أهلاً بك أيها الأخ الحبيب فتى الأندلس ، وأرجو أن تحظى مشاركاتك بالقبول والتفاعل الكافيين وأن تمتطي يومًا ما صهوة الإبداع وتكون فارسًا لا يشق له غبار .
بالنسبة لخاطرتك هذه فالجميل فيها أنها تحاول أن تسير على قافية معينة ، وأن تصنع جوًا إنسانيًا مفعمًا بالحب والشجن من خلال كلمة وداعًا وتكرارها باستمرار ، كما أن حجم الخاطرة كان قصيرًا نسبيًا ، وهذا يجعل من السهل على القارئ أن يتتبع مسارها ويناقش وجوه الجمال فيها .
الخاطرة تعبر عن حالة صادقة ، وفي الوقت نفسه ، هي بحاجة إلى قدر كبير من الخبرة بالأساليب التي يمكن أن تتبعها من أجل الرقي بمستواك الأدبي .
لنتخيل الفراق ..
عملية يبتعد فيها كل طرف عن الآخر ، من الممكن مثلاً أن تشبه ألم الفراق بألم انفكاك شيء من الجسم عن باقي الجسم، كأن تقول مثلاً : آه كم تشعر الأشجار بالألم لوداع أوراقها .. والورقة من خصائصها (ورقة الشجر) أنها تطير ، فمن الممكن أن تقوم بتصوير ألم الفراق من خلال معاناة هذه الورقة وإسقاطها على المحبوبة فتقول مثلاً : آه أيتها الورقة التي تصفعها الريح ، ما أشد ألم فراقك تعالي إلى شجرة بائسة تبحث عن من يؤانسها ..
بمعنى آخر : حاول أن تتخيل كل ما يحيط ببيئة المحِب ومحبوبته كالسماء والنجوم والطريق ، بعد ذلك عليك أن تُفلسف كل شيء محيط بك على أساس هذا الجو ، فمثلاً تقول : آه إن النجوم تتهاوى فوق رأسي والطريق يلف سوادُه المكان والسماء تخاصم الضياء عند فراقك ..
المهم أن تنفذ عند كتابة العمل الأدبي إلى الجوانب الآتية :
* البيئة المحيطة بموضوع العمل الأدبي، كما أوضحت لك
*دلالة الرموز ، فالحصان مثلاً رمز للعنفوان والقوة ، والشمعة رمز للرقة والتفاني ، عليك أن تجعل منها رموزًا كبيرة القيمة من خلال استخدامها بشكل جديد مثلاً : إنني أسقط من صهوة الحلم الذي تمنيت أن أعيش فيه ،إن الشموع تبكي وليس هنالك من يجيبها ..إلخ
ربما تكون هذه طريقة أولية يمكن من خلالها النفاذ إلى بعض ما في دخائلك ، وأرجو أن أكون قد وفقت في إيصال الفكرة إليك ، وأنتظر باقي أعمالك بعد هذا التعليق بإذن الله، وأرجو لك التوفيق .