عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 15-12-2009, 10:51 PM   #1
الشيخ عادل
كاتب إسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: مصر
المشاركات: 642
إرسال رسالة عبر MSN إلى الشيخ عادل
إفتراضي * ..وكلوا مما رزقكم ..* ما هو الرزق؟



احبتى فى الله والاخوه الكرام

كان يا مكان..... كان الآن

معاكم اخوكم عادل الغلبان: الراجى عفو ورضا الرحمن :صلاة وشفاعة المختار العدنان

اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلا.. وانت تجعل الحزن إن شئت سهلا..

إخوانى في الله

نريد أن نكون أكثر قربا من الأخوه من بعضهم رغم أننا لا نتقابل و جها لوجه

نريد به حب الله ، و نطمع في رحمته ، و نرجو عفوه
نريد أن يكون هذا الموضوع مكانا لتجميع الحسنات ، ....علامه فارقه نتذكرها إن شاء الله في الجنه

أخوتي في الله
يا من لم أركم بالعين ، ولكنى أتمنى بعد هذا الموضوع أن أراكم بالقلب هيا نبدا سوا موضوعنا

يقول الحق سبحانه وتعالى: * وَكُلُواْ مِمَّا رَزَقَكُمُ... *

وَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ حَلَالًا طَيِّبًا وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي أَنْتُمْ بِهِ مُؤْمِنُونَ ( المائده88)

أولا نسأل: ما هو الرزق؟
الرزق هو ما انتفع به.
فالذي تأكله رزق، والذي تشربه رزق، والذي تلبسه رزق، والذي تتعلمه رزق، والصفات الخلقية من حلم وشجاعة وغيرها هي رزق، وكل شيء ينتفع به يُسمى رزقاً.

ولكن حين يقول الحق: * وَكُلُواْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ حَلاَلاً طَيِّباً *
فهو ينصرف إلى ما يطعمه الإنسان.
وحين يقول سبحانه ذلك فالمقصود به أن يأكل الإنسان من الرزق الحلال الطيب.

إذن هناك رزق حرام،

مثال ذلك اللص الذي يسرق شيئا ينتفع به، هذا رزق جاء به طريق حرام، ولو صبر لجاءته اللقمة تسعى إلى فمه لأنها رزقه.
أو الرزق هو ما أحله الله، وهنا اختلف العلماء

وتسائل البعض: هل الرزق هو الحلال فقط والباقي ليس رزقاً؟

وتسائل البعض الآخر: هل الرزق هو ما ينتفع به ومنه ما يكون حلالاً ومنه ما يكون حراماً؟

الحق يقول:* وَكُلُواْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ حَلاَلاً طَيِّباً *[المائدة: 88].
كلوا ما رزقكم ...هذا أسلوب،
* مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ * ...هذا أسلوب آخر.

فما رزقكم الله أي نأكله كله، وهذه لا تصلح؛ لإننا لا نأكله كله طبعا بل إننا سنأكل بعضه؛

لأن الذي يؤكل ويطعم إما أن يكون صالحاً لإيجاد مثله، وإما أن يكون غير صالح لإيجاد مثله،
فعندما يحتفظ الإنسان بالدقيق مثلاً فهو لا ينتج سنبلة قمح،
إذن يجب علينا أن نأكل بعضاً ونستبقي بعضاً صالحاً لأن ينتج مثله،

فعندما نحتفظ بالقمح فهو يصلح أن يأتي بسنابل القمح؛ لذلك جاء الأمر بأن نأكل بعض ما رزقنا الله حتى نحتفظ ببعض الورق لا نأكله،
وهذا يعني أن نحتفظ بامتداد الرزق، فلو أكل الإنسان كل القمح الذي عنده فكيف يحدث إن أراد أن يزرع؟

إذن فاستبقاء الرزق يقتضي أن نحتفظ ببعض الرزق لنصنع به امتداداً رزقياً في الحياة؟
والرزق الحلال هنا نوعان:
ما يصلح لامتداده فيجب احتجاز بعض منه من اجل أن يستخدمه الإنسان في استجلاب رزق آخر.

وما لا يصلح لامتداده كالدقيق مثلاً. نأكل بعضه ونحتفظ ببعضه لمن لا يقدر على الحركة.

ولذلك نجد الحق في سورة يوسف يقول عن رؤيا الملك:
* وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَىا سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنْبُلاَتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ ياأَيُّهَا الْمَلأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِن كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ *[يوسف: 43].

هنا قال أهل تفسير الرؤيا:* قَالُواْ أَضْغَاثُ أَحْلاَمٍ وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الأَحْلاَمِ بِعَالِمِينَ *[يوسف: 44].

إنه اضطراب في الجواب؛ لأن كونها أضغاث أحلام أنها لا معنى لها،
وقولهم بعد ذلك: * وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الأَحْلاَمِ بِعَالِمِينَ *
فمعنى ذلك أن لها تأويلاً وقد كان لها تأويل، ثم من الذي رأى الرؤيا؟ إنه الملك.
ويأتي الحق بيوسف مفسراً للرؤيا.

إذن فلا ضرورة أن يكون الرائي مؤمنا ولا صالحاً.
وقد يقول قائل: كيف يطلعه الله على مثل هذه المسائل؟

ونقول: قد تكون الرؤيا إكراماً للرائي،

وقد تكون الرؤيا إكراماً للمعبر الذي يعرف التأويل،

وهي هنا إكرام للمعبر وهو سيدنا يوسف. وعرف سيدنا يوسف كيف يفك " شفرة " الرؤيا،

والعجيب في الرؤيا أن البقر الهزيل يأكل البقر السمين:

وهنا قال يوسف:* تَزْرَعُونَ سَبْعُ سِنِينَ دَأَباً فَمَا حَصَدتُّمْ فَذَرُوهُ فِي سُنبُلِهِ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تَأْكُلُونَ *[يوسف: 47].

أي كلوا البعض وليكن قليلا قليلا، لا تسرفوا فيه لتنتفعوا في السبع الشداد وهن سنين الجدب لتأكلوا فيها ما جمعتوه في سنين الخصب، اتركوا البعض الآخر. لاستمرار النوع.
وتبين أن أفضل وسيلة لحفظ حبوب القمح في عصرنا هي أن نتركه في سنابله وكذلك الذرة نتركها في غلافها.

وكان تعبير الرؤيا دقيقاً لأنه يريد أن يستبقي للناس حياتهم في زمن الجدب،
ويستبقي لهم كذلك الضرع الحيواني، فتأكل الناس الحب، وتأكل الماشية التبن المتبقي،

وكذلك ضمن الحق مقومات الحياة لكل ما يلزم للحياة. ونلحظ أن المأكول في هذه الآية هو القليل،


أما الباقي فهو الكثير في سنابله، هذا في أيام الرخاء؛ فماذا عن أيام الجدب؟
* ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذالِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تُحْصِنُونَ *[يوسف: 48].

أي أن الناس ستأكل في أعوام الجدب الكثير من الحبوب التي في المخازن..

ويجب أن يحتفظوا بقليل مما يحصنون في هذه المخازن، وذلك لاستبقاء جزء من القمح للزراعة.

إذن فـ (من) في قول الحق سبحانه وتعالى: * وَكُلُواْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ حَلاَلاً طَيِّباً * للتبعيض ...

أي أكلوا بعض ما رزقكم الله،...
فإن كانت الأشياء مما يكون بقاؤها سبباً لامتداد نوعها فالنوع يكون متصلاً.

مثال ذلك رجل عنده بذور البطيخ وزرعها، وبعد أن جاءت الثمار أكلها هي والبذور فمن أين يزرع في العام القادم؟


كان يجب أن يحتفظ ببعض منها لتكون بذوراً. وكان يجب أن يحتفظ بجزء من البطيخ ليعطي منه الجار أو المحتاج؟

إذن فقول الحق سبحانه وتعالى: * مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ * تصلح لاستبقاء النوع وتصلح لصرف الزائد إلى غير القادر. *

وهناك رزق مباشر و رزق غير مباشر :

والرزق المباشر هو ما يأكله الإنسان مباشرة وما يلبسه، والرزق غير المباشر هو وسيلة إلى الرزق المباشر،

وإذا كان الله قد حرم أشياء وحلل أشياء فهذا بمقتضى صلاحية الأشياء المحللة للإنسان.
وعلى الإنسان أن ينظر إلى الأشياء الموجودة المحرمة على أنها رزق غير مباشر لأنها وسيلة إلى رزق مباشر،

كما عرفنا أننا نستخلص من سم الثعبان علاجاً، إذن فالثعبان مخلوق لمهمة تخدم الإنسان. والعالم كله حلقات،

حيوانات تستفيد من أذى بعضها إلى أن يصل الخير كله إلى المؤمن،

فلا يقولن إنسان " لماذا خلق إذا كان قد حرم ".

فلا تعتد لتحلل ما حرمه الله وتحرم ما حلله الله، فبترك الاعتداء ينتظم الوجود،

وحين ينظر الإنسان إلى الغابة يجد أن لكل حيوان مهمة مع غيره، هذه المهمة تؤدي إلى الصلاح فيما يصلح للإنسان. لقد حرم الحق بعض الأشياء كرزق مباشر؛ لأنها رزق غير مباشر.

وما حرمه الله هي أشياء مخلوقة كوسائل إلى صحة غيرها.


انتظرونى ونورانيات ايمانيه اخرى....

__________________
اذا ضاق بك الصدر ...ففكر فى الم نشرح

فان العسر مقرون بيسرين..فلا تبرح
الشيخ عادل غير متصل   الرد مع إقتباس