عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 03-10-2022, 09:10 AM   #2
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 5,958
إفتراضي

وتحدث عن صبر المسلمين فقال:
واستمرَّ الحال قريبًا من الشّهر، واستأذَن المنافقون وخذَّلوا وتسلَّلوا هربًا من هذه الحال، وثبّت الله المؤمنين بعدَ أن ابتلاهم وعلِمَ صدقَ إيمانهم، وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلاَّ إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا [الأحزاب: 22] أي: إيمانًا بالله واستسلامًا وانقيادًا لأمرِه وطاعةً لرسوله، وهذا هو حال المؤمنين الصادقين الموعودِين بالنصر، لا تزيدهم الشدائدُ إلاّ إيمانًا وازديادًا في الطّاعات وتمسُّكًا بأمرِ الله وحُكمِه وتشبُّثًا بدينهِ حتى يلقَوا ربَّهم، فليس النّصر هو السلامةُ والدَّعَة والمتاع بزُخرُف الدّنيا ولو في حمأةِ المهانة، بل النّصر هو الثباتُ على المبادِئ وعجزُ العدوّ عن سَلبِ المؤمِنِ دينَه وإن آذاه في بدنه أو ماله."
وتستمر الروايات فى كذبها وجعلها النبى (ص) جاهل بأحكام الله حيث سيدفع الجزية لغطفان لفك الحصار وفى هذا قال صالح:
"لقد عظُم البلاء بالمسلِمين حتى همَّ النبيّ أن يُصالحَ غطفانَ على ثلث ثمارِ المدينة ويرجعوا شَفقةً بحال المسلمين، واستشارَ في ذلك السيِّدَين سعدَ بنَ معاذ وسعد بنَ عُبادة رضي الله عنهما، فقالا: يا رسولَ الله، قد كنّا نحن وهؤلاء على الشّرك وعبادةِ الأوثان، لا نعبدُ الله ولا نعرِفه، وهم لا يطعَمون منها ثَمَرةً إلا بيعًا أو قِرى، أفحِين أكرَمنا الله بالإسلام وهدانا إليه وأعزَّنا بك وبه نعطيهم أموالنا؟! والله ما لنا بهذا من حاجةٍ، والله لا نعطِيهم إلا السيفَ حتى يحكمَ الله بيننا وبينهم، ففرِح النبيّ بذلك لما رأى من الثباتِ والاستقامة والصمود والإباء."
الغريب فى الروايات أن من ينزل عليه الوحى الرواية تجعله عاص لله مكذب بحكم الله فى دفع الكفار الجزية لدولة المسلمين والصحابة هم من يقومون بتقويمه وعدل سلوكه وهو كلام لا يصدقه سوى الجهلة الذين يحطون من مكانة النبى(ص)
الغريب فى أمر الرواية أنها تقول أنه هم فكيف علم القوم بما فى نفس النبى(ص) وهم لم يخرج منها فناصحوه واعترضوا على همه الذى لم يخرج من نفسه ؟
وتحدث الرجل عن سبب أخر غير الخندق لم يذكره الله فى كتابه من أسباب انتصار المسلمين وهو اسلام نعيم الغطفانى الذى أوقع الخلاف بين الأحزاب فقال :
"أيّها المسلمون، وفي خِضَمّ هذه الابتلاءات وفي قلبِ الحِصارات جاءَ نصر الله من فوقِ سبع سماوات، وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا [الأحزاب: 25]، وقد جاء نُعيم بن مسعود الغطفاني رضي الله عنه إلى النبيِّ مسلمًا، ثم رجَع بين الأحزاب مخذِّلاً لهم، وقد نفع الله به نفعًا عظيمًا وهو حديثُ عهدٍ بالإسلام، ولكن المؤمِن يعمل لله في كلِّ حال بما يستطيع ولو كان وحيدًا، ثم بعث الله تعالى ريحًا شديدة في ليلةٍ شاتية باردة مظلِمة، فجعلت تقلِب القدورَ وتطرح الأبنيةَ وتقلب عليهم الحِجارة، ورسول الله قائمٌ يصلّي، يقول حذيفة رضي الله عنه كما عند الحاكم والبيهقي: لقد رأيتُنا ليلةَ الأحزاب وأبو سفيان والأحزاب فوقَنا وقريظةُ اليهود أسفَل منّا، نخافهم على ذرارِينا، وما أتَت علينا قطّ ليلةٌ أشدّ منها ظلمةً ولا أشدّ ريحًا، في أصواتِ ريحها أمثالُ الصواعق، وهي ظلمةٌ ما يرى أحدُنا أصبعَه ـ إلى أن قال: ـ فسمعتُ المشركينَ يقولون: الرحيلَ الرحيلَ لا مُقام لكم، وإذا الريحُ في عسكرهم، فوالله إني لأسمع صوتَ الحجارة في رحالهم وفُرشِهم، والرّيح تضربهم بها، قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا [الأحزاب: 9]."
وكل هذه الروايات كاذبة تكذب كلام الله فى كون سبب النصر الريح والجنود غير المرئية فهل كان نعيم هذا عير مرئى أو غير مشاهد كما قال تعالى :
"يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ جاءتكم جنود فأرسلنا عليهم ريحا وجنودا لم تروها"
وذكر الرجل رواية أخرى تؤكد علم النبى(ص) بالغيب فقال :
"وتفرّق الأحزاب، وعادَت قريش كما عادَت غطفان لم ينالوا خيرًا، كما انقلَب اليهودُ بخيانَتِهم وخَيبتهم، وقال النبيّ : ((لن تغزوَكم قريش بعد عامكم هذا، ولكنّكم تغزونهم)) رواه أحمد بإسناد صحيح، ولفظ البخاريّ: ((الآن نغزوهم ولا يغزونا))، وهكذا كان حتى فتَح الله مكّةَ."
وهو كلام يتناقض مع أنه لا يعلم الغيب سوى الله
ثم قص علينا دعاء النبى(ص) على الأحزاب فقال :
"وفي الصحيحين أنّ النبيّ كان يدعو ويقول: ((اللهمّ منزِلَ الكتابِ سريع الحساب اهزِم الأحزابَ، اللهمّ اهزِمهم وزلزلهم))، وفي الصحيحين أيضًا أنّ النبيَّ كان يقول فيما بعد: ((لا إله إلا الله وحدَه، صدق وعدَه، ونصر عبدَه، وأعزَّ جندَه، وهزم الأحزابَ وحدَه، فلا شيء بعدَه))."
الغريب فى الرواية الأخيرة أنها تكذب كل الروايات السابقة فى وجود الخندق ووجود نعيم كأسباب للانتصار فى جملة" وهزم الأحزابَ وحدَه"
وحكى التالى :
"ولما رجع النبيّ إلى المدينة ووضَع السلاحَ ليغتسل مِن وعثاءِ تلك المرابطة جاءه جبريل عليه السلام وقال: إنّ الملائكةَ لم تضع أسلحَتَها، وأمرَه بالمسير إلى بني قُريظة، فسار إليهم وحاصَرهم، ثم أنزلهم على حُكمِ سيِّد الأوس سعدِ بن معاذ رضي الله عنه، فلم تأخذه في الله لومَةُ لائم، وحكم فيهم بحكم الله بقتلِ مقاتِلَتِهم وسبي ذراريهم، فضُربت أعناقُ الخَوَنة، وانتصَرَ الله لدينه وأوليائِه، وذلك حين يقول المولى عز وجل: وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ صَيَاصِيهِمْ أي: من حصونهم وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمْ الرُّعْبَ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمْ الرُّعْبَ فَرِيقًا تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقًا وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضًا لَمْ تَطَئُوهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا [الأحزاب: 26، 26]"
والرواية السابقة كاذبة حيث أن النبى(ص) جهلوه هنا جاهلا فنزل على حكم سعد ولم ينفذ حكم الله وهو كلام لا يصدقه مسلم
الرواية لم تحدث لأن حكم الله ليس فيه سبى لأن الحكم هو المن أو الفداء فالمن اطلاق سرا الأسرى بلا مقابل والافتداء هو دفعه الكفار المال مقابل إطلاق سراحهم وليس فى حكم الله قتل لمن استسلموا وفى هذا قال تعالى :
"فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب حتى إذا أثختنموهم فشدوا الوثاق فإما منا بعد وإما فداء حتى تضع الحرب أوزارها"
وتحدث صالح عن الدروس والعبر من الغزوة فقال:
"أمّا بعد: أيّها المسلمون، لقد كان في غزوةِ الأحزاب وأيّامِ الخندَق حِكَم وعِبر، ينبغي للمسلمين أن يعوها ويحتذوها، وقد قال الله تعالى في ثنايا ذكرِ أحداثها: لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا [الأحزاب: 21].
وسنّة الله جاريةٌ قديمًا وحديثًا، وغربة الدين وضَعف المسلمين لا ينبغي بحالٍ أن تقودَ إلى الإحباط وخَور النّفوس، بل يجب أن يكونَ دافعًا للصبر والبذل والثّبات حتى يأذَنَ الله تعالى بالفَرَج.
ومِن مقامَاتِ العبودية التي يجب أن تُذكَى الصبرُ والمصابرة والمرابَطَة والثبات واليقينُ والدعاء والاحتساب والقِيام بأمر الله والإيمانُ بالقضاء وإدراك سنّة الابتلاء وصيانة الدين، وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ [يوسف: 21]."
والعجيب فى أمر حرب الأحزاب أن يسميها أصحاب السير والمغازى غزوة والمعروف أن الغزوة هجومية وهى رد للعدوان بينما حرب الأحزاب مختلفة لأن الغازى كان الكفار وليس المسلمين وقد ارتبطت الكلمة باستيلاء المسلمين على أرض غيرهم
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس