عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 03-07-2023, 07:12 AM   #1
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 6,000
إفتراضي نقد محاضرة تربية الأولاد في ظل الإسلام

نقد محاضرة تربية الأولاد في ظل الإسلام
الكتاب كان محاضرة حولها بعضهم إلى كتاب من تأليف أحمد بن حمد بن سليمان الخليلي وقد تحدث الرجل عن ترابط الأجيال ببعضهم من خلال عمل جيل لمصلحة نفسه ومن بعده فقال:
"أما بعد
وجعل الله تعالى كل جيل من الأجيال ذا علاقة بالأجيال الأخرى لأن كل جيل من الأجيال إنما هو امتداد للجيل الذي قبله فالناس وإن فنى أفرادهم فإن أجيالهم المتعاقبة على عادة هذه الأرض تبقى كل جيل منها آخذا بحجزه جيل الجيل الذي تقدمه ، ومستفيد من خبراته ، لأن الله تعالى خلق الإنسان مدنيا بطبعه ، وجعل كل جيل يعمل لا لمصلحته فحسب ، بل ولمصلحة الأجيال التي تليه إلى أن يرث هذا الكون مكونه، وتنطوي صفحة هذا الوجود بأمر الله لينشر من جديد من أجل أن يلقى كل أحد جزاء ما قدم في هذا الدار "
وتحدث عن مسئولية الأجيال الأكبر عن الأجيال الأصغر فقال :
"وبما أن هذه الأجيال موصول بعضها ببعض فإن على كل جيل منها أن يعنى بالجيل الذي يليه لأنه يتحمل أمانته ، ويطلع بتبعته ، ويكون موصولا يه ، فبقدر ما يقوم هذا الجيل من تربية حسنة للجيل الذي يأتي من بعده يكونوا قد أصلحوا ذلك الجيل"
وتحدث عن وجهات نظر الناس في الأجيال الأصغر فمنهم من يرى أنهم المستقبل ومنهم من يرى أنهم ذريته التى يجب أن يهتم بها فقال :
"على أن من شأن الإنسان أن ينظر إلى الناشئة نظرة خاصة لأن المستقبل إنما ينظر إليه بمنظار هذه الناشئة فبقدر ما تكون هذه الناشئة بخلاف ذلك ينظر إلى المستقبل نظرة تشاؤم ثم من ناحية أخرى فإن الإنسان يرى وجوده في وجود ذريته لأن الذرية إنما هي امتداد لصاحبها فعمر الإنسان في هذه الحياة عمر قصير محدود جدا ولكن يبقى وجوده بوجود ذريته ويحرص كل الحرص على أن يكون كل فرد من أفراد ذريته يمثل الاستقامة ويمثل الخير والصلاح وبسبب هذا التداخل تنتقل الأخلاق في أبناء الجيل الواحد وتسري بينهم"
وتحدث عن الأجيال تكون صالحة عندما يعمل كل واحد منا على وقايتهم من دخول النار بشتى الوسائل الحسنة فقال:
" فعندما تكون هذه المجموعة من أبناء هذا الجيل الناشئة صالحة ومستقيمة ينتقل هذا الخير بين المجموعات بسبب الاحتكاك بين الناس والله سبحانه وتعالى فرض على الناس أن يقوا أنفسهم ويقوا أهليهم الهلكة وقد قال الله سبحانه وتعالى " قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة " وهذه الوقاية إنما يجب أن تتركز فيمن كان أقرب إلى الإنسان ، ولا ريب أن أولاد الإنسان هم أقرب الناس إليه ، فلذلك كان الواجب عليه أن يحرص على تربيتهم التربية الحسنة وتعويدهم مكارم الأخلاق وعلى تنشئتهم على الفضائل من أول الأمر حتى يكونوا ممثلين لقيم الإسلام ، آخذين بحجزه أمر الله "
وتحدث عن الألم والحسرة التى تصيب الآباء الصالحين عندما يرى بعض أولاده في طريق الفساد والانحراف فقال :
"على أن هؤلاء الأولاد هم ثمرة القلب وفلذات أكباد ، فلذلك كل أحد يتألم كل الألم عندما يرى أولاده مصابين بأي ضراء في حياتهم ولئن كان الإنسان يحرص على تجنب أبناؤه أضرار هذه الحياة الدنيا فإنه من الواجب أيضا عليه أن يحرص على تجنبهم مضار الحياة الآخرة وقد صدق الشاعر حين يقول
وإنما أولادنا بيننا أكبادنا تمشي على الأرض
فالإنسان يتألم لما يشهده على ولده من حالة بؤس كل الألم كأنما يقع ذلك الذي يراه على ولده على كبده "
وتحدث عن حقوق الأولاد مبينا أن بعضها يكون قبل وجودهم باختيار الزوجة فقال :
" حق الأولاد :
وهناك حقوق شرعت للأولاد ، هذه الحقوق وتبدأ حتى قبل الميلاد وقبل الارتباط بالرباط الزوجي فإن الإنسان مأمور أن يتخير لأولاده المحصن الصالح وذلك باختياره الزوجة الصالحة لأن تكون شريكة لحياته وأما لأولاده ، ففي الحديث عن النبي (ص)" اختاروا لنطفكم فإن العرق دساس " فقد جاء في الحديث والله أعلم بصحة سنده " إياكم وخضراء الرمس فقيل له وما خضراء الرمس يا رسول الله ؟ قال المرأة الحسناء في المنبت السوء " وقال (ص) " تنكح المرأة لمالها وجمالها وحسبها ودينها فأظفر بذلت الدين تربت يداك " فالإنسان يجب عليه أن يختارا لشريكة الصالحة لحياته لتكون أما صالحة لأولاده تربيتهم على الخير"
والأحاديث السابقة باطلة فلا وجود للعرق الدساس فآدم(ص) وهو اصل البشرية كان مسلما وأكثر ذريته كفار فأين العرق الدساس مثلا آذر كان كافرا وابنه ابراهيم(ص) مسلما نوح(ص) كان مسلما وابنه الغريق كافرا
وتحدث عن دور الأمهات مع الأولاد حيث قال :
"والأم لها تأثير كبير على الأولاد وقد صدق أمير الشعراء حين قال:
الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق
فإن استقامة الأم تنعكس على استقامة الذرية وكثيرا ما كان للأم ذلك التأثير البالغ في نفوس أولادها حتى أنها قد تستطيع مع توفيق الله سبحانه وتعالى لها أن تحول هؤلاء الأولاد عن مجرى حياة أسرتهم عندما تكون حياة الأسرة ليست حياة مرضيه"
وحكى لنا الرجل حكاية من حكايات التاريخ المكذوب حيث قال :
" وقد وقع ذلك فعلا في التاريخ فأم عمر بن عبد العزيز كان تأثيرها الكبير في نفسية عمر بن عبد العزيز عندما ربته على سيرة جدها العظيم عمر بن الخطاب فعمر بن عبد العزيز هو ابن ملوك بني أمية الذين تربوا على الترف وتقلبوا في أعطاف النعيم وأستمرأ والظلم وساموا الناس الخسف وانحرفوا بمسلك الحكم في هذه الأمة عن الخلافة الراشدة إلى الملك العطود ولكن أم عمر بن عبد العزيز كانت بنت عاصم بن عمر بن الخطاب وكان لأمها شأن ولذلك اختارها عمر بن الخطاب لتكون قرينة لأبنه عاصم بن الخطاب فقد كان عمر بن الخطاب كشأنه يجوس خلال الديار في الليل لينظر إلى أحوال الناس وليتفقد حال الرعية وليطمئن على أمتهم واستقرار أوضاعهم،فينما هو يمر في أزقة المدينة المنورة إذ سمع صوت أم صوت ينبعث من امرأة تخاطب ابنتها تقول لها امزجي اللبن أو اخلطي اللبن بالماء فردت عليها ابنتها أن أمير المؤمنين نهى عن ذلك فقالت لها الأم ومن أين بأمير المؤمنين أن يدري بحالنا فردت عليها البنت إن كان أمير المؤمنين لا يدري بحالنا فإن الله تعالى هو المطلع على أمرنا فأعجب عمر بن الخطاب بجواب البنت وسأل عن حالها هل هي مشغولة بزواج أم غير مشغولة فرد عليه أنها مشغولة فأرسل إلى ابنه عاصم وأمره أن يتزوجها وقال أرجو أن تلد من يملأ الأرض عدلا بعد أن امتلا جورا وقد وقع ذلك فعلا عندما استسلم عمر بن عبد العزيز أزمة الأمور بعدما أفضى الحكم إليه وعرض الأمر على المسلمين فأختاروه لأن يكون خليفة يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر سلك مسلك عمر أي مسلك جده العظيم من قبل أمه وقد ربته تلك الأم من أول الأمر على مثل على قبل عمر بن الخطاب ومن شأن المرأة أن تعتد بالصالحين من آبائها ولذلك تحرص دائما على تربية أبنائها على تلك السيرة وتحرص على أن يكون أولئك الأبناء امتدادا لهم وفعلا كان عمر بن عبد العزيز امتدادا لعمر بن الخطاب ، ولذلك فإنه عندما وفدت عليه وفود العرب وكان في وفد من تلك الوفود عبد الله بن الأهتم
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس