عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 18-11-2008, 12:31 PM   #5
ياسمين
مشرفة Non-Arabic Forum واستراحة الخيمة
 
الصورة الرمزية لـ ياسمين
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2008
الإقامة: المغرب
المشاركات: 2,102
إفتراضي

إقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة ابن حوران مشاهدة مشاركة
معلومات ممتازة

أختنا الفاضلة ياسمين

وقد يكون توزيع الانتباه والجهد أثناء القراءة مثلا، مشتتا للتركيز .. فالمشي أثناء القراءة
أو الاستماع للموسيقى أو حتى القراءة بصوت عال أو القراءة في وضع الاضطجاع
كلها لن تجعل القارئ في وضع تركيز سليم.

والأهم من ذلك كله أن يكون للقارئ قاعدة معلومات أولية عما يقرأ .. فلن يفلح
من يفتح كتاب عن المفاعلات النووية أن يستوعب منه شيئا وهو بالكاد يحسن القراءة
فسرعان ما يبدأ بالتثاؤب والملل

احترامي و تقديري أختنا
أعتقد أننا نسير في ذات الخط في طريقة تفاعلنا مع المؤثرات الخارجية إذ أنني من النوع الذي لا يمكن أن يقرأ سطورا إن لم

يكن المحيط الذي أجلس فيه هادئا، فالموسيقى مثلا مهما كانت خافتة تعيقني عن متابعة القراءة كما أنني عندما كنت طالبة في

الجامعة كان يصعب علي مراجعة المحاضرات في مجمع عام كالمكتبة أو غيرها فلا بد لي من توفر الصمت المطبق لأنطلق

بحيوية في الاستيعاب وهذا أمر أعتبره عيبا كبيرا في الوقت الذي نجد فيه بعض الناس لا يمكنهم أن يطالعوا كتابا إلا باستخدام

الموسيقى مثلا أو يمارسون القراءة في أي مكان أمام التلفاز أو قرب المذياع...وهو أمرغير مستساغ بالنسبة إلي ولكنني

أقول دائما أن البشر متفاوتون في قدراتهم ومواهبهم، بل وقادرون أيضا على التخلص من طقوسهم وإلا بما تفسر قيامنا لأداء فريضة الصلاة بتركيز في مكان مليء

بالضوضاء إن ساقتنا الظروف إلى مثل هذا الوضع!

أقول إذن أن المسألة تتعلق بتمكين النفس من جعلها تتكيف مع محيطها في شتى الأحوال عن طريق الدربة والتعود، وأعتقد

بأن النجاح الحقيقي في الحياة لأولئك الذين يستطيعون تخطي المعيقات اليومية التي تعرض لحياة الفرد مهما بلغت تفاهتها في

كل أمر سواء تعلق بمشرب أو مأكل ...كالفرد الذي ينجح في النوم بعمق وارتياح كبيرين إن غير مكان نومه بينما تجد آخر

يجافيه النوم ليال ليست بالقليلة خلال الأيام الأولى من سفره، فهو يحتاج إلى طقوس مصاحبة لنومه كإبقاء نور الغرفة خافتا

حتى لا يشعر بالاختناق وضرورة وجود الصمت المطبق في مكان إقامته والفرش المريح..

وكلما توافرت الطقوس المرافقة لإنجاز العمل زادت الأمور تعقيدا لأنها تتحول إلى عادات سيئة تقيد حرية صاحبها وتحرمه

من اقتناص متع الحياة.

لذلك وجب تكسير عاداتنا السيئة لتحقيق أكبر قدر من الاستمتاع في حياتنا اليومية والله أعلم.

تحياتي إليك


__________________



" كان بودي أن آتيكم ,, ولكن شوارعكم حمراء ,,

وأنا لا أملك إلا ثوبي الأبيض ",,

* * *

دعــهــم يتــقــاولــون

فـلــن يـخــرج الـبحــر

عــن صمته!!!

ياسمين غير متصل   الرد مع إقتباس