[اليمامة]

أخي ابن حوران

أتفق معك كثيراً في كل ماذكرته .. وقد حصل معي هذا مع من أميل الى رأيها وفكرها وممن كنت معجبة بكل كتاباتها وطرحها ..

في برنامج خاص عن قضايا السعودية في قناة Lbc استضاف البرنامج شخصيتين نسائيتين من السعودية .. الشخصية الأولى تعجبني آراءها وتوجهاتها الفكرية .. والشخصية الثانية لا أتفق مع فكرها ..

وتفاجأت في البرنامج غلبة الثانية في الطرح والتزام الهدوء .. واحترامها لأي رأي يخالفها وتعليقها على ذلك بتمكن ومنطقية عالية وبلغة محترمة ومقنعة .. في مقابل الأولى التي فاجأتني بعدم تمكنها من طرح فكرتها بشكل سلس ومنطقي وكانت عباراتها مفككة ولم تستطع أن تقدم حجج لها قبول .. وكانت متوترة وهذا أضعف موقفها لأن التوتر جعلها مهزوزة فلم تتمكن من سماع كل رأي الطرف الآخر للتعليق .. بل مارست أسلوب المقاطعة في كل جملة لترد ..

لو كانت متمكنة لاستطاعت أن تستوعب كل رأي الطرف الآخر وتدون نقاط بسيطة حتى ترد وقد يكون في ذلك مخرج لها لأن الكلام بصورة عامة قد يجعلها تطرح أفكارها جيداً وبسلاسة ..عكس المقاطعة والرد على كل جملة ..مما جعل عباراتها هشة إضافة الى أنه قدمها بصورة غير حضارية . وقابلتها الأخرى التي تحملت بأدب مقاطعاتها المتكررة وطريقة الرد على النقطة بفكر لا بتهميش لفكرها فكسبت الاحترام .

كلنا كمجموعة اتفقنا أننا وان كنا نختلف مع تلك إلا أنها قالت كلاماً جيداً وقدمت لنا الفكرة بطريقة محترفة جعلتنا ننحاز لها ونمتدح أسلوبها بعكس الأولى التي جعلت اللقاء يكشف ملامح في شخصيتها لم نرها في كتاباتها .

مثل هذه الأمور يجب أن يراعيها أي مثقف أو سياسي .. فعلى كل شخص يواجه الجماهير في محاضرة أو مؤتمر أو لقاء تلفزيوني أن يدرب نفسه على الحوار .. وعلى الأسلوب الأمثل لطرح الفكرة .. وعلى طريقة الالقاء ودرجة الصوت وطريقة الجلوس والهيئة الشخصية كاللبس وغيره .. وإذا لزم الأمر بأن يأخذ دورة في هذا المجال فلا يجب أن يكابر ويخجل ..

فأحياناً قد نلهث خلف سطور واعية لثقف أو مفكر .. إلا أن الانبهار قد يتبخر ونحن نرى شخصيته مهزوزة في أول ظهور علني له .. وقد نشعر بأننا بين شخصيتين ذات وجهين .. وجه للتصدير والتفكير يلامس أبعاد السماء .. ووجه آخر للمارسة والحضور يتكفن بتراب الأرض ..

وقد نتساءل .. ماذا يجدي هذا الفكر صاحبه إن كان عاجزاً عن ترجمته لنا واستعراضه باسلوب متمكن كما يقدمه لنا في كتبه .. لأن ذلك سيجعلنا نرفضه .. ليس لذاته وفكره .. إنما لصفاته ..فنمحي أي خلفية إيجابية عنه كانت في أذهاننا .