض درجة حرارة الجسم عند النوم وبتالي الحاجة إلى الغطاء لزيادة حرارة الجسم.
وفي حالات المرض, فإن النوم يتيح الفرصة أمام الجسم لتسخير كامل قواه لمقاومة المرض بدلا من توزيع قوة الجسم على أعضاءه لتنفيذ مهامها اليومية.
تقل مدة النوم التي يحتاجها الإنسان خلال فترات نموه, ففي فترة الرضاعة والطفولة ينام الإنسان حوالي 16 ساعة في اليوم, وتستمر هذه المدة بالنقصان حتى تصبح حوالي 10 ساعات يوميا في فترة الصبا, أي حتى عمر 15 عاما, وتستمر بالنقصان إلى حوالي 8 ساعات في فترة الشباب, وأخيرا تقل المدة حتى تصبح حوالي ستة ساعات فقط عند الكبر في السن.
يتحكم الدماغ في عملية النوم والإستيقاظ, فعندما يحين موعد النوم المعتاد, أو عندما يكون الجسم بحاجة إلى النوم بسبب الإجهاد, فإن العقل يقرر أن يجب على الجسم النوم, وذلك يتم من خلال استلقاء الإنسان في مكان نومه, ومن ثم يقوم بالإرتخاء, وإقفال العين حتى يتوقف الإنسان عن متابعة ما يدور حوله, وأخيرا البدأ في النوم.
يقسم الباحثون النوم إلى نوعين أو حالتين:
حالة النوم المسماة "حركة العين السريعة" وحالة النوم المسماة "النوم ذو الموجة البطيئة"
سميت الحالة الأولى بهذا الإسم لأن العين تكون تتحرك بسرعة كبيرة خلالها, اما الحالة الثانية فسميت بهذا الإسم لأن العقل والعين والعضلات يكونوا في حالة عمل بطيئ.
يمثل هذا الرسم البياني قياسا لنشاط كل من العقل والعضلات وحركة العين في كل من حالتي النوم سابقتي الذكر وحالة الإستيقاظ.
عند قراءة هذا الرسم البياني سوف تجد أن العقل يستمر في العمل في الثلاث حالات, ولكن بشكل بطيء في الحالة الثالثة, وفي الحالة الثانية يبدأ العقل بنسج الأحلام.
أما العضلات فتكون شبه ساكنة تماما في الحالة الثانية, وتعمل بشكل بطيئ في الحالة الثالثة وهي الحالة التي يتقلب الإنسان فيها في السرير.
أما العين فتكون شبه ساكنة في الحالة الثالثة, وهي الحالة التي يكون الإنسان فيها مستغرقا في النوم.
وللعلم فإن الإنسان ينام في اليوم بمعدل ثماني ساعات, وبتالي فإنه ينام 122يوم في السنة, وإذا عاش الإنسان 75سنة فإنه يقضي منها 25سنة في النوم, أي أن الإنسان يقضي حوالي ثلث حياته في النوم.
وأخيرا فإنه لا بد من التذكير بدور القرآن الكريم في هذا المجال, فقد ذكر القرآن الكريم النوم والسبات وبين مدى أهميته في راحة الجسم في قوله تعالى:
بسم الله الرحمن الرحيم
{ومن آياته منامكم بالليل والنهار وابتغاؤكم من فضله إن في ذلك لآيات لقوم يسمعون}
سورة الروم آية رقم 23
المصري غير متصل   الرد مع إقتباس