عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 21-05-2008, 11:28 PM   #4
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي

الخلاصة: أقترح:

1- إعلانُ عدد حروف اللغة العربية تسعةٌ وعشرون لا ثمان وعشرون.

2- فكُّ ارتباط الهمزة من أحرف العلة، وكتابتها منفردة في كل كلمة ترد فيها وتثير اللبس ككلمات الجدول الأول، والالتزام بتعريفها تعريفاً يفصلها عن الألف.

3- إعادة تعريف الألف المصطلح عليها باللينة، وإيضاح المواقف التي تأتي بها، وكفها (هي وأخوتها من الأحرف المعتلة) عن التدخل بشؤون الهمزة.

4- إلغاء تبريرات الأخطاء التي اعتاد الأقدمون التعلل بها كـ (يجوز ويجوز، ثبتها فلان لكن فلان خالفه، أجازها فلان وفلان، يجوز الوجهان في كتابة الكلمة، وموقعها هنا يحتمل أوجهاً متعددة) في كتابة الهمزة، على هذا الشكل وهذا الشكل. أي يجب اختيار شكل واحد لكتابة الهمزة، لا يتغير. وإلغاء الأوجه الأخرى. لكن هذا لا يلغي حق المختصين من دارسي اللغة دراسة مناقشة الأوجه المتعددة، والغرق في بحرها حتى التلاشي، فذلك أمر لا يشكك فيه أحد، أما الكاتب والدارس والطالب فعليه أن يتعلم أسساًُ ثابتة لا تقبل التعدد مطلقاً. فعلى سبيل المثال يتعلم دارس اللغة الإنكليزية في أمريكا، وبصرامة وبتٍّ لا يناقش فيه، أن هناك حرفان مختلفا في اللغة هما: (i وj ). لكن المختص وحده يعلم أن المعاجم الإنكليزية لم تكن تفرق بينهما حتى الثلاثينات من القرن المنصرم، وتكتبهما في خانة واحدة.

5- تعلمنا، وكان ما تعلمناه صحيحاً لا يقبل الخطأ في الماضي، حتى انفتحت اللغة العربية على غيرها من اللغات. تعلمنا أن هناك قاعدة مهمة في اللغة يجب على الجميع مراعاتها، والالتزام بها وهي قاعدة: (لا يجوز الابتداء بساكن، ولا يجوز الانتهاء بمتحرك)، وتظهر هذه القاعدة بينة في مواضع لا حصر لها أهمها هي همزة: إبن- ابنة- اثنان-اثنتان- امرؤ- امرأة- وايْمن- اسم. الخ.

وتطبيق هذه القاعدة يقضي أننا يجب أن ننطق – على سبيل المثال- همزة "إبن" إن جاءت في أول الجملة لكننا يجب أن نلغيها إن أتت بين اسمين علمين. لأنها "همزة قطع"، ولكي ننظر إلى السبب علينا أن نعلم أن الأقدمين فعلوا ذلك قبل التنقيط والشكل، كي يتجنبوا الخطأ، وكان فعلهم صحيحاً مئة بالمئة، أما سريانه بعد ذلك فهو نوع مشين من التعسفٌ، وجمود لا مثيل له. علينا في مثل هذه الحالة أن نثبت طريقة واحدة، أي أن نثبت الهمزة في كل الحالات، أو نحذفها في الحالات كلها، فاللغات الأخرى لا تلتزم بقاعدة: (لا يجوز الابتداء بساكن، ولا يجوز الانتهاء بمتحرك)، وإن أهملنا الالتزام بهذه القاعدة لا نضر اللغة العربية قط، إذ أن الشعب العربي كله من المحيط إلى الخليج، لا يلتزم بها واقعيا الآن في هذا الوقت، فالكل ينطق : بْراهيم. بدل إبراهيم. وينطق: سْماعيل بدل إسماعيل. وكلا الاسمين غير عربيين، فلماذا التمسك بنطق الهمزة هنا؟ في الأقل علينا أن نترك حرية الاختيار لمن يشاء أن ينطق الكلمة على هواه. لكننا في الوقت نفسه علينا أن لا نلزمه بشيء محدد في هذه النقطة بالذات.

