عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 09-05-2010, 02:15 PM   #47
المصري
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2009
المشاركات: 362
إفتراضي

حكاية التدخين
أهداف القصة :

1 – من يسأل يعرف اكثر
2 – التدخين مضر
3 – الصحة نعمة من الله فلنحافظ عليها

دائما حب ان اسأل ، احب ان اعرف وان استفهم عن كل شئ تقع عينى عليه
امى تقول : انت كثير الفضول ، اسئلتك لا تنتهى
جدتى تقول ايضا هى تصحح لها : لا تقولى : انه فضولى ، قولى : انه يريد ان يتعلم ، ومن لا يسأل لا يتعلم !
ذلك الصباح ، كنت ذاهبا الى دار جدى انها فى الطرف البعيد من المدينة
الحافلة التى ركبتها كانت مزدحمة، وهناك رجل يشاركنى فى المقعد ، كان يلاصقنى تماما وعلى الرغم من ان التدخين ممنوع فى الحافلة ، لكنه كان يدخن !
لفافة طويلة من التبغ فى فمه ، ينفث منها دخانا كريها ومزعجا ، وضعت كفى على انفى ، وادرت وجهى تفاديا لرائحتها المنفرة 000 وارجل مستمر فى نفث الدخان غير مبال بشئ
شعر بالغيظ ، تململت فى جلستى ، تمنيت ان يصعد مفتش الحافلات فى تلك اللحظة ،وان يعاقبه بغرامة مالية ، كانت هناك ورقة فى صدر حافلة الركاب تنبه الى ذلك ، غير ان الرجل لم يكن يلتفت اليها فقط كان ينفث دخان لفافته مثل قاطرة قديمة فى محطة
لقد اسرعت بالنزول قبل ان اصل موقفى الذى يوصلنى الى دار جدى كنت اريد ان اتخلص من هذا الرجل المدخن ، ومن هذه الحافلة المزعجة المزدحمة ، اريد ان استنشق هواء نظيفا لا يعكره شئ
وفى دار جدى احسست بالسعادة طالعتنى نسيمات غامضة ، هبت لطيفة هادئة صافحت وجهى وانا تحت عريشة العنب الممتدة من البوابة حتى المصطبة الحجرية
قلت لجدى مستفهما :
ما حكاية هذه اللفافة التى يتعل بها بعض الناس ياجدى ؟
ابتسم بهدوء ثم ربت على كتفى قائلا :
هذه اللفافة لها حكاية طريفة 000 بدأت فى احدى المدن الصغيرة مدينة جميلة ، هادئة تقع فى وسط سهول وجبال وغابات ، هواءها منعش ، وجوها لطيف ، اهلها يعملون بهمة ونشاط ، وجوهم موردة تنطلق بالصحة والعافية ، واجسامهم قوية ، ينهضون مع خيوط الفجر الاولى ينطلقون الى حقولهم العامرة واعمالهم المزدهرة
جاءهم ذات يوم تاجر غريب 000 يبدو انه انتهز فرصة ازدحام الناس فى السوق كان يحمل كيسا من التبغ
وفى ساحة السوق ، صنع لنفسه لفافة تبغ غليظة ثم اشعلها وبدأ يدخن امام دهشة الناس ، كان ينادى
تعالوا ، هذا تبغ ن له مذاق لذيذ ، تعالوا 000 دخنوا ، وستدخل الفرحة فى قلوبكم انظروا ن اننى اصنع سحبا صغيرة تتوج رأسى 000 هل تستطيعون ان تفعلوا ذلك مثلى
لم يكن احدا من اهل المدينة الصغيرة يعرف هذا التبغ ! لم يكن هناك من رأى هذه النبتة لغريبة !!
اقترب بعض الشبان ، تناولوا اللفافة المشتعلة ، قلدوا الرجل التاجر ، غير انهم كانوا ينفثون دخانا ، يسعلون 000 اح 000 اح – اح يضعون اكفهم على صدورهم وهم يسعلون اح 00 اح 000 اح ثم ينصرفون متذمرين 000 ساخطين ، وهم يقولون : لم يبق الا ان ندفع نقودا حتى نختنق بها !!
بح صوت التاجر وهو ينادى : سابيع هذا التبغ بالثمن الذى اشتريته به لن اربح شيئا تعالوا 000 تعالوا 000 دخنوا
ولم يأت مشتر واحد والكيس فى مكانه ، لم ينقص شيئا
لكن التاجر لم ييأس 000 فقد أخذ يصرخ هذه المرة ، وهو يحلف بأغلظ الايمان
من يدخن من تبغى لا يعضه كلب
من يدخن من تبغى لا يسرق بيتته سارق 00 من يدخن من تبغى لا يشيخ ابدا
انا اقسم على ذكل 000 اقسم 000 اقسم
وحين سمع الناس ما سمعوا ، ورأوا ان التاجر يمعن فى امتداح بضاعته ، اقبلوا عليه يشترون ويشترون حيث فرغ الكيس وانصرف التاجر ظافرا !
مرت سنة كاملة ، ورجال المدينة الجميلة قد تغيروا 000 بحت اصواتهم وشحبت وجوههم فترة همتهم وقل نشاطهم ، كانوا يسعلون اذا مشوا ، ويسعلون اذا وقفوا ، يلهثون فى الطرقات ، هه 00 هه 000 آه لقد تغيروا كثيرا ؟!!
وابصر واحدا من اهل المدينة ، ذلك التاجر فى السوق فامسك به يجره من ثوبه ، كان كان يري ان فضحه لانه خدع الناس ، وحلف ايمانا كاذبة 000 قال له :
ايها التاجر الظالم ، أى اذى الحقته بنا !! نظر حولك ؟ ! ثم كيف تقسم وانت تكذب !! قال التاجر بخبث :
لم يكن قسمى كذبا 000 اتعرف ولماذا لا يعض الكلب مدخنا لانه سيكون متوكثا على عصا والكلب يخاف من العصا وحامل العصا 000 ولماذا لا يسرق داره سارق لانه سعال المدخن لا ينقطع طوال الليل ، فيظن انه مستيقظ اما لماذا لا يشبخ فالمدخن لن يعيش حتى الشيخوخة
وابتسم جدى حين وصل الى ختام حكايته ، ابتسمت مثله ابتسامه واثقة وقلت بحزم :
من لا يدخن يظل قوى الجسم لا يعضه كلب ، ولا يجترئ عليه سارق ولا يشيخ ! بل يحيا عمره مبتهجا سعيدا
شد على يدى وقا ل: ومن يسأل يستفد ويتعلم !
المصري غير متصل   الرد مع إقتباس