عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 05-12-2009, 06:49 PM   #93
جهراوي
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: May 2006
المشاركات: 1,669
إفتراضي

صحيفة الحياة الجمعة 4 /12/2009م أجرت حركة طالبان أفغانستان أو «الإمارة الإسلامية لأفغانستان» تغييرات في قياداتها السياسية والعسكرية، وترافقت هذه التغييرات مع ما يمكن تسميته التطور الجاري في صفوف طالبان ومحاولة بروزهم كقوة ممثلة للشعب الأفغاني بعد الفشل الأميركي والحكومي الأفغاني في وضع حد لتقدم قوات طالبان وتزايد نشاطها في المناطق الأفغانية المختلفة. وكان من ضمن التغييرات في قيادة طالبان تعيين ملا محمد طيب أغا في منصب رئيس اللجنة السياسية. وكان طيب أغا قبل شغله هذا المنصب أحد مسؤولي اللجنة إضافة إلى عمله في اللجنة المالية للحركة، كما شغل طيب أغا منصب مدير مكتب الملا محمد عمر زعيم طالبان قبل الإطاحة بـحـكم طـالـبـان بـسـبب الـغـزو الأمـيركي أفغانستان.
«الحياة» التقت طيب أغا وهنا نصّ الحوار:
> اختياركم منصب رئيس اللجنة السياسية جاء بعد وقت قصير من اختيار عبداللطيف منصور هذا المنصب، فلمَ عُزل بعد فترة قصيرة من توليه مهماته وما هي الدواعي لمثل هذه التغييرات في فترة زمنية قصيرة؟
- لقد عرض علي أمير المؤمنين الملا محمد عمر مجاهد تولي أمور اللجنة السياسية قبل عدة أشهر ولكن لم أكن أرغب في الخروج من أفغانستان وجبهات القتال فيها، فهي أحب إلى قلبي من العمل في السياسة، وكان هذا هو الأمر بالنسبة لملا عبداللطيف منصور الذي قبل المنصب احتراماً وتقديراً لأمير المؤمنين ثم لما شعر بأن العمل في اللجنة قد يبعده عن جبهات القتال والجهاد نوعاً ما آثر أن يبقى في الخنادق والصفوف الأولى للمجاهدين خصوصاً في هذه المرحلة الحساسة من جهادنا. قبلت المنصب بعد مشاورات مع أمير المؤمنين وبحكم خبرتي في العمل معه وتحت إمرته وفي مكتبه، ولي من العلاقات الداخلية والخارجية ما أسأل الله أن يكون عوناً لي في أداء مهمتي الموكلة إلي. وقد وقع الاختيار علي قبل ثلاثة أشهر لكن، توليت العمل وباشرته قبل فترة وجيزة.
> لكن هل يفهم من هذا التغيير توجه طالبان للحوار مع الجهات الأخرى؟
- المطلوب الآن منا في الإمارة الإسلامية فتح صفحة جديدة مع كل الجهات الأفغانية والحوار معها وفق ما تأمر به الشريعة الإسلامية وما تتطلبه مصالح شعبنا المجاهد. الحرب لم تكن خياراً لنا، لقد نشأت طالبان للقضاء على أمراء الحرب، وأوجدت بفضل الله عز وجل حالة من الأمن والاستقرار في أماكن سيطرة الإمارة في أفغانستان لم تشهد لها البلاد مثيلاً على مدى قرون، وهذا الأمر شهد به الأعداء قبل الأصدقاء، وهو أولاً وأخيراً من توفيق الله عز وجل للإمارة وقيادتها وجنودها وشعبنا المجاهد . الأميركيون هم مَن فرض الحرب على شعبنا. أرادوا استئصال الحركة والشريعة ولكنهم الآن يعترفون بفشلهم عسكرياً وسياسياً.
> هل معنى الانفتاح على الجهات الأخرى أن تقبلوا بالمفاوضات كحل للصراع في أفغانستان؟
- لم نكن أبداً ومنذ البداية ضد الحوار والتفاوض، أعداء الإمارة الإسلامية هم الذين رفضوا المفاوضات والحوار. نحن نطالب بمفاوضات ونتمسك بموقف الإمارة الإسلامية في هذا الشأن، لا مساومة على الشريعة الإسلامية تحت أي ظرف، ولن نقبل تحت أي حال بقاء قوات أجنبية على أراضي أفغانستان.
> دعا الرئيس حامد كارزاي المعتدلين من طالبان أو «الجيدين» بحسب قوله، إلى المفاوضات وكان هناك حسب تصريحاته جولة من المفاوضات في المملكة العربية السعودية فلماذا لم تستمر المفاوضات؟
- مشكلتنا ليست مع حكومة كارزاي لأنه ليس له من أمره شيء على الإطلاق. نحن لم نكن جزءاً من تلك المفاوضات، وهو بنفسه أعلن بعد أيام من تصريحاته حول المفاوضات في المملكة العربية السعودية أنه لم تكن هناك مفاوضات ولا ما يحزنون. إن كانت هنا مفاوضات ستجرى لحل الصراع في أفغانستان فيجب أن تكون بين طرفي الصراع وهما الشعب الأفغاني وقيادته المجاهدة من جهة ممثلة بالإمارة الإسلامية وقيادتها والقوات الأجنبية التي تحتل أفغانستان كطرف آخر، وكل مفاوضات تجرى بين أطراف أخرى فهي مضيعة للوقت ومحاولة للالتفاف على الحقائق على الأرض وإطالة للأزمة ومعاناة الشعب الأفغاني .
> أصدرت طالبان قبل مدة ما سُمي بلائحة المجاهدين فما هي هذه اللائحة وماذا يراد منها أن تحقق؟
- لائحة المجاهدين ليست جديدة وإنما الجديد هو النشر والإعلان. كان نشرها محلياً لتوعية الشعب وإرشاده إلى الجهات المختصة في الإمارة الإسلامية وقضاتها وحكام الولايات من طرفها وكيفية الوصول إليهم والتعامل مع كل المشكلات وحلها. المجاهدون كانوا يعملون بهذه اللائحة من زمن وكانت ملزمة لكافة المسؤولين في الإمارة، وهذه اللائحة نظمت العمل في كافة الولايات بين المجاهدين وحكام الولايات وبقية الرعية ولقيت قبولاً حسناً من الجميع.
> هل هناك تعاون مع أي جهات أفغانية أخرى؟
- نحن لا نمانع في أن تنضم أي جهة أفغانية تحت قيادة الإمارة الإسلامية بشكل عام، هناك جهاد عام يقوم به الشعب الأفغاني بقيادة الإمارة ولكن هناك أحزاب وجماعات مختلفة في المجتمع الأفغاني. لم يكن لنا تواصل مع الأحزاب الموجودة في كابول، ولا نريد أن يكون لنا مثل هذا التواصل مستقبلاً، خصوصاً وأن الأحزاب هذه تفاخر بأنها جاءت بالأميركيين ويعملون على خدمتهم في احتلال أفغانستان فكيف يمكن التعاون مع مثل هؤلاء؟ أما الأحزاب الأخرى فإن أفرادها مجاهدون متعاونون مع الإمارة الإسلامية ويقبلون بحكمها .
> هناك اتهامات أميركية بوجود مجلس شورى طالبان أفغانستان في مدينة كويتا ومنها تدير الحركة الصراع في أفغانستان. ما حقيقة الأمر؟
- هذه قضية تخص أميركا وباكستان. على باكستان الإجابة على مثل هذه المسألة وليس نحن. الإمارة الإسلامية وحسب اعتراف الأميركيين وقوات «الناتو» والأمم المتحدة تسيطر على مساحات كبيرة من أفغانستان ولسنا بحاجة للإقامة في كويتا أو باكستان. باكستان وحكومتها هي التي ساعدت الأميركيين في إنهاء حكم الإمارة الإسلامية في أفغانستان وباكستان هي التي تحالفت مع الأميركيين ضد الإمارة، فهل يعقل أن نلجأ إلى من تآمر علينا ونعيش في كنفه؟ هذه اتهامات حسب اعتقادنا يقصد بها ابتزاز باكستان للقيام بأدوار أخرى لخدمة الولايات المتحدة بعد فشل القوات الأميركية في أفغانستان ومحاولة لتحميل باكستان مسؤولية الفشل الأميركي والدولي في أفغانستان.
طالبان باكستان والعلاقة بهم
> هناك حركة طالبان باكستان التي تقاتل في مناطق القبائل ضد الجيش ويقول قادتها إنهم على بيعة للملا محمد عمر، فما هي العلاقة بين طالبان في أفغانستان وباكستان وكيف تنظرون إلى ما يقومون به من قتال ضد الجيش الباكستاني؟
- ما يحدث في باكستان أمور تخص باكستان كدولة وحركة طالبان الباكستانية ولا نريد التعليق عليها من قريب أو بعيد. نحن نخوض جهادنا ضد الاحتلال الأجنبي في أفغانستان وما يحدث في باكستان اسألوا عنه من له علاقة به.
> عرض كارزاي على طالبان المشاركة في الحكم. هل تقبلون مبدأ المشاركة في حكومة كارزاي وما هو موقفكم من المفاوضات معه؟
- ليست لدينا رغبة في المشاركة في الحكم والأصل الذي نريد أن يفهمه العالم كله هو ضرورة الأمن والاستقرار في أفغانستان. لقد جربنا الحكومات المشتركة في أفغانستان فلم تزدنا إلا خسارة. ولم تكن أي نتيجة إيجابية من هذه الحكومات
جهراوي غير متصل   الرد مع إقتباس