[المشرقي الإسلامي]

أهلاً بك أخي في الله عزيزي الفارس ..
فلسفة الشخص السعيد هي ترك موقع الخيمة ..

أقول لك ولا أبالغ إنني أخترع لنفسي حكمة تجلعني أمام نفسي في مصاف أعظم مكتشفي الكرة الأرضية هذه الحكمة تقول -وهي من حكمي أنا علامة مسجلة- : كن صديق نفسك .
كلما انكفأت على نفسي جعلتها بين مثلث الماضي والحاضر والمستقبل ، فأذهب بخيال طفولي ِّإلى أيام طفولتي وملاعب الكرة والرمال الجميلة التي ألهمتني حب التأمل وحب الطبيعة بفضل الله حتى إذا أخذت النفس كفايتها جعلتها في ضلع الحاضر إنني آخذ من ماضيّ رصيدًا لتلطيف حاضري رغم الزحام ورغم الغلاء ورغم الغباء ورغم الكثير من المشاكل أقول أجمل ما في الحاضر هو أنه يصنعني إنسانًا اشتد عوده وقوي َ عموده فصار بإذن الله لما بعد أكثر جاهزية . إن الفرسان تستريح لتبدأ كل يوم معركة أشرس من سابقتها ومجرد شعور الفارس بأنه خاض كل هذا العدد يجعله يصهل بكل قوة في الصحراء القاحلة ويقول ها هو أنذا .

ثم أخط ّ من ماضيّ وحاضري ضلعًا هو سلمي للمستقبل وما أريد أن أكونه لاحقًا بإذن الله . لقد أنهيت الخدمة العسكرية بفضل الله أول رمضان وها هوأنذا أستنشق عبير الكفاح من أجل العمل وأشعر بجماله رغم معاناته يسرها الله..
كلما خلوت بنفسي أقول لو أنني سمعت لهذا وذاك ما تحركت خطوة .
س من الناس حديثه إليك يشعرك بالإحباط وص من الناس كثير الغيبة و ع من الناس يلقى إليه بأحزانه فيحملك همومه وك من الناس كثير الهزل والهذر فلأبق أنا مع نفسي أصارع فيها أنقلب عليها أهدها ثم أبنيها حتى آتي على أجمل شكل كنت أرجوه ..

إن صداقتي لنفسي أشعرتني بهذا الانسجام الذي يجعل كل من حولي يتهمني بأني مغيب أو متبلد المشاعر ولماذا لا أتبلد من المشاعر طالما أنها كلها كئيبة بائسة ؟
كن صديق نفسك أطل ّ على بساتينها اتخذ من صحرائها واحة من ضوضاء الناس وزخم وزحام أفكارهم وأقوالهم اجعل نفسك بحرًا لا تأتي على آخره إلا وقد استخرجت جواهره .. اجعل نفسك كوكبًا آخر كونًا آخر وحينئذ أخبرني كم بيئة ترى فيها وكم شكلاً فيها من الحياة ؟ إنها أشد اتساعًا من الأرض فأعجب من صغير يحوي بداخله ما هو أكبر منه !!
كن صديق نفسك وانظر إلى ثراء الحياة واتساعها مهما نعقت الغربان في داخلك مهما عششت البوم حينًا فإنها لن تمنع الربيع من الدخول وحينئذ ترحل إلى غير رجعة بإذن الله كأن النفس صديقًا لا يأتي إلا لمن يستحقه!!!!