6- الاستقرار على تعريف واحد لهمزة الوصل فهي تسبب الكثير من الإرباك للكاتب. فكتب النحو تجمع على تعريف همزة الوصل بـ: همزةٌ زائدة في أوَّل الكلمة، يُؤتى بها للتخلص من الابتداءِ بالساكن، لأنَّ العرب لا تبتدئُ بساكنٍ، كما لا تَقِفُ على متحرّكٍ، وذلك كهمزة: "اسمٍ واكتبْ واستغفِرْ وانطلاقٍ واجتماع الخ".ولكي نوضح الأمر أكثر نحيل القارئ إلى نموذج عن همزة الوصل، مكتوب في جامع الدروس العربية لمصطفى الغلاييني:

حُكمُ همزة الوصل أن تُلفَظ وتُكتب، إن قُرِئتْ ابتداءً، مثلُ: "إسمُ هذا الرجل خالدٌ"، ومثلُ: "إستغفرْ ربكَ"، وأن تُكتَبَ ولا تُلفَظَ، وإن قُرِئتْ بعد كلمة قبلها، مثلُ: "إنَّ إسمُ هذا الرجل خالدٌ"، ومثلُ: "يا خالدُ إستغفرْ ربكَ". فالغلاييني يصر على أن همزة الوصل تكتب وتنطق. بينما يصّر غيره على عدم كتابتها ونطقها، وعدم وضع أي علامة فوق الألف أو تحتها، بينما يكتبها القسم الثالث مع حركة.

وعلى ذلك تكتب همزة الوصل، على ثلاثة أشكال:

إسم. اِسم. اسم.
أَكتبْ. اُكتب. اكتب.
إستغفرْ. اِستغفر. استغفر.
أما أهم الأخطاء فتحدث في اشتقاق الأمر. لأن الموضوع متشعب ومعقد.

إن السؤال الذي يدور حول هذه النقطة هو: إن وجب رسم همزة الوصل في أول الكلمة فلماذا يرسمها البعض ويغفل رسمها آخر، بينما يضع قسم ثالث حركات إعراب فوقها؟

علينا أن نحدد تعريفاً واحداً للهمزة الواردة في أول الكلمة وفي وسطها، وعلينا كذلك أن نضع تطبيقات لها من دون الإشارة إلى القواعد العديدة، ولنترك تدريسها لمن يروم الاختصاص لا أكثر.

ملاحظة-1: اعتدنا على كتابة هيأة، أو هيئة على سبيل المثال، منذ أن تعلمنا القراءة والكتابة، أي لعشرات العقود، ونرى كتابتهما على هاتين الطريقتين سهلة، لذلك نجد أن كتابة الكلمة، وفق الطريقة المقترحة، بعد استقلال الهمزة " هيءَة" أصعب من كتابتها على الطريقتين السابقتين. وهذه النظرة تبدو صحيحة للناظر غير المتعمق في الأمر، لأن الإنسان حينما يتعلم شيئاً في الصغر، يصِّر على تطبيقه حتى لو كان خطأً ولا يقبل تغييره بسهولة، لكننا لو قدمنا الطريقة الجديدة إلى الطفل وهو في مراحل تعلمه الأولى سنجده يتقبل الصيغة الجديدة لأنها أسهل له في الممارسة. وسندرك "نحن" بعدئذ أنه لا يخطئ فيها.

ملاحظة-2: إن بعض النسخ القديمة من القرآن الكريم مكتوبة بالطريقة التي اقترحتها، أما بعضها الآخر التي كتبت بعدئذ فقد عقدت الأمور، أما القسم الثالث فقد كتبت بعد وضع قواعد الهمزة الملبسة التي عرضناها، وهذا يعطينا فكرة أن الكتاب الأوائل الذين كتبوا القرآن اهتدوا إلى الطريقة المثلى، قبل أن يفسدها التفكير المعقد في التدوين والتنظير.

وهذه هي بعض الأمثلة التي وردت فيه مع ذكر السورة ورقم الآية. وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْءانُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ. (الزخرف. ) 30

فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ لَقَدْ جَاءَكَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (94) يونس

فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ (19) الحاقة

عَلَيْكُمْ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآَنِ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى وَآَخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآَخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ (20) المزمل.
السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس