7- المُلاَزِمُ الإضافة إِلى الجُمْلَةِ
ما يلازمُ الاضافةَ إلى الجملة هو: (إذْ وحيثُ وإذا ولمّا ومذ ومُنذ).
فإذْ وحيثُ: تُضافانِ إلى الجُملِ الفعليّة والاسميّة، على تأويلها بالمصدر. فالأولُ كقوله تعالى: {واذكروا إذْ كُنتم قليلاً}، وقولهِ: {فأتوهنَّ من حيثُ أمرَكمَ اللهُ}، والثاني كقوله عزَّ وجلَّ: {واذكروا إذْ أنتم قليلٌ}، وقولِكَ: (اجلِسْ حيث العلمُ موجودٌ).
و (إذا ولمّا). تُضافانِ إلى الجملِ الفعليةِ خاصةً، غير أن (لمّا) يجبُ أن تكونَ الجملةُ المضافةُ إليها ماضيّةً، نحو: (إذا جاءَ عليٌّ أكرمتُه) و (لمّا جاءَ خالدٌ أعطيته).
و (مُذْ ومنذُ) : إن كانتا ظرفينِ؛ أُضيفتا إلى الجمل الفعليّةِ والاسميّة، نحو: (ما رأَيتُكَ مُذْ سافرَ سعيدٌ. وما اجتمعنا منذُ سعيدٌ مسافرٌ). وإن كانتا حرفيْ جرٍّ، فما بعدَهما اسمٌ مجرورٌ بهما. كما سبق الكلام عليهما في مبحث حروف الجرّ.
واعلم أنَّ (حيثُ) لا تكون إلا ظرفاً. ومن الخطأ استعمالُهما للتعليلِ، بمعنى: (لأن)، فلا يُقالُ: (أكرمتُه حيث إنه مجتهدٌ)، بل يُقالُ: (لأنه مجتهدٌ).
وما كان بمنزلةِ (إذْ) أَو (إذا)، في كونه اسمَ زمانٍ مُبهماً لِمَا مضَى أَو لما يأتي، فإنهُ يُضافُ إلى الجمل، نحو: (جئتك زمنَ عليٌّ والٍ)، أَو (زمنَ كان عليٌّ والياً)، ومنه قوله تعالى: {يومَ لا ينفعُ مالٌ ولا بَنونَ، إلا من أتى اللهَ بقلبٍ سليم}، وقوله: {هذا يومُ ينفعُ الصادقينَ صِدقُهُم}.
__________________
ابن حوران
|