عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 19-05-2009, 06:23 PM   #6
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

ورقة
(1)
الطابقُ العاشرُ بعدَ الطابقِ الأخيرْ
لا بدّ أن أقابلَ المديرْ ...
في البدءِ كانت ورقةْ
أحملها بمنتهى الثقةْ
أدفعُ عني سطوةَ الشمسِ بها
أو أُبعدُ الذبابةَ المقلقةْ
أرفعها تحيةً للأصدقاء في مرحْ
فيسألون في فضولْ
لكنني – دونَ اكتراثٍ – أقولْ
"ليست سوى ورقةْ"
... علمتُ فيما بعدُ أنني
غِرٌّ جهولْ!

(2)
الطابق العشرون بعد الطابقِ الأخيرْ
"معذرةً سيدتي .. هل تعلمين أين مكتبُ المديرْ؟"
في البدء كانت مصلحةْ
أوقفني ببابها شيخٌ
ثيابه ورقْ
و فوقَها مرسومةٌ بالحبر رَبطةُ العنقْ
"يا ولدي .. خذ من (أخيك) حكمةً صالحةْ
لا يعرف الوصول من لا يعرف الأملْ
فانزعْ عباءةَ المللْ
و اقرأ على أوقاتك الفاتحةْ
يا ولدي
رياضتان لا غنى للمرء عنهما
الجريُ و المصارعةْ
ما خاب من كانا معهْ
في هذه المعركةِ الطامحةْ

(3)
الطابقُ المليونَ بعد الطابق الأخيرْ
لا بد أنه الحبورْ
ما لي أحس أنني أطيرْ؟!
أم أنه فيضٌ مباركٌ
من مكتب المديرْ؟؟!
في البدء كان مكتبُ المديرْ
و قبله أصابعٌ تشير دائمًا لأعلى
و سُلّمٌ لا يرحم الشيخَ الكبيرْ!
نزعت من ملابسي قصاصةً من ورقْ
جفّفتُ عن جبينيَ العرقْ
أَعَدْتُ رسمَ رَبطةِ العنقْ
قرأتُ – في صوتٍ خفيضٍ – سورةَ الأعلى
طرقتُ بابهُ
فتحتُ في كلِّ هدوءٍ و (أدبْ)
لكنه أشار أيضًا في هدوءٍ و أدبْ
للطابق الأعلى ...!

(4)
مرتْ جوارَ كتفي طائرةٌ .. فلم أبالِ
لوّث سترتي ترابُ نيزكٍ
فلم أبالِ
أشار لي ركابُ مكوكِ الفضاءِ من نوافذِهْ
فلم أبالِ
قد قال لي الفَرَّاشُ
– بعدما حشوتُ جيبَهُ –
أنْ واصِلِ الصعودْ
و هكذا أُواصلُ الصعودْ
في حكمةٍ و طولِ بالِ ...
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار




المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس