عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 18-10-2007, 04:17 PM   #44
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

السودان :

يقع السودان في الشمال الشرقي للقارة الإفريقية، وينحصر بين خطي عرض 22 شمالا و4 قرب خط الاستواء .. وبين البحر الأحمر شرقا، وتشاد غربا، ويبلغ عدد سكان السودان حوالي 40 مليون نسمة يعيش 8 ملايين منهم في مدينة الخرطوم العاصمة .. ويقسم السودان الى عشرين ولاية .. منها خمسة ولايات في الجنوب، متوسط عدد سكان الولاية (نصف مليون نسمة) ومتوسط ولايات باقي السودان (1.8) مليون نسمة لكل ولاية .. ويعتبر السودان من أكثر بلدان العالم في تفريخ الحكومات والدساتير والهيئات الإقليمية لكثرة تدخل الغرب فيه .. ففي حين تحكم فرنسا التي يساوي عدد سكانها ضعف عدد سكان السودان ومساحتها لا تزيد عن مساحة (دارفور) حكومة مركزية واحدة .. نجد أن السودان به عشرين إدارة ولاية ومجلس حكم وغيره .. وما تنفقه الخزينة على تلك الوظائف (الإرضائية) من أموال، كفيل بتحسين شبكة الطرق أو التعليم أو الصحة .. ومع ذلك يوميا نرى أصنافا مختلفة من المحاورين السودانيين الذين يطالبون بالمزيد من تلك الهيئات التوفيقية التي لا تنتهي، طالما يدس الغرب أنفه في شؤون السودان ..

المساحة والمناخ :

تبلغ مساحة السودان 2.505.813كم2 وهي أكبر مساحة لدولة في إفريقيا وتشكل مساحته 8.3% من مساحة القارة الإفريقية .. وتتراوح درجات الحرارة في شمال السودان 32درجة مئوية شتاء و42 درجة صيفا .. في حين يكون مناخ الجنوب مناخا استوائيا ..

الديانات واللغات

يدين 70% من أهل السودان بالديانة الإسلامية و 5% بالديانة المسيحية التي دخلت من خلال مصر .. و25% من السكان (إحيائيون) أي يدينوا بديانات قديمة مختلفة ..

اللغة الرسمية في السودان هي العربية، مع استعمال واسع للإنجليزية، ويتكلم أكثر من نصف سكان السودان (العربية) كلغة أم، بينما يتكلم حوالي 40% لغات مختلفة وخاصة في الجنوب ..

نبذة تاريخية :

عُرف السودان قديما باسم (إثيوبيا) وهو اسم أطلقه اليونانيون على البلاد التي تقع جنوب مصر وتعني (الوجه المحروق) .. وبقيت تلك التسمية سائدة حتى ترجمها العرب الى (السودان) ..

ويرتبط تاريخ السودان منذ عام 1879 ق م بتاريخ مصر، عندما احتل (سويشريش الثالث) من (السلالة المصرية الثانية عشر) جنوب مصر، وبقي السودان حتى مجيء (الهكسوس) ..

وشهد القرن الثامن قبل الميلاد، نشوء مملكة (نبتة) القوية التي عُرفت بتعبدها للإله (آمون) المصري .. وبعد مائة عام على قيامها امتد نشاط تلك الدولة شمالا حتى وصلت (دلتا النيل ـ مصر) وقد استقروا فيها حتى طردهم ملوك الآشوريين (سنحاريب، وأسرحدون، وآشور بانيبال ).. وبعد هزيمتهم تراجعوا وبقيت مملكتهم ثلاثة قرون قبل أن تنقرض*1

وقد لمعت سنة 350 ق م في وسط السودان حضارة اشتهرت ببناء الأهرام وهي مملكة (مروي) (ولم تُحل رموز لغتها حتى اليوم) التي استمرت حتى سنة 350م ، عندما دمرت دولتها التي استمرت سبعة قرون، جيوش الإمبراطور الحبشي (إكسوس) .. ونشأت بعد ذلك عدة ممالك مسيحية في المناطق الشمالية للسودان مثل (علوة، والمغرة، و مافوريا) ..

الفتح العربي الإسلامي:

بقيت سلطة الممالك المسيحية حتى الفتح العربي الإسلامي لمصر والسودان في القرن الثامن الميلادي، إذ ابتدأت تدفع الجزية لأمراء مصر العرب، وعمليا ابتدأ انضواؤها تحت لواء الحكم العربي الإسلامي في مصر.

شهد شمال السودان سلسلة من الهجرات الجماعية، قام بها العرب البدو والذين جاؤا مع الجيوش الفاتحة من شبه جزيرة العرب، وسبب ذلك تشابه المناخ الصحراوي السائد في شمال السودان مع ما اعتادوا عليه في منشئهم.

شجع الفاطميون والأيوبيون ثم المماليك فيما بعد تلك الهجرات، والتي صارت عاملا أساسيا في بداية صهر العرق العربي بالإفريقي، ومع الفتح الجديد ابتدأت اللغة العربية تدخل السودان، وتحل شيئا فشيئا مكان اللغات الأخرى كاليونانية والقبطية .. وفي القرن الثامن ثبتت تسمية السودان على البلاد الواقعة جنوب مصر .. وابتدأ السودان يميل نحو كونه عربيا انطلاقا من الشمال ..

ولم تصمد الممالك المسيحية طويلا، أمام الوجود العربي السياسي الديني والثقافي، وكانت المملكة (النوبية) أولى الممالك التي اضمحلت وتبعتها (مافوريا) سنة 1317م . أما مملكة (حلفا) فقد استمرت حتى سنة 1504م حين احتلتها جيوش مملكة (الفونج) أو (السلطنة الزرقاء) كما لقبها العرب.

وقد تأسست (السلطنة الزرقاء) سنة 1504 واستمرت حتى 1821 نتيجة تحالف شعبي بين (القواسمة) و(أصلهم من جزيرة العرب) و (الفونج) و(أصلهم إفريقي) وامتدت سيطرة الدولة الجديدة على قسم كبير من السودان، واتخذت (سنار) عاصمة لها، ومنها ابتدأ المذهب المالكي بالانتشار بعد أن أصبحت مركزا تجاريا ودينيا هاما ..

بسبب تمرد عدد من القبائل على السلطة المركزية، بدأت السلطنة الزرقاء بالتفكك في القرن الثامن عشر، حيث ابتدأت مملكة (دارفور) بالنشوء في الشمال الغربي للسودان وعاصمتها (طرة) .. وصمدت مملكة دارفور قرنين ونصف وقاومت (محمد علي باشا) أثناء دخوله للسودان .. وقد تم قتل ابنه (اسماعيل باشا) في (المتمة) قرب مدينة (شندي) شمال (الخرطوم) .. مما جعل قوات محمد علي تمارس أقسى أنواع القوة والبطش .. وحتى الجنوب السوداني الذي لم يكن يهتم بما يجري في المناطق الشمالية من السودان لقرون طويلة، تم دخوله من قوات محمد علي وفرض على سكانه دفع الجزية ..

وقد اعتمد محمد علي الذي أخضع كل السودان لحكمه على أسلوب التعاون مع شيوخ القبائل ووضع له نائبا حاكما على السودان (الحكمدار) .. استقر السودان وبدأ أبناؤه بنقل العلوم والتقنيات والخبرات في استصلاح الأراضي وزراعتها عن طريق المصريين .. لكن هذا الاستقرار لم يدم طويلا بعد وفاة محمد علي عام 1849 وخصوصا بعد تولي الخديوي اسماعيل الحكم، والبدء بحفر قناة السويس فكثرت ديون مصر و كثر الفساد في السودان ..

وبقيت السودان تحت الحكم المصري لعام 1882 بعد أن تم قمع ثورة أحمد عرابي وتولية اللورد (كرومر) الحكم الفعلي لمصر والسودان ..

يتبع




هامش
ـــ
موسوعة السياسة/المؤسسة العربية للدراسات والنشر/أسسها عبد الوهاب الكيالي/ الجزء الثالث/الطبعة الثانية1993/ ص 268
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس