عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 10-05-2022, 07:52 AM   #2
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 5,964
إفتراضي

وحدثنا عن درجات المجاهدين في الجنة فقال :
"ثم بين إمام المجاهدين وقائد الغر المحجلين شرف الجهاد وفضله فقال كما في الحديث الذي رواه البخاري وأحمد من حديث أبي هريرة أن النبي ( قال : (( إن في الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيل الله ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض فإذا سألتم الله فسألوه الفردوس ، فإنه أوسط الجنة ، وفوقه عرش الرحمن ، ومنه تفجر أنهار الجنة .
وفي حديث أبي سعيد في صحيح مسلم أن النبي ( قال لأبي سعيد : (( من رضي بالله ربا ، وبالإسلام دينا ، وبمحمد رسولا وجبت له الجنة فعجب لها أبو سعيد فقال : أعدها علي يا رسول الله ففعل ، ثم قال رسول الله : وأخرى يرفع الله بها العبد مائة درجة في الجنة ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض ، قال : وما هي يا رسول الله ، قال : الجهاد في سبيل الله )) (انظر زاد المعاد 78/3)"
والحديثين باطلان يخالفان كتاب الله في كون الجنة مائة درجة بينما هى درجتين فقط واحدة للمجاهدين وواحدة للقاعدين كما قال تعالى :
"فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة"
ولو صدقنا الحديث لكان معناه الكون أنه أكبر من السماء والأرض مائة مرة غير درجات غير المجاهدين وهو ما يناقض كون الجنة الموعودة في السماء عند سدرة المنتهى فقط كما قال تعالى :
"عند سدرة المنتهى عندها جنة المأوى"
وفى السماء فيها الجنة والنار الموعودتين قال تعالى :
" وفى السماء رزقكم وما توعدون"
وقال :
"وفي الحديث الذي رواه البخاري وأحمد من حديث أبي عبس عبد الرحمن بن صير أن النبي قال : (( من أغبرت قدماه في سبيل الله حرمه الله على النار ))
وعن محمد بن المنكدر قال : مر سلمان الفارسي على شرحبيل بن السمط وهو في مرابط له ، وقد شق المقام عليه ، وعلى أكثر الصحابة فقال لهم سلمان : ألا أحدثكم بحديث سمعته من رسول الله ؟
قالوا : بلى .
قال سمعته يقول : (( رباط يوم وليلة في سبيل الله أفضل – أو قال : خير – من صيام شهر وقيامه وإن مات جرى عليه عمله الذي كان يعمله ، وأجري عليه رزقه و وأمن الفتان )) "
الخطأ هو جريان أجر العمل بعد الرباط وموت صاحبه وهو ما يخالف أن ألأجر مرتبط بحياة وهى سعى الفرد كما قال تعالى :
" وأن ليس للإنسان إلا ما سعى"
وقال :
"وفي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة أن النبي ( قال : (( والذي نفسي بيده لا يكلم أحد في سبيل الله – والله أعلم بمن يكلم في سبيله – إلا جاء يوم القيامة اللون لون الدم والريح ريح المسك))"
والخطأ هو مجىء الشهيد يوم القيامة مجروحا ملونا مريحا ويخالف هذا أن الإنسان يأتى سليما حتى بنانه يكون كما هى وفى هذا قال تعالى "أيحسب الإنسان ألن نجمع عظامه بلى قادرين على أن نسوى بنانه "
وقال :
وفي صحيح مسلم من حديث ابن مسعود أن النبي ( قال : (( إن أرواح الشهداء في جوف طير خضر ، لها قناديل معلقة بالعرش تسرح من الجنة حيث شاءت ، ثم تأوي إلى ملك القناديل ، فاطلع إليهم ربهم اطلاعة فقال : هل تشتهون شيئا ؟ فقالوا : أي شيء نشتهي ؟ ونحن نسرح من الجنة حيث شئنا . ففعل ذلك ثلاث مرات ، فلما رأوا أنهم لن يتركوا من أن يسألوا قالوا : يارب ! أن ترد أرواحنا في أجسادنا حتى نقتل في سبيلك مرة أخرى فلما رأى أن ليس لهم حاجة تركوا ))
والخطأ الأول هو أن أرواح الشهداء فى طير خضر ويخالف هذا أن الشهداء أحياء حياة حقيقية وليسوا فى طير خضر مصداق لقوله تعالى "ولا تحسبن الذين قتلوا فى سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون "كما أن الأكل والشرب والنيك فى الجنة يحتاج لوجود أجسام والخطأ الأخر هو إرادة الشهداء العودة للدنيا للقتال ويخالف هذا فرحة الشهداء فى الجنة والفرح لا يريد ترك مكان الفرح أبدا لوجود كل وسائل الراحة والمتعة فيه وفى هذا قال تعالى "بل أحياء عند ربهم يرزقون فرحين بما آتاهم الله من فضله "زد على هذا علمهم أن لا عودة للدنيا بعد الموت لتحريم الله لذلك
وقال :
"ولذلك قال النبي لجابر بن عبد الله : (( ألا أخبرك ما قاله الله لأبيك )) قال بلى ، قال : (( ما كلم الله أحدا إلا من وراء حجاب ، وكلم أباك كفاحا )) فقال : يا عبدي تمن علي أعطك ، قال يارب تحييني فأقتل فيك ثانية ، فقال : إنه سبق مني أنهم إليها لا يرجعون ، قال : يارب فأبغ من ورائي ، فأنزل الله تعالى : {ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون } "
والخطأ حدوث معجزات هى تكليم الله لعبد الله كفاحا وهو ما يخالف أن الله منع الآيات المعجزات فى عهد النبى (ص)وبعده فقال "وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون ".
وقال :
"ومن أجل هذا كله ورد في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة أن النبي ( قال : (( من مات ولم يغز ولم يحدث نفسه بالغزو مات على شعبة من نفاق ))
وأكتفي بهذا القدر من الأحاديث وإلا فهي كثيرة .
وأختم بهذه الأبيات المعبرة التي تبين شرف الجهاد وفضله .
والتي أرسل بها الإمام المجاهد العلم عبد الله بن المبارك لأخيه القانت الزاهد الورع عابد الحرمين الفضيل بن عياض يذكره فيها بشرف الجهاد في سبيل الله فيقول :
يا عابد الحرمين لو أبصرتنا ... لعلمت أنك في العبادة تلعب
من كان يخضب خده بدموعه ... فنحورنا بدمائنا تتخضب
أو كان يتعب خيله في باطل ... فخيولنا يوم الصبيحة تتعب
ريح العبير لكم ونحن عبيرنا ... وهج السنابك والغبار الأطيب
ولقد أتانا من مقال نبينا ... قول صحيح صادق لا يكذب
لا يستوي غبار خيل الله في ... أنف امريء ودخان نار تلهب
هذا كتاب الله ينطق بيننا ... ليس الشهيد بميت لا يكذب"
المهم أن المؤلف ترك الكلام عن التولى عن الزحف وهو موضوع الكتاب وتحدث عن الجهاد والمجاهدين سابقا وفى اللاحق فقال :
"رابعا : وجوب الثبات في الجهاد
ولما كان هذا هو شرف الجهاد وفضله أمر الله جل وعلا بالثبات أثناء الزحف للقاء الكفار والمشركين .
لأن قلب المؤمن ينبغي أن يكون راسخا ثابتا لا تهزمه في الأرض قوة ما دام موصولا بالله القوي العزيز : {والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون }
ويجب أن يكون هذا القلب كذلك على يقين أن الآجال بيد الله وأن واهب الحياة هو الله ، وأنه إلى الله إن عاش حيا إلى الله إن كتبت له الشهادة ، ومن ثم جاء هذا الأمر الرباني الكريم بالثبات والصبر والذكر ، والذل لله والطاعة وعدم الكبر ، وعدم التنازع فقال سبحانه :{يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين ولا تكونوا كالذين خرجوا من ديارهم بطرا ورئاء الناس ويصدون عن سبيل الله والله بما يعملون محيط}
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس