عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 12-05-2008, 10:33 PM   #18
wakili
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2008
المشاركات: 2
إفتراضي

أُرَاقِبُ فِي الظَّلْمَاءِ مَا اللَّيْلُ يَحْجُبُ


وَأَقْرَأُ فِي الأَسْحَارِ مَا اللهُ يَكْتُـبُ


وَأَسْتَعْرِضُ الأَيَّامَ يَوْمِي الَّذِي مَضَى


دَلِيلٌ عَلَى يَوْمِـي الَّذِي أَتَرَقَّـبُ


فَلاَ تَسْأَلُوا عَنِّي وَحَظِّـي فَإِنَّنَـا


لأَمْثَالِ أَهْلِ الشَّرْقِ وَالْغَرْبِ مَضْرَبُ


طَوَى الدَّهْرُ مِنْ عُمْرِي ثَلاثِينَ حِجَّةً


طَوَيْتُ بِهَا الأَصْقَاعَ أَسْعَى وَأَدْأَبُ


أُغَرِّبُ خَلْفَ الرِّزْقِ وَهْوَ مُشَـرِّقٌ


وَأُقْسِمُ لَوْ شَرَّقْـتُ كَانَ يُغَـرِّبُ


وَأَنْفُـرُ مِنْ وَادٍ لِطَـوْدٍ كَأَنَّنِـي


وَقَدْ بَوَّقَ الدَاعُونَ لِلصَّيْدِ رَبْـرَبُ


لِئَنْ غَـرَّدَتْ لِلشَّاعِرِينَ بَلاَبِـلٌ


فَإِنَّ غُرَابَ الشُّـؤْمِ حَوْلِيَ يَنْعَـبُ


وَإِنْ كَانَ عِلْمَاً ثَابِتَاً قَوْلُ بَعْضِهِمْ


لِكُلِّ امْرِئٍ نَجْمٌ فَنَجْمِي الْمُذَنَّـبُ


وَمَرْكَبَـةٍ لِلنَقْلِ رَاحَتْ يَجُـرُّهَا


حِصَانَانِ : مُحْمَـرٌّ هَزِيلٌ وَأَشْهَبُ


لَهَا خَيْمَةٌ تَدْعُو إِلَى الْهُزْءِ شَدَّهَا


غَرَابِيـلُ أَدْعَى لِلْوَقَـارِ وَأَنْسَـبُ


جَلَسَـتْ إِلَى حُوذِيِّهَا وَوَرَاءَنَـا


صَنَادِيـقُ فِيهَا مَا يَسُـرُّ وَيُعْجِبُ


حَوَتْ سِلَعَاً مِنْ كُلِّ نَوْعٍ يَبِيعُهَا


فَتَىً مَا أَسْتَحَلَّ البَيْعَ لَوْلا التَّغَـرُّبُ


وَرَاحَتْ كَأَنَّ البَرَّ بَحْـرٌ نِجَـادُهُ


وَأَغْوَارهُ أَمْوَاجـهُ ، وَهْيَ مَرْكَـبُ


تَبِينُ وَتَخْفَى فِي الرُّبَـى وَحِيَالهَا


فَيَحْسَبُهَا الرَاؤُونَ تَطْفُو وَتَرْسُـبُ


وَتَدْخُلُ قَلْبَ الغَابِ وَالصُّبْحُ مُسْفِرٌ


فَتَحْسَبُ أَنَّ اللَّيْلَ لِلَّيْـلِ مُعْقِـبُ


تَمُـرُّ عَلَى صُمِّ الصَّفَـا عَجَلاتُهَا


فَنَسْمَعُ قَلْبَ الصَّخْرِ يَشْكُو وَيَصْخَبُ


وَتَرْقُصُ فَوْقَ النَّاتِئَـاتِ مِنَ الحَصَى


فَنُوشِـكُ مِنْ تِلْكَ الخَلاَعَـةِ نُقْلَبُ


نَبِيتُ بِأَكْوَاخٍ خَلَتْ مِنْ أُنَاسِهَـا


وَقَامَ عَلَيْهَا البُومُ يَبْكِي وَيَنْـدُبُ


مُفَكَّكَـة جُدْرَانُـهَا وَسُقُوفُـهَا


يُطِلُّ عَلَيْنَا النَّجْـمُ مِنْهَا وَيَغْـرُبُ


عَلَيْهَا نُقُوشٌ لَمْ تُخَطَّطْ بِرِيشَـةٍ


تَظُنُّ صِبَاغَاً لَوْنَهَا وَهْوَ طُحْلُـبُ


يُغَنِّـي لَنَـا فِيهَا الْهَـوَاءُ كَأَنّـَهُ


يُنَوِّمُنَـا ، وَالْبَرْدُ لِلنَّـوْمِ مُذْهِـبُ


فَنُمْسِي وَفِي أَجْفَانِنَا الشَّوْقُ لِلْكَرَى


وَنُضْحِي وَجَمْرُ السُّهْدِ فِيهِنَّ يَلْهَبُ


وَمَأْكَلُنَـا مِمَّـا نَصِيـدُ وَطَالَمَا


طَوَيْنَا لأَنَّ الصَّيْـدَ عَنَّـا مُغَيَّـبُ


وَنَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُ الخَيْـلُ تَارَةً


وَطَوْرَاً تَعَافُ الخَيْلُ مَا نَحْنُ نَشْرَبُ


حَيَاةُ مَشَقَّـاتٍ وَلَكِنْ لِبُعْدِهَـا


عَنِ الذُّلِّ تَصْفُو لِلأَبِـيِّ وَتَعْـذُبُ


حياة مشقات للشاعر الياس فرحات
wakili غير متصل   الرد مع إقتباس