عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 02-08-2007, 08:38 AM   #2
المؤيد الأشعري
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2000
المشاركات: 226
إفتراضي

نأتي على الجواب على تلك الأمور بعد الاستعانة بالله عز وجل أقول

بالنسبة لحروب الردة وحديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم : «لا تَرجِعوا بَعدِي كُفّاراً، يَضرِبُ بَعضُكم رِقابَ بَعضٍ».
كما في صحيح البخاري وغيره

يجب أن نفرق بين الشرك والكفر، فالشرك الأكبر المخرج من الملة هو أن نجعل لله تعالى ندًّا أي مثيلا ونظيرا وشبيها أو ضدا أو شريكا في ملكه جل وعلا.

وأما الكفر المخرج من الملة فإن من ادعى النبوة فهو كافر مرتد ومن صدقه فهو كافر مرتد، ولكنه غير مشرك، لم يشرك بالله تعالى.

ومن أنكر شيئا معلوما في الدين بالضرورة مثل إنكار وجوب الزكاة مثلا أو الحج أوالصلاة فهو كافر مرتد عن الدين، ولكنه غير مشرك بالله تعالى.

فأهل الردة كفروا وارتدوا ولكنهم لم يشركوا، ما عبدوا شيئا من دون الله تعالى، وما رجعوا لعبادة الأوثان، بل منهم من أنكر وجوب الزكاة ومنهم من ادعى النبوة وكلا الأمرين كفر وارتداد عن الدين ولذا قاتلهم سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه.

سباب المؤمن فسوق وقتاله كفر، والكفر يقع فيه الناس ولذلك حذر النبي صلى الله عليه وآله وسلم منه، و باب الردة باب فقهي موجود في كتب الفقه وقد نوقش وهو متداول بين الفقه الأربعة كالحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة.

وبالنسبة للحديث عن أبي هريرة – رضي الله عنه - أنَّ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: «لا تقومُ الساعة حتى تَضطَربَ ألياتُ نساءِ دَوسٍ على ذي الخلَصة». وذو الخلصة: طاغية دوسٍ التي كانوا يَعبدون في الجاهلية.

فهذا في صحيح البخاري في كتاب الفتن باب تغيير الزمان ، تمعن في النظر في كتاب الفتن باب تغيير الزمان يقصد فيه علامات الساعة الكبرى يوم تخرج الريح الطيبة التي تقبض أرواح المؤمنين جميعا ولا يبقى سوا الكفرة والمشركين فيظهر الشيطان لهم ويأمرهم بعبادة الأوثان والأصنام وترجع الجاهلية الأولى بل هو أشر من الجاهلية الأولى.

فقد جاء في صحيح مسلم عن سيدنا عبد الله بن عمرو بن العاص – رضي الله عنهما - مرفوعا: يخرج الدجال في أمتي ... إلى أن قال صلى الله عليه وآله وسلم : ثُمَّ يُرْسِلُ اللّهُ رِيحاً بَارِدَةً مِنْ قِبَلِ الشَّأْمِ. فَلاَ يَبْقَى عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ أَحَدٌ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ خَيْرٍ أَوْ إِيمَانٍ إِلاَّ قَبَضَتْهُ. حَتَّى لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ دَخَلَ فِي كَبَدِ جَبَلٍ لَدَخَلَتْهُ عَلَيْهِ، حَتَّى تَقْبِضَهُ».

ثم يقول عليه الصلاة والسلام : «فَيَبْقَى شِرَارُ النَّاسِ فِي خِفَّةِ الطَّيْرِ وَأَحْلاَمِ السِّبَاعِ. لاَ يَعْرِفُونَ مَعْرُوفاً وَلاَ يُنْكِرُونَ مُنْكَراً. فَيَتَمَثَّلُ لَهُمُ الشَّيْطَانُ فَيَقُولُ: أَلاَ تَسْتَجِيبُونَ؟ فَيَقُولُونَ: فَمَا تَأْمُرُنَا؟ فَيَأْمُرُهُمْ بِعِبَادَةِ الأَوْثَانِ. ..الحديث».

والمؤمنون الصالحون باقون من العلماء والمجتهدين والأولياء وغيرهم حتى تخرج الريح في ذلك الزمان فتقبض أرواحهم ويدلك على ذلك حديث عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا تَزَالُ عِصَابَةٌ مِنْ أُمَّتِي يُقَاتِلُونَ عَلى أَبْوَابِ دِمَشْقَ وَمَا حَوْلَهُ، وعَلى أَبْوَابِ بَيْتِ المَقْدِسِ ومَا حَوْلَهُ، لا يَضُرُّهُمْ خُذْلاَنُ مَنْ خَذَلَهُمْ، ظَاهِرِينَ عَلى الحَقِّ إلى أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ». رواه أبو يعلى ورجاله ثقات. ( رقم 6422).

من أجل ذلك تخرج الريح الطيبة التي تقبض أرواح المؤمنين فلا يبقى سوى شرار الخلق هذا ما رواه الحاكم من رواية عبد الرحمن بن شماسة أن عبد الله بن عمرو قال ” لا تقوم الساعة إلا على شرار الخلق هم شر من أهل الجاهلية.

فقال عقبة بن عامر: عبد الله أعلم ما يقول، وأما أنا فسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا تزال عصابة من أمتي يقاتلون على أمر الله ظاهرين لا يضرهم من خالفهم حتى تأتيهم الساعة وهم على ذلك.

فقال عبد الله ” أجل، ويبعث الله ريحا ريحها ريح المسك ومسها مس الحرير فلا تترك أحدا في قلبه مثقال حبة من إيمان إلا قبضته، ثم يبقى شرار الناس فعليهم تقوم الساعة ”.

والذي يؤكد على ذلك ما رواه البخاري في صحيحه في كتاب الفتن باب تغيير الزمان وفيه عن أبي هريرة – رضي الله عنه - أنَّ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: «لا تقومُ الساعة حتى تَضطَربَ ألياتُ نساءِ دَوسٍ على ذي الخلَصة». وذو الخلصة: طاغية دوسٍ التي كانوا يَعبدون في الجاهلية.

فمن أجل ذلك ترجع الجاهلية من جديد وعبادة الأوثان بعد أن يفنى جميع من في قلبه ولو مثقال جبة من إيمان فلا يبقَ سوى شرار الناس فيخرج لهم الشيطان كما جاء به الحديث في صحيح مسلم كتاب الفتن باب خروج الدجال مكثه في الأرض: ((فَيَتَمَثَّلُ لَهُمُ الشَّيْطَانُ فَيَقُولُ: أَلاَ تَسْتَجِيبُونَ؟ فَيَقُولُونَ: فَمَا تَأْمُرُنَا؟ فَيَأْمُرُهُمْ بِعِبَادَةِ الأَوْثَانِ. )) .

أما في أيامنا هذه فلا يوجد من يؤمن بالله ورسوله سيدنا محمد – صلى الله عليه وآله وسلم – من يعبد أو يعظم أو يحب شيئا من دون الله أو مع الله تعالى أو يساويه به جل وعلا.

فلا يوجد من يشرك بالله تعالى وإياكم أن ترموا غيركم بالشرك، أخرج البزار في مسنده وابن حبان في صحيحه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

(( إن أخوف ما أتخوف عليكم رجل قرأ القرآن حتى إذا رئيت بهجته عليه وكان ردئا للإسلام غيره إلى ما شاء الله فانسلخ منه ونبذه وراء ظهره وسعى على جاره بالسيف ورماه بالشرك )) قال : قلت يا نبي الله أيهما أولى بالشرك المرمي أم الرامي؟! قال : (( بل الرامي )) .وقال الهيثمي: رواه البزار وإسناده حسن.

وروي أنه صلى الله عليه وآله وسلم قال: «أَخافُ عَلَيْكُمْ الْهَرْجَ» . قالوا: وما الهرج يا رسول الله؟ قال: «الْقَتْل» . قالوا: وأكثر مما يقتل اليوم إنا لنقتل في اليوم من المشركين كذا وكذا، فقال النبيّ : «لَيْسَ قَتْلَ الْمُشْرِكِينَ وَلكِن قَتْلِ بَعْضِكُمْ بَعْضاً» ، قالوا: وفينا كتاب الله، قال: «وَفيكُمْ كِتابُ الله عَزَّ وَجَلَّ» . قالوا: ومعنا عقولنا، قال: «إِنَّهُ يَنْتَزِعُ عُقولَ عامَّةِ ذلِكَ الزَّمانِ وَيُخَلِّفُ هَباءً مِنَ النّاسِ يَحْسَبونَ أَنَّهُمْ عَلَى شَيْءٍ وَلَيْسوا عَلَى شَيْءٍ»

رواه الحاكم في المستدرك ( 4/451 ) .

وإلى موضوع آخر
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات
المؤيد الأشعري غير متصل   الرد مع إقتباس