عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 01-08-2022, 03:04 PM   #3
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 5,969
إفتراضي

فقد قفز العدد إلى أكثر من ثلاثمائة وستين مدرسةمنتشرة في طول البلاد وعرضها ويتوقع الخبراء أن يزيد هذا العدد خلال العام 2008 - 2009 11
ويبدو أن هذا التوقع كان سليما بنسبة 100 % ففي مقال للكاتب ديفيد هولثاس تم نشره في عام 2010 يقول بأن عدد المدارس التي تفصل بين الجنسين في الولايات المتحدة الأمريكية قد وصل إلى 550 مدرسة وليس هذا فقط بل وأشار إلى أن هذا الفصل بين الجنسين في التعليم قد انتشر أيضا في الأرجنتين وكندا وغيرها الكثير وإن كان هذا الانتشار ما زال مصحوبا بالجدل حول أهميته وفاعليته بين مؤيد ومعارض 12
وجاءت نتائج اجتماع المنظمة الدولية للتعليم العام الغير مختلط في المؤتمر الدولي السابع بولاية فلوريدا في عام 2011 ليؤكد على أن هذا الفصل بين الجنسين في العملية التعليمية يؤدي إلى تحسن ملموس في أداء كلا الجنسين بشرط تحسن أداء المعلم وقدرته على التعامل مع هذا الفصل بطريقة جيدة 13
ومع أن التقارير السابقة لا تريد أن تعترف بأن السبب الرئيسي في فشل التعليم المختلط هو انشغال أحد الجنسين بالآخر ومحاولة الإيقاع به إما بالرضا (الزنا) أو الغصب (التحرشات الجنسية) إلا أن تقرير المؤسسة التعليمية في أمريكا للعام 2011 عن التحرشات الجنسية في المدارس والذي كتبه نائب الرئيس جو بايدن ووزيرة التعليم آرني دنكان وفيه يعترفان بزيادة الاعتداءات الجنسية في المدارس لدرجة خطيرة تصل إلى واحد لكل عشرة أفراد وما خفي كان أعظم لأن أغلب التحرشات الجنسية لا يتم الإبلاغ عنها وأضف إلى ذلك حالات الزنا التي تتم بكثرة بين طلاب المدارس
ونأتي إلى قاصمة ظهر المجتمع الغربي الذي يدعو إلى التحرر من قيود الأخلاق ففي تقرير نشرته الحملة القومية لمنع الحمل في سن المراهقة عن نسب الحمل في سن ما دون العشرين في الولايات المتحدة الأمريكية يقول التقرير (حوالي 34 % من البنات يحدث لهن الحمل على الأقل مرة واحدة دون سن العشرين وأن حوالي 79 % منهن غير متزوجات أي أن حملهن جاء من سفاح إما بالزنا أو نتيجة للتحرشات الجنسية المنتشرة في المدارس والجامعات 15
وفي تقرير آخر نشره معهد غوتماشر (Guttmacher Institute) عام 2012 يقول التقرير (أن نسب الحمل قبل سن العشرين بدأت تزداد بقوة من بعد العام 2009 وأن حوالي 7 من كل 10 من كلا الجنسين يمارسون الجنس قبل سن 19 سنة وتزداد النسب في المدارس العليا عن المدارس المتوسطة)
وعليه فالذين يطالبون بالفصل بين الجنسين في التعليم في الدول الغربية ليس فقط من أجل تحسين أداء الطلاب لاختلافاتهم البيولوجية ولكن أيضا لحماية أبنائهم من طلاب المدارس والجامعات من الاعتداءات الجنسية التي حتما ستقع بسب الاختلافات البيولوجية التي تقضي بميل أحد الجنسين إلى الآخر ولحماية البنات من الحمل المبكر خارج إطار الزوجية وما يتبعه من أعباء جسدية ونفسية ومالية وعندما أقول بأن الاعتداءات الجنسية حتما ستقع بين الجنسين بسب الاختلافات البيولوجية التي تقضي بميل أحد الجنسين إلى الآخر فهذا ليس لكوني أنقل ما يقول الإسلام فقط (وإن كان ليكفينا) بل إن الغرب نفسه بدأ يناقش هذه المسألة بطريقة علمية حيث كتبت الصحف والدوريات العلمية الأجنبية عن تأثير الاختلاط بين الجنسين في أماكن العمل والمؤسسات الدراسية فمثلا كتب بات هاجان في صحيفة التيليجراف تحت عنوان "الرجال يفقدوا عقولهم في وجود نساء جميلات فقال (الرجال الذين يقضون حتى بضع دقائق في صحبة امرأة جذابة يكونون أقل أداء بشكل ملحوظ في الاختبارات المصممة لقياس وظائف المخ من أولئك الذين يتحدثون مع أشخاص لا يجدون بهم جاذبية خاصة) 1
وبالبحث عن الدراسة العلمية التي استند إليها مقال بات هاجان في التيليجراف وجدتها منشورة في دورية علمية وقد قام بهذه الدراسة جيمس روني سنة 2003 تحت عنوان "تأثير التعرض البصري للجنس الآخر على الأداء الادراكي حيث قام الباحث باختبار التغيرات العقلية والنفسية عند النظر إلى امرأة أو صورتها وقد خلصت هذه الدراسة إلى أن الرجال ينشغلون بالتفكير في تلك المرأة مما يؤثر بالسلب على أعمالهم وربما يحدث ذلك دون وعي منهم أن ردود أفعالهم قد تغيرت
وفي دراسة علمية أحدث (2009) أجراها مجموعة من الباحثين على رأسهم جون كاريمانز (Johan Karremans) نشرت في دورية علمية تحت عنوان "التفاعل مع النساء يمكن أن يضعف الأداء الإدراكي للرجال"وقد أجريت هذه الدراسة في أماكن العمل والمدارس المختلطة وقد أظهرت هذه الدراسة أن نظر الرجل إلى المرأة ولو لبضعة دقائق يؤدي إلى تغيرات كبيرة في التصرف والمزاج والشخصية مما يدفع بالرجل إلى مزيد من الاقتراب من المرأة لإقامة علاقة وأوضحت الدراسة أن هذا التصرف ربما يتم دون وعي من صاحبه حيث يصرف كثير من تركيزه إلى المرأة فلا يجد ما يكفي للتركيز في عمله "
وهذه الاستشهادات لا تهم المسلم في شىء فهى ليست دليل عندنا لأن الدليل هو قول الله في الوحى وحده وإنما هم يحاولون خداع بعضهم بدراسات لو بحثنا سنجد غيرها يمثل الوجهة المضادة وينتصر لها وغلا كيف انتشرت تلك الفاحشة في تلك المجتمعات إلا لم يكن بسبب دراسات جنونية أخرى تسببت في المشاكل وتلك الدراسات تعود لعلمى النفس والاجتماع من خلال علاج أمراض الكبت والكآبة وغيرهم
العلوم أو المقولات الكفرية تتعامل مع ألأمور من وجهات نظر مختلفة فمن يبيحون الفواحش لم يبيحوها لنشرها وإنما أباحوها كى تروج بعض التجارات المحرمة التى يريدون التربح من خلفها كأدوية الانتصاب والاثارة وأدوات التبرج والملابس المثيرة والترويج لسلع معينة
وتحدث الرجل عن ابحاث أخرى فقال :
"سبق الإسلام في المساواة بين الرجل والمرأة في حفظ البصر والفرج وفي عقوبة الزنا لاعتباره أن كلاهما يتأثر جنسيا بالآخر
في الواقع الدراسات السابقة تركز أكثر على حال الرجال في وجود النساء دون وصف الحالة العقلية للمرأة في وجود الرجال وكأن الرجال وحدهم هم من يتأثرون جنسيا بالمرأة ...وبالبحث العلمي عن تأثر المرأة عقليا بوجود الرجل وجدت أنه قد شاع لزمن طويل أن الرجال أكثر ميلا وتفكيرا في الجنس من النساء حتى انتشرت شائعة غير علمية تقول أن الرجال يفكرون بالجنس بمعدل مرة كل سبع ثواني فمثلا في مقال كتبه ريتشارد ساين بعنوان مقارنة الدافع الجنسي عند الرجال والنساء يقول (أغلب الرجال بطبيعتهم الوراثية لا يستطيعون الكف عن التفكير في الجنس وأن الدافع الجنسي عند الرجال أكبر منه بكثير مما هو عند النساء)
ولكن بالبحث العلمي المتأني وجدت أن هناك أبحاث علمية حديثة بدأت تنفي هذه الشائعة وتقول أن النساء يتأثرن بالرجال مثل تأثر الرجال بالنساء بل وربما في بعض الأحيان يكون تأثر المرأة أكبر وهذا ما يجعل للإسلام السبق العلمي في مساواته بين الرجل والمرأة في قضية غض
البصر وحفظ الفرج وعقوبة الزنا ومن هذه الأبحاث على سبيل المثال البحث الذي أجراه د تيري فيشر أستاذ علم النفس بجامعة أوهايو عام 2012 والذي توصل فيه إلى أن مقولة أن الرجال يفكرون في الجنس أكثر بكثير من النساء تعتبر شائعة غير علمية تتأثر بثقافة البيئة أكثر ما تستند إلى البحث العلمي ....وهذا البحث الأخير يكاد يقترب من التشريع الإسلامي في مساواته بين الرجل والمرأة من حيث التفكير الجنسي في الآخر ولذا ساوي الله بين الجنسين في التكليف بغض البصر وحفظ الفرج وفي عقوبة الزنا ولعل البعض يتهم المرأة أكثر ما يتهم الرجل بحجة أن المرأة هي التي دفعته بزينتها وتبرجها إلى فعل التحرش فأقول كلا وألف كلا لأن المرأة وإن خالفت ربها بإظهار زينتها وتبرجها فلا ينبغي أبدا للرجل أن يطلق بصره فيصيب من هذه وتلك حتى تتمكن الشهوة من قلبه فتدفعه إما إلى الزنا أو إلى التحرش الجنسي ومعلوم من القرآن أن الله عاقب الزانية والزاني بنفس العقاب بالرغم من أن الله قدم الزانية على الزاني {الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مئة جلدة ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين} فجعل الله عقوبة الاثنين واحدة وقدم ذكر الزانية ليلفت الانتباه إلى أن المرأة بزينتها وتبرجها وجمالها الذي جبلت عليه أكثر إثارة ولفتا لانتباه الرجل أكثر من تأثر المرأة بالرجل وساوى الله عقوبة الزاني بالزانية لتساوي تفكير كل منهما في الآخر وطلب كل منهما للآخر فكلاهما مجبول على التفكير الجنسي في الآخر ولذا فقد حمى الله النساء من الرجال بأمره إياهم بغض البصر {قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون} وحمى الله الرجال من النساء بأمره إياهن بغض البصر وإخفاء الزينة {وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن} فسبحان الله العليم بأحوال النفوس وبما يصلحها {ولا ينبئك مثل خبير}
يقول زهير الأعرجي في كتابه (الانحراف الاجتماعي وأساليب العلاج في الإسلام) في باب الجناية والإغراء الشديد (فلو كان الإغراء هو أساس وقوع الزنا فقط لخفف الله العقوبة على الزاني ولشدد العقوبة على الزانية ولكن لأن الإسلام تعامل مع هذه الحالات قبل ارتكاب الجريمة من خلال تهذيب النفس لمقاومة الإغراء مهما كان حجمه فإذا كانت النفس قد استجابت للتهذيب الديني فليس هناك إغراء يؤثر فيها فالنفس قد تغري الفرد بالنظر إلى الكاسيات العاريات إلا أن قوة الإرادة التي ربتها الشريعة الإسلامية في نفس المؤمن تدفعه إلى غض البصر فإذا خالف ونظر كان مخالفا للشريعة قبل أن يؤثر فيه الإغراء ولذا يتساوى مع الزانية في العقوبة على الرغم من تقديم الزانية على الزاني في الترتيب اللفظي الذي ربما أراد منه القرآن حث المجتمع على ملاحظة دور الإغراء في ارتكاب مثل تلك المخالفات الشرعية "
وبناء على ما سبق فنجا هنا يقرر أن الرجل والمرأة كلاهما مسئولان عن الجريمة الشهوانية ومن ثم كانت الأوامر الإلهية لهما واحد بغض البصر وحفظ الفرج وكذلك العقوبة كانت لهما واحدة عند ارتكاب جرم الزنى أو التحرش وهو كلام صحيح
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس