عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 09-01-2024, 07:48 AM   #4
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 5,998
إفتراضي

- " وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً " (هود - 7).
وفي الحديث الشريف نجد:
عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أن نَاساً مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ سألوا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالوا: جِئْنَاكَ نَسْأَلُكَ عَنْ هَذَا الْأَمْرِ؟ قَالَ: " كَانَ اللَّهُ وَلَمْ يَكُنْ شَيْءٌ غَيْرُهُ، وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ، وَكَتَبَ فِي الذِّكْرِ كُلَّ شَيْءٍ، وَخَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ " - رواه البخاري.
فالآية والحديث إنما هما خبر عن بداية الخلق، وأن عرش الله عز وجل كان على الماء قبل خلق السماوات والأرض ولا ينافي ذلك كون العرش لا يزال على الماء.
وفي حديث آخر: عن أبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ يَمِينَ اللَّهِ مَلأَى لا يَغِيضُهَا نَفَقَةٌ سَحَّاءُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ، أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْفَقَ مُنْذُ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأرْضَ فَإِنَّهُ لَمْ يَنْقُصْ مَا فِي يَمِينِهِ، وَعَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ، وَبِيَدِهِ الأخْرَى الْقَبْضُ يَرْفَعُ وَيَخْفِضُ " - رواه البخاري ومسلم."
بالطبع العرض ليس هنا كرسيا يجلس عليه وإنما العرش هو الكون الذى خلق من ماء كما قال تعالى" وجعلنا من الماء كل شىء حى"
فمعنى وكان عرشه على الماء وكان كونه سمواته وأرضه من الماء
وتحدث عن خلاف أحدثته الروايات الكاذبة بين الغرش والكرسى فقال :
5 - العرش و الكرسي
الكرسي جزء من العرش وهو موطئ القدمين بينما العرش أعظم منه بكثير، وقد ذكر في القرآن الكريم أن الكرسي وحده يضم كافة السماوات:
- " وسع كرسيه السموات والأرض " (البقرة - 255).
- وفي الحديث الشريف يقارن محمد (ص) بين الكرسي والعرش بقوله: " ما السماوات السبع في الكرسي إلا كحلقة ملقاة بأرض فلاة وفضل العرش على الكرسي كفضل تلك الفلاة على تلك الحلقة ".
وقال ابن عباس رضي الله عنهما: " الكرسي موضع قدميه، والعرش لا يقدر قدره ". أخرجه الحاكم في المستدرك، وقال: حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه.
- وقال الدارمي: حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا حماد بن سلمة عن عاصم عن زر عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: " ما بين السماء الدنيا والتي تليها خمسمائة عام وبين كل سماءين مسيرة خمسمائة عام، وبين السماء السابعة وبين الكرسي مسيرة خمسمائة عام، وبين الكرسي إلى الماء مسيرة خمسمائة عام، والعرش على الماء، والله تعالى فوق العرش وهو يعلم ما أنتم عليه ".
- و روى الأعمش عن خيثمة عنه: إن العبد ليهم بالأمر من التجارة أو الإمارة حتى إذا تيسر له نظر الله إليه من فوق سبع سماوات فيقول للملك: اصرفه عنه، قال: فيصرفه. قال ابن القيم: " إنه إذا كان سبحانه مبايناً للعالَم فإما أن يكون محيطا به أو لا يكون محيطا به، فإن كان محيطاً به لزِم علوّه عليه قطعاً ضرورة علو المحيط على المحاط به، ولهذا لما كانت السماء محيطة بالأرض كانت عالية عليها، ولما كان الكرسي محيطاً بالسماوات كان عالياً عليها، ولما كان العرش محيطاً بالكرسي كان عالياً فما كان محيطاً بجميع ذلك كان عالياً عليه ضرورة ولا يستلزم ذلك محايثته لشيء مما هو محيط به ولا مماثلته ومشابهته له "."
والكرسى هو السموات والأرض وهو نفسه العرش لا خلاف بينهما فمعنى وسع شمل ملك الله السموات والأرض
وتحدث عن كون حملة العرش أربعة وثمانية فقال :
6 - حملة العرش
للعرش حملة يحملونه وهم 4 من ملائكة على خِلقة عظيمة.
حيث ذكر في القرآن الكريم: " الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون للذين آمنوا ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلماً فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم " (غافر - 7).
- وفي يوم القيامة يصبح عدد الملائكة الذين يحملون العرش ثمانية كما ورد في سورة الحاقة (الحاقة: أحد أسماء يوم القيامة):" ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية " (الحاقة - 17)
وإن كان حملة العرش ثمانية فهاك وصفًا لواحدٍ منهم، روى الطبراني في معجمه الأوسط بإسناد صححه الألباني عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أُذن لي أن أحدث عن ملك من حملة العرش، رجلاه في الأرض السفلى (السابعة)، وعلى قرنه العرش وبين شحمة أذنيه وعاتقه خفقان الطير سبعمائة عام، يقول ذلك الملك: (سبحانك حيث كنت) ""
بالطبع لا ذكر فى القرآن لتلك الأربعة فالحملة كثيرون ولكن عددهم غير مذكور إلا فى القيامة
وتحدث عن حديث كاذب يقول باهتزاز العرش لموت سعد بن معاذ فقال :
7 - اهتزاز العرش مع أنه لا يوجد القرآن الكريم أو في الأحاديث الشريفة ما يدل على أن عرش الرحمن يهتز لارتكاب شيء من المعاصي والذنوب كالزنا واللواط إلا أن أحد الأحاديث الشريفة أشار إلى إهتزاز العرش عند موت سعد بن معاذ (أحد الصحابة) بعد غزوة الأحزاب علي أثر جرح أصيب به، وسجلت كتب الأحاديث هذا الحدث الجلل عندما قال محمد (ص) للناس: " لقد إهتز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ "،
والخطأ حدوث معجزة إهتزاز العرش لموت سعد وحمل الملائكة له وهو ما يخالف أن الله منع الآيات المعجزات فى عهد النبى (ص)وبعده فقال "وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون ".
وكيف تحمله الملائكة فى الأرض وهى تخاف من النزول للأرض كما قال تعالى :
" قل لو كان فى الأرض ملائكة يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا"
وحدثنا غزال عن حكاية مكذوبة فى كتب التراث عن العرش قثال :
قصة خلق العرش في التراث الإسلامي
ذكر في التراث الإسلامي أحاديث تروي قصة بدء الخلق، حيث كان الماء أول ما خلق الله قبل العرش، وقد أخرج أبو الشيخ من طريق أبي عصمة نوح ابن مريم - وهو كذاب بوضاع - عن مقاتل بن حيان عن الضحاك عن ابن عباس مرفوعاً: " لما أراد الله عز وجل أن يخلق الماء خلق من النور ياقوتة خضراء غلظها كغلظ سبع سموات، وسبع أرضين وما فيهن وما بينهن، ثم دعاهما، فلما أن سمعت كلام الله ذابت فرقا حتى صارت ماء، فهو مرتعد من مخافة الله عز وجل إلى يوم القيامة وكذلك إذا نظرت عليه راكدا أو جاريا يرتعد، وكذلك يرتعد في الآبار من مخافة الله إلى يوم القيامة، ثم خلق الريح، فوضع الماء على الريح، ثم خلق العرش، فوضع العرش على الماء ".
الحديث الخطأ فيه خلق النور أولا وهو ما يخالف أن أى شىء خلق من الماء كمما قال تعالى " وجعلنا من الماء كل شىء حى"
وتحدث عن رؤية محمد(ص) العرش فقال :
هل رأى محمد العرش؟
لم يرد حديث يذكر بوضوح أن محمداً (ص) قد رأى العرش عندما عُرج به إلى السماوات العليا في رحلة الإسراء والمعراج فأقصى ما شاهده الجنة وإن لم يدخلها وكذلك البيت المعمور في السماء السابعة (بناء يطوف حوله الملائكة) وسدرة المنتهى (شجرة تمتد بين السماء السادسة والسابعة وأوراقها تشبه آذان الفيلة)...."
وقطعا لا يمكن لأحد معرفة لآيات التى رآها لأن الله لم يحددها فى قوله" لنريه من آياتنا الكبرى"
وتحدث عن أن ما نعلمه عن السماء هو السماء الدنيا فقال :
- ما نعلمه حالياً عن الكون وربما كان هو " السماء الدنيا " التي ذكرتها الكتب السماوية مع السماوات السبع الأخرى هو ما جمعته التلسكوبات الفضائية حيث يقدر حجمها لحد الآن بـ 350 بليون من المجرات وكل منها يوجد فيه البلايين من النجوم وأكثر من الأنظمة الكوكبية المحيطة بها والكويكبات التي لا حصر لها لأن الأرقام فلكية وأكثر بكثير ما يتصوره عقل، إضاقة إلى المادة المظلمة من الكون التي تشكل أكثر من 90% من مادته والتي لا نعلم عنها شيئاً.
وهذا يثير تساؤلاً: هل الثقوب السوداء في الكون هي بوابات إلى السماء الأولى؟"
والكلام الأخير لا علاقة له بموضوع الكتاب
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس