في ايام الثانوية
بالضبط في قسم الباكالوريا
كان لي أستاذ غريب
بشوش ونجيب
اسمه القاموس
ملم بكل الدروس
تكلم عن الشخصية
و اللغة والحقيقة
وأشكال ميتافيزيقية
تكلم عن الكونية
والشك والوجودية
كنت أتتبعه نائمة
راجية من الله أن يتركني حالمة
و يقول يا تلميذة يا مشاغبة
ألن ترفعي يدك مجاوبة؟
و انت حاضرة غائبة
فقرر ان يعاقبني
من الفصل طردني
هددني بالرسوب
فانتعشت و بدأت العمل الدؤوب
فأصبحت أحضر مستيقظة
و أحضر كل الدروس
و أجاوب عن الأسئلة
و أبعث الرعب في النفوس
وعند الامتحان
يعز المرء أو يهان
خربشت بقلمي متفلسفة
و كأنني جوليا كريستيفا
وقع ما لم يكن في الحسبان
اختلطت علي الدروس
وتشوش فكري بأسماء الفلاسفة
و انقطع حبل أفكاري
و رحت أندب ليلي و نهاري
اللذين قضيتهما مراجعة
لدروس الفلسفة
و كنت متأسفة
على مرور الأيام
التي قضيتها في الأحلام
فوق طاولات الأقسام
(طبعا هذا لا يعني أني لم أجتز الباكالوريا
)