عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 30-03-2024, 08:02 AM   #2
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 6,003
إفتراضي

قَالَ أَجِئْتَنَا لِتُخْرِجَنَا مِنْ أَرْضِنَا بِسِحْرِكَ يَامُوسَى فَلَنَأْتِيَنَّكَ بِسِحْرٍ مِثْلِهِ فَاجْعَلْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ مَوْعِدًا لَا نُخْلِفُهُ نَحْنُ وَلَا أَنْتَ مَكَانًا سُوًى قَالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى فَتَوَلَّى فِرْعَوْنُ فَجَمَعَ كَيْدَهُ ثُمَّ أَتَى قَالَ لَهُمْ مُوسَى وَيْلَكُمْ لَا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذَابٍ وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى فَتَنَازَعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى قَالُوا إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ يُرِيدَانِ أَنْ يُخْرِجَاكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِمَا وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلَى فَأَجْمِعُوا كَيْدَكُمْ ثُمَّ ائْتُوا صَفًّا وَقَدْ أَفْلَحَ الْيَوْمَ مَنِ اسْتَعْلَى"
وتحدث مهدى عن حاجة المتوهم للعلاج فقال :
"من البديهي أن تظن يا صديقي أن المصاب يحتاج فقط للعلاج ... لكن ماذا لو وصل المريض بهذا الوهم إلى الحكم, هل يكون الأوان قد فات ... في الواقع أنا لست مضطرا للإجابة على هذا السؤال , فالتاريخ وحده يشهد الكوارث و المصائب والمجازر التي سببها سياسيون مصابون بجنون العظمة كهتلر وأمثاله .."
قطعا لا يوجد علاج لأنه لا يوجد مرض وإنما توجد نفس خبيثة تأبى إلا الكفر في أعلى درجاته
وما قاله الرجل عن هتلر هو نوع من الخطأ فكل الحكام الذين يظلمون الناس هم مجرمون وهم الغالبية العظمى من الحكام عبر التاريخ فليس معنى أن يقول واحد أن العرق الآرى هو الأعظم أو أن العرق السامى أو الإسرائيلى هو الأعظم معناه أنه وحده من ادعى أللوهية لأن كل الكفار يدعونها كما قال تعالى :
" أفرأيت من اتخذ إلهه هواه"
فكل فرد يشرع لنفسه حلال وحرام دون الرجوع لوحى الله هو مدعى للألوهية وإن لم يقل ذلك صراحة لأن من يحلل أو يحرم شىء من نفسه يضع نفسه موضع الله المشرع الوحيد
وأنهى الرجل مقاله أنه يعتقد أن ما يجعل الفرد يدعى العظمة هو أنه يطلب الكمال ويفشل في الوصول إليه فقال :
"في اعتقادي الشخصي ربما ما يجعل الشخص مصابا بهذا الوهم هو الرغبة في الكمال ومواقف الفشل الصادمة التي تجعله منه مع مرور الزمان نافيا لها في شخصيته, ولا تنسى يا صديقي العزيز أن تضع تعليقا أن كان لك نظر حول هذا الموضوع .. واتمنى ان تخبرني هل صادفت يوما اشخاصا من هذا النوع .. وكيف نتعامل مع هكذا اشخاص؟ .."
قطعا لا وجود للكمال في الإنسان لأن الله خلق الناس ليخطئوا ويصيبوا فكل ابن آدم خطاء وليس هناك أحد منهم معصوم من الخطأ حتى الرسل (ص) أنفسهم
ولذلك نجد الله يذكر لما الرسل(ص) أذنبوا في حياتهم ولكنهم استغفروا وتابوا من تلك الذنوب ومن ذلك قوله في خاتم الأنبياء(ص):
"إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا"
وقال :
" واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات "
وقوله في توبة واستغفار موسى (ص) من ذنب قتل الرجل خطأ :
"وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ هَذَا مِنْ شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِلْمُجْرِمِينَ"
وكذلك قوله في ذنب يونس (ص) عندما ظن ظنا خطأ أن الله لن يقدر عليه :
" وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ"
وكذلك قوله في ذنب نوح(ص) حيث طلب ادخال ابنه الجنة والذى استغفر الله منه فقال :
"وَنَادَى نُوحٌ رَبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخَاسِرِينَ"
قطعا ما يسمونه بوهم العظمة ليس جنونا ولا مرضا وكذلك كل ما اخترعوه مما سموه بالعقد النفسية التى هى عبارة عن جرائم عصيان لأحكام الله
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس