عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 20-03-2020, 05:05 AM   #1
محمد محمد البقاش
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2010
المشاركات: 202
إفتراضي كيف نتصرف عند تفشّي وباء كورونا وعدم القدرة على احتوائه؟

كيف نتصرف عند تفشّي وباء كورونا
وعدم القدرة على احتوائه؟

يظهر على الدول المتضررة من فيروس كورونا تسارعٌ كبير في التعاطي مع الوباء، فقد عمدت تلك الدول إلى توفير الأجهزة الطبية للطوارئ خصوصا أجهزة التنفُّس، وبدأت سيناريوهات المستقبل القريب والبعيد لتفشّي الوباء والتعامل معه؛ تظهر قاتمة، فقد صدرت أرقام مخيفة من إيطاليا وإسبانيا والولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا، وصدرت أرقام من الصين ولكنها ليست مخيفة إذ لم يسجل عندها بتاريخ: 19 مارس 2020 أية حالة إصابة، والمصابون في الصين يتماثلون للشفاء.
وصدرت من بلادنا العربية أرقام لا تبعث على القلق، والأرقام الصادرة من البلاد العربية تشبه أرقام الانتخابات البلدية والتشريعية والرئاسية ولكن في الاتجاه المعاكس، والمواطن العربي لا يثق في هذه الأرقام وهو معذور جرّاء ما اكتوى به من الأنظمة العربية الفاشية والأحزاب السياسية التافهة.
والحكم المتّفَق عليه بشكل جماهيري يشترك فيه الأطباء والإخِصّائيون والمثقَّفون والخبراء والكُتّاب هو أن الفيروس خطير بالفعل، والتعامل مع العدوى لا يقبل أيّ استهانة به، ونحن ننطلق من هذا المعطى فنقترح ما يلي:
أولا: جُمعت في المغرب أموال ببلايين الدراهم ولم تزل، وتصريف هذه الأموال يحتاج إلى تدبير محكم يحفظ انهيار الاقتصاد الوطني، وانهيار القدرة الشرائية للمواطن، وحماية الموظفين والأُجَراء من البطالة وغير ذلك من الإجراءات الشجاعة ولكن تمّ إغفال فيروس كورونا وعدم إدراجه في هذه الإجراءات إلا على استحياء.
ثانيا: شراء الدواء واللّقاح شيء ملحّ ولكن في ظلّ الأوضاع التنافسية والاحتكارية من طرف الشركات الكبرى؛ يحصل الاحتكار، ويحصل الضغط على القوة الشرائية من أجل التجاوب مع جشع الاحتكاريين من أرباب الشركات المصنِّعة للدواء اللهم إلا إذا وُزِّع الدواء على كل الدنيا، بل حتى إن وُزِّع فسيوزَّع على مراحل تأخذ بعين الاعتبار أسبقية الاستفادة لشعوب الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا وبعد ذلك نأتي نحن أو يأتي قبلنا غيرنا، غير أن الأمر من جهة أخرى يحتاج إلى سياسيين ملهَمين قادرين على إدارة الأزمة من منظور يجنِّب البلد الاحتكارات الأجنبية، ويكسب الوقت من أجل تجاوز العدوى بإمكانيات بسيطة، فإذا تمّ تداول الدواء عالميا وبشكل عادل كان بها، وإذا لم يحصل ذلك نكون قد أخذنا حِذْرنا ومن الحذر اقتراح ما يلي:
أولا: شراء ما يلزم من أدوات طبية وإسعافية وتوزيعها على الشعب وجعلها في متناول الأسر والجماعات المحلية والقروية والمجتمع المدني وذلك كأجهزة التنفس، وأجهزة التنفس عند إلقائها على المصاب تتلوث وعندها يجب تعقيمها أو عدم اعتمادها مرة ثانية، ومن الأجهزة أيضا قنينات الأوكسيجين والكمامات ووسائل التعقيم وغير ذلك مما يلزم للإنعاش الأوّلي إذا صحّ تسميته بالإنعاش الأوّلي لأنه يكون خارج المستشفيات بأطر لم تتلقَّ إلا القليل من العلم والتدريبات ولا بأس، فإذا غَصّت المستشفيات بالمرضى وقلَّت القدرة على استيعابهم عندها يتحوَّل البيت إلى مستشفى ويتحوّل النادي إلى مستشفى والنُّزُل إلى مستشفى والساحات العمومية إلى مستشفيات وهكذا.
ثانيا: توفير الدواء الذي يعالج التعفنات البكتيرية الناتجة عن الإصابة بفيروس كورونا بشكل كاف يأخذ احتمال استهلاكه على نطاق واسع.
ثالثا: فتح المجال للمتطوِّعين من كلّ الأحياء في سائر المغرب وفي القرى والبوادي من أجل تعلُّم فنون الإنعاش، من أجل تعلُّم استعمال الأدوات الطبية التي تكون في متناول الأسر من مثل تعلُّم الحَقْن، وإتقان إعطاء الجرعات التي يصفها الطبيب ولو عن طريق الإنترنت بحيث توصف الحالات ويقاس الضغط والحرارة، ثم يترك الأمر للطبيب يقدِّر علاجها ويصف دواءها، وهذه إجراءات سهلة يقوم بها أناس متدرِّبون لمدة شهر أو ثلاثة أشهر وربما أسبوع واحد أو أقلّ بحسب نباهة الشخص.
نرى في إيطاليا جثثا قضت بسبب فيروس كورونا، نراها في توابيت مكدسة في أماكن كثيرة وفي الكنائس تنتظر حملها من طرف الجيش والذهاب بها إلى المحرقة.
نرى أهل الموتى ممنوعون من الاقتراب من التوابيت.
نرى في إسبانيا حالات متفاقمة اضطرت معها الكوادر الطبية أن تختار من بين المرضى من يدخل الإنعاش ومن يُهْمَل، بمعنى آخر اختيار من يموت واختيار من يبقى حيا إلى غاية الشفاء من المرض.
هذا غريب فعلا، لا يُبَرَّر بعدم القدرة على الاستيعاب، ولكنه مقبول في الحضارة الغربية، ومعمول به في الكوارث، أما نحن فلن نقبله، ولذلك نقترح هذه الإجراءات تحوُّطا للأسوأ، فإذا حضر الأسوأ لن نفاجَئ، ولن نهمِل مصابا واحدا خصوصا من ذوي رحِمِنا وجيراننا والناس كافة، نروم إلى إنعاشه بالوسائل التي توفرها لنا الدولة من خلال شراء ما يلزم من أموال التبرعات، من خلال توفير متطوِّعين مدرَّبين وتزويدهم بما يلزم للوقاية من العدوى وكأنهم في مستشفى، وعندها لا قدّر الله وعندما تكتظ المستشفيات بالنُّزلاء لن نعدم حيلة لمواجهة هذا الوباء الخبيث الذي يتربّص بصحّتنا، ومن ضمن ذلك؛ هذا المقترح.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
محمد محمد البقاش

طنجة بتاريخ: 19 مارس 2020م
www.tanjaljazira.com
محمد محمد البقاش غير متصل   الرد مع إقتباس