عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 16-10-2007, 12:21 AM   #1
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي ديوان وشعر الشاعر السعودي يحيي توفيق حسن.

[FRAME="11 70"]http://www.yth.cc/poemlist.htm
غُرْبةُ رُوْح - يحيى توفيق حسن


وحْدِي وهذا الدُّجَى.. ضَاقَـــتْ بِيَ الدَّارُ
غريبُ رُوْحٍ ذَوَى.. أقْصَـــــتْهُ أسْفارُ

ظمآن.. لا مــاءَ يروي غُلَّتِي.. وَفَمِـي
قد جــــفَّ.. والعَزْمُ في عَيْنيّ إصرَارُ

ورُبَّ ظــــامٍ صــَدٍ والمَاءُ في فَمِهِ
كأنَّما صُـــبَّ في أحشــائِهِ.. نَــارُ

وكَمْ شَجٍ ضــاحِـــكٍ والحُزْنُ يطحَنُهُ
يَبْـــدُو خــليّاً.. وفي جَنْبَيْـهِ إعْصَارُ

والذُّلُّ للــحُرِّ جُـــــرْحٌ لا دَواءَ لَهُ
والـعـَيْشُ في الــذُّلِّ إنْ سَـوَّغْتهُ عَارُ

حيْرانَ تَــــــجْمَعُنِي والـهَمَّ أفكَارٌ
واللَّــيْلُ حَــولي ومـلءُ القـَلْبِ أكْدارُ

أخْــــــفِي وأكْـتُمُ و الآلامُ تسحقُنِي
كأنّــَما دُقَّ في جَــنْبَيَّ مِــــسْمَارُ

أرنُــــو إلى مَا مَضَى و العُمْرُ يسلبُهُ
كَــرُّ اللَّــيالي وايـــسَارٌ وإعْـسارُ

ليْتَ الزَّمـــــــانَ الّذي بالبُعْدِ فَرَّقنا
يُـــدْنِي ويُــرجِعُ مَنْ شَطَّتْ بِهِ الدَّارُ

أكُلَّمَا قَرَّبــتْ مَا بَيْنَنَا سُـــــــبُلٌ
عــادتْ تُــفرِّقُنا في الأرْضِ أقْــدَارُ

جُرْحِي طــــويلٌ وقلبي مُــثْْقلٌ أبداً
يا أيُّــها القـــلبُ كَمْ أشْجَـتْكَ أوْزَارُ

لا الحُزْنُ يَبْقى ولا الأفْـــــرَاحُ دائمَةٌ
تَــبْـلى المَــشَاعِـرُ.. والآمالُ تَنْهَارُ

يَشْقَى ويَأْرَقُ مَنْ أعْــيَتْهُ أوْطَــــارُ
والــرِّزْقُ والـجَـدُّ.. إقْـبـالٌ وإدْبَارُ

كَمْ ضَــاقَ بالفَقْرِ أبْرارٌ وإنْ صَــبَرُوا
وكَــمْ تــقاتـلَ.. عند المالِ.. أصْهارُ

كأنَّهم أذْؤُبٌ في قـــــفْرةٍ سَــغِبُوا
بَــدَى لَهُم بـعـد طـولِ الجُوُعِ أعْيَارُ

هبُّـــــوا إليها وفـي أعُرَاقِهِمْ نَـهَمٌ
كالـنَّار يـدفعُهُمْ.. فـالجُـــوْعُ جَـبَّارُ

وهَكَذا النَّاسُ حُبُّ المــــالِ أفْقَــدهُمْ
حُــلْوَ الخِـصَـالِ.. فَـمَغْـدُورٌ وغَدَّارُ

يبدون كالعُمْيِ.. لـكن ليـس ثَمَّ عَــمَى
وإنّـَما عَــمِيَتْ في الحــقِّ أبْـصـارُ

جارُوا على بَعْضِهِم لا دِيْنَ يــــردعُهُمْ
وغــــرَّهُـم جَـشَـعٌ في النَّفْسِ أمَّارُ

عاشُوا وماتُوا.. ضَحَايا الحِرْصِ وانْقَرَضُوا
لمْ يُــجْدِهِمْ كـلبٌ أو يُـغْـنِ إحْـضَارُ

وبيْنَ هذا الــــــورى حُرٌّ أحَاط بِهِ
رَيْــبُ الــزَّمانِ.. على الإرْزَاءِ صَبَّارُ

يَنُوءُ لا يشـــــــتكِي والنَّفْسُ قَانِعَةٌ
وفي أســارِيْرِهِ.. للطـــــُّهْرِ أنْوَارُ

لّمْ يَنْسَ في غُرْبَهِ الأوْجَــــــاعِ مَبْدَأهُ
لا ذَلّــــَهُ الفــَقْرُ أوْ أطْــفَاهُ إكْثَارُ

وبين أعْمَـــــــــاقِهِ للنَّاسِ قَاطِبَةً
حُــبٌّ يَـفِيْضُ وإنْ عَنــَّوْهُ أوْ جَارُوا

يَمْضِي دَؤُوْباً فلا حِــرْصٌ ولا كَــسَلٌ
يُـــعَلِّلُ النَّـــــفْسَ فالأرْزَاقُ أقْدَارُ

.. ما أتْفَهَ العُــــمْرَ لو عِشْنَا نُــبَدِّدُهُ
كَمَا يُــبَدِّدُ حُـــرَّ المَالِ أغْـــرَارُ

أكْلٌ ونَـــوْمٌ بِلا فِـكــْرٍ ولا هَـدَفٍ
كأنَّنا في بــِقَاعِ الأرْضِ أبْـــــقَارُ

فالعَيْشُ مُتْعـــَتُهُ فِيــْمَا نُــكابــِدُهُ
عُـــسْرٌ فَــــيُسْرٌ.. وأفْرَاحٌ فَأكْدَارُ

والـفـِكـْرُ كَالـحُـبِّ أحْلَى ما نُـزَاوِلُهُ
لــولاهُ لَمْ تَــحْلُ آمـــالٌ وأعْمَارُ

والنّـــَاسُ في رِحْــلَةِ الأيَّامِ أوعـيَةً
للــخَيْرِ والشَّــرِّ والإنْــسَانُ يَخْتَارُ

نشرت بالملحق الأسبوعي الصادر عن صحيفة المدينة (الأربعاء) اليوم 12/10/2005م
[/FRAME]
السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس