عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 02-06-2008, 07:27 PM   #3
القوس
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2002
المشاركات: 2,839
إفتراضي

قال وقال عامر بن ظرب في الجاهلية وحرم الخمر إن

أشرب الخمر أشربها للذتها * وإن أدعها فإني ماقت قالي

سأله بكر للفتى ما الستر في يده * ذهابة لعقول القوم والمال

مورثة القوم أضغانا بلا إحن * مزرية بالفتى ذي النجدة الخالي

أقسمت بالله أسقاها أشربها * حتى يفرق ترب القبر أوصالي

أخبرني العباس بن هشام عن أبيه قال شرب مقيس بن صبابة الخمر في الجاهلية فسكر فجعل يخط ببوله ويقول نعامة أو بعير فلما أفاق أخبر بما صنع فحرمها وأنشأ يقول

رأيت الخمر طيبة وفيها * خصال كلها دنس ذميم

فلا والله أشربها حياتي * طوال الدهر ما طلع النجوم

إذا كانت مليكة من هواي * أحالفها قد فحالفني وفي الهموم

سأتركها كل وأترك ما سواها * من اللذات ما أرسى يسوم

وكانت مليكة بغيا تغشاه فتركها وترك الخمر قال وحرم الخمر الأسلوم اليامي في الجاهلية والزنا وقال

سالمت قومي بعد طول مظاظة * والسلم أبقى للأمور وأصرف

وتركت شرب الراح وهي أثيرة * والمومسات وترك ذلك أشرف

وعففت عنه يا أميم تكرما * وكذاك يفعل ذو الحجا المتعفف

حدثني المفضل بن غسان قال حدثنا محمد بن عمر قال حدثنا ابن أبي الزناد عن أبيه قال ما مات أحد من قريش في الجاهلية حتى ترك الخمر استحياء مما فيها من بينهم عبد الله بن جدعان وحرب بن أمية ولقد تاب بن جدعان قبل أن يموت فقال

شربت الخمر حتى قال قومي * ألست من السقاة بمستفيق

وحتى ما أوسد في منام * أنام سوى الترب السحيق

وحتى أغلق الحانوت رهني * وآنست الهوان من الصديق

قال وتركها هشام والوليد ابنا المغيرة وأمية بن خلف تنزها عنها حدثني القاسم بن هاشم قال حدثنا المسيب بن واضح عن محمد بن الوليد قال قيل للعباس بن مرداس بعدما كبر ألا تأخذ من الشراب فإنه يزيد من جرأتك ويقويك قال أصبح سيد قومي وأمسي سفيههم لا والله لا يدخل جوفي شئ يحول بيني وبين عقلي أبدا حدثني أبي رحمه الله قال قال بعض الحكماء لابنه يا بني ما يدعوك إلى النبيذ قال يهضم طعامي قال هو والله يا بني لدينك أهضم وأنشدني أبي

وإذا النبيذ على النبيذ شربته * أزرى بدينك مع ذهاب الدرهم

وبلغني أن قيس بن عاصم قيل له في الجاهلية تركت الشراب قال لأني رأيته متلفة للمال داعية إلى شر المقال مذهبة بمروءات فلا الرجال حدثني محمد بن الحسين قال حدثني سعدويه عن بعض رجاله قال كان يقال ما مالت النشاوي منه في دار رجل قط إلا فسدت نساؤه حدثنا عمرو بن محمد الناقد قال حدثنا علي النسائي قال قدم علينا عيسى بن يونس وأبو إسحاق الفزاري الرقة فقام رجل إلى أبي إسحاق وقال يا أبا إسحاق ما تقول في النبيذ فسكت عنه ثم قال يا أبا إسحاق أجبنا ما تقول في النبيذ قال ما أدري ما أقول لك إلا أني رأيت مجنونا يصرع يسوى رأس سكران وحدثني سويد بن سعيد قال حدثني بعض أصحابنا قال السكر على ثلاثة منهم من إذا سكر تقيأ وسلح فهذا مثل الخنزير ومنهم من إذا سكر كدم وجرح فمثله مثل الكلب والثالث إذا سكر تغنا ورقص فمثله مثل القرد حدثني القاسم بن هاشم قال حدثني محمد بن الحميد الطائي قال حدثنا هشام بن الكلبي قال قال الحكم بن هشام لابن ابن له وكان يتعاطى الشرب يا بني إياك والنبيذ فإنه قئ في شدقك وسلح على قعدك وحد في ظهرك وتكون ضحكة للصبيان وأميرا للذبان وحدثني سويد بن سعيد قال حدثني أبو الحسن رجل من أهل البصرة قال أخبرني رجل أنه رأى في منامه أن الله قد غفر لأهل عرفات ما خلا رجل من أهل كورة كذا وكذا قال الرجل فأتيت مضاربهم فسألت عنهم فدلوني على خباء ذلك الرجل فأتيته فأخبرته بما رأيت وقلت أخبرني بذنبك قال كنت رجلا أتعاطى الشراب وكانت والدتي تنهاني فأتيت المنزل وأنا سكران فحملت علي فحملتها حتى وضعتها في التنور وهو مسجور وحدثني سويد قال حدثني سهل بن الطيب أنه كان ببغداد فأخبرني أن رجلا أتى أهله وهو سكران فحملت عليه امرأته ولامته فحلف بطلاقها أن يتزوج عليها في ليلته فلما سمعت ذلك منه خرجت إلى الحارس فأخبرته فقال لها قد نام الناس فقالت إن هو لم يتزوج الليلة ذهبت فأتى الحارس أمه وكانت عجوزا فأخبرها بيمينه فقالت افعل ما شئت فزوجه والدته وأصبح الرجل ميتا فشاركت المرأة في ثمنها فصولحت بثلاثين ألفا فالسكر جوامع الشر وحدثني محمد بن عبد الله القراطيسي قال شرب رجل نبيذا فسكر فنام عن العشاء الآخرة فجعلت ابنة عم له تنبهه للصلاة وكان لها دين وعقل فلما ألحت عليه حلف بطلاقها البتة ألا يصلي ثلاثا ثم عقد يمينه فلما أصبح كبر عليه فراق ابنة عمه فظل يومه لم يصل وليلته ثم أصبح على ذلك وعرضت له علة فمات وفي نحو هذا يقول القائل

أتأمن أيها السكران جهلا * بأن تفجاك : في السكر المنية

فتضحى عبرة للناس طرا * وتلقى الله من شر البرية

حدثني رجل على باب ابن عائشة يكنى أبا محمد قال قال عباد المنقري لو كان العقل علقا يشترى لتغالي غير الناس في شرائه فالعجب من أقوام يشترون بأموالهم ما يذهب بعقولهم حدثني أبو محمد الربعي عبد الله بن محمد قال قيل لرجل من العرب لم لا تشرب النبيذ قال والله ما أرضى عقلي صحيحا فكيف أدخل عليه ما يفسده وقال رجل من بني تغلب وكان يشرب النبيذ فتركه

تركت الخمور لشرابها أحمد * وحلو الطلاء ومر السكر

وقالوا شفاؤك في شربة * من الخمر شحت بماء حصر لقد

كذبوا ما شفاء الكريم * بشر تعرفه بعد شر

وحدثني آبى رحمه الله قال قال بعض الحكماء لابنه إياك والنبيذ فإنه يقرب حشرك ويباعد منك مجدك وأنشدني أبى رحمه الله لرجل ترك النبيذ

تركت النبيذ لأربابه * وتبت إلى الله من شربه

وآثرت ديني على لذتي * وكنت امرءا خاف من ربه

فإن يك خيرا فقد نلته * وإن يك شرا أعذب به

وبلغني أن رجلا من بني عامر دخل على أصحاب له وهم يشربون فعرضوا عليه فأبى أن يشرب وقال

جاءوا بقاقرة بعد صفراء مترعة * هل بين باذقكم والخمر من نسب

إني أخاف مليكي أن يعذبني * وفي العشيرة أن تزري على حسبي

حدثنا خلف قال حدثنا أبو عوانة عن أبي الجويرية قال سألت ابن عباس عن الباذق وقلت أفتني في الباذق قال سبق محمد الباذق وما أسكر أو كل مسكر فهو حرام حدثني علي بن مسلم قال حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث قال سمعت أبي يحدث عن إسحاق بن سويد قال هجا ذو الرمة القراء فقال

أما النبيذ فلا يذعرك شاربه * فاحفظ رداءك ممن يشرب الماء

فأجبت عنهم أما النبيذ فقد يزري بشاربه * ولا أرى شاربا أزرى به الماء

الماء فيه حياة الناس كلهم * وفي النبيذ إذا عاقرته الداء

كم من حسيب جميل قد أضر به * شرب النبيذ وللأعمال أسماء

فقال هذا هدي من يعاقره * فيه عن الخير تقصير وإبطاء

فيه وإن قيل مهلا من مصممه * على ركوب صميم الإثم

إغضاء وهم كل قار مؤمن ورع * وهم لمن كان شريبا أخل

اء إن المنافق لا تصفو خليقته * فيه مع الهمز إيماض وإيذاء

ومن يسوي نبيذيا يعاقره * بقارئ وخيار الناس قراء لا قوم

أعظم أحلاما إذا ذكروا * منهم وهم لعدو الله أعداء

ولا تخاف عشائرهم غوائلهم * هم يمنعون وإن لاقوا أشداء

قال قال ابن الأعرابي حدثني سلمة بن الصقر عن سهل بن أسلم مولى بني عدي قال كانت وليمة في بني عدي على مائدة عليها إسحاق بن سويد وذو الرمة فاستسقى ذو الرمة فسقي نبيذا واستسقى إسحاق بن سويد فسقي ماء فقال ذو الرمة

أما النبيذ فلا يذعرك شاربه * فاحفظ ثيابك ممن يشرب الماء

مشمرين على أنصاف سوقهم * هم اللصوص وقد يدعون قراء

فقال إسحاق بن سويد

أما النبيذ فقد يزري بشاربه * ولا نرى أحدا يزرى به الماء

الماء فيه حياة الناس كلهم * وفي النبيذ إذا عاقرته الداء ثم

قال لذي الرمة زد حتى نزيد حدثني محمد بن عبيد الله عن شيخ من أهل الكوفة من طي قال كنا بالكوفة نقول من لم يرو هذه الأبيات فهو ناقص المروءة وما كان رجل بالكوفة له شرف إلا وهو يرويها

وصهباء جرجانية لم يطف بها * حليم ولم تنخر بها ساعة قدر

ولم يشهد القس المهيمن نارها * طروقا ولم يحضر على طبخها حبر

أتاني بها يحيى وقد نمت نومة * ولاحت لي الشعرى وقد طلع النسر

فقلت اصطحبها الذي أو لغيري اهدها * فما أنا بعد الشيب ويبك الخمر تعففت عنها في الدهور التي خلت * فكيف التصابي بعدما خلا العمر

إذا المرء وافى الأربعين ولم يكن * له دون ما يأتي حياء ولا ستر فدعه

ولا تنفس عليه الذي أتى * وإن جر أسباب الحياة له الدهر و

حدثني العباس بن هشام عن أبيه قال قال الرحال الفهمي لعمرو بن سعيد بن العاص

دعاني عمرو للتي لا أريدها * وكنت لعمرو عالما لو درى عمرو

فقلت له يا عمرو دع ذكر ما ترى * فإني ممن لا تحل له الخمر

أأشربها لأن بعد الثمانين إنني * إذن غير محمود وإن عمني الفقر

فللفقر خير عقبة من سلافة * تبقني عارا وإن يفسد العمر يسب بها

عقبي خلافي إذا دعوا * وليس بماح عارها عني القبر

حدثنا إبراهيم بن عبد الله قال حدثني عبد الله بن محمد بن عقبة قال حدثني محمد بن هشام النصيبي ونفر من أهل نصيبين قالوا كان عندنا رجل مسرف على نفسه يكنى أبا عمرو وكان يشرب الخمر قال فبينا هو كذلك إذ انتبه ذات ليلة وهو فزع فقيل له ما لك فقال أتاني آت في منامي هذا وردد علي هذا الكلام حتى حفظته

جد بك الأمر أبا عمرو * وأنت معكوفا على الخمر تشرب

صهباء راحية وقد * سال بك السيل وما تدري

قال فلما أذن المؤذن مات فجأة وحدثني إبراهيم بن عبد الله قال حدثني إسحاق بن إبراهيم الثقفي قال حدثني أبو عمرو المري وكان أميرا على أهل عبادان من قبل الربيع بن صبيح قال استشهد منا ببارندي علي رجل فلما أصبحنا أتانا أبو خشينة وكان من كبار أصحاب الحسن فقال لنا يا هؤلاء إني رأيت البارحة صاحبكم في النوم كأنه متوشح بحلة خضراء فقلت ما فعل الله بك فقال ما تراه صانعا بالشهداء غفر لي وأدخلني الجنة فلما ولى نظرت إلى آثار السياط بظهره فقلت له مكانك فقال لي يا أبا خشينة أو رأيت فقلت نعم فقال يا أبا خشينة قل لأبي وأبوه يومئذ حي ويحك يا شقي ذاك الداذي الذي كنا نشربه أنا وأنت لا تشربه فإني أنا الذي قتلت في سبيل الله لم أترك أن جلدت عليه حدا حدثني محمد بن إبراهيم بن إسماعيل العنزي قال حدثني إسحاق بن العباس قال قال الحسن جاء النبيذ إلى أحب خلق الله إليه حتى أفسده
__________________
مأساتي معاك تزيد

واتم بعيد .. وتتم بعيد
وأتم مثل الحزن ..

أنطر سحابة عيد
أجي ملهوف ..
عطش تحت المطر ملهوف
وقتي يطوف .. لوني ضايع ومخطوف
القوس غير متصل   الرد مع إقتباس