عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 30-01-2019, 03:07 PM   #4
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 5,969
إفتراضي

"وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا البلد أمنا واجنبنى وبنى أن نعبد الأصنام رب إنهن أضللن كثيرا من الناس فمن تبعنى فإنه منى ومن عصانى فإنك غفور رحيم "المعنى ولقد قال إبراهيم (ص)إلهى اجعل هذه القرية مطمئنة وامنعنى وأولادى أن نطيع الأوثان إلهى إنهن أبعدن كثيرا من البشر فمن أطاعنى فإنه منى ومن خالفنى فإنك عفو نافع ،يبين الله لنبيه (ص)أن إبراهيم (ص)قال أى دعا الله :رب اجعل هذا البلد أمنا أى إلهى اجعل هذه القرية مطمئنة وهذا يعنى أنه دعا لمكة أن تكون قرية هادئة مطمئنة ،وقال واجنبنى وبنى أن نعبد الأصنام والمراد وامنعنى وأولادى أن نتبع الأوثان وهذا يعنى أن إبراهيم(ص)طلب من الله أن يمنعه وأولاده من اتباع أديان الشياطين ،وقال رب إنهن أضللن كثيرا من الناس فمن تبعنى فهو منى ومن عصانى فإنك غفور رحيم والمراد إلهى إنهن أبعدن كثيرا من الخلق فمن أطاعنى فهو على دينى ومن خالفنى فإنك عفو نافع،يبين إبراهيم (ص)لله أن الكفار وهى الأصنام أى أهواء الناس الضال وهى الشهوات أضلوا كثيرا من الناس والمراد أبعدوا كثيرا من الخلق عن دينك فمن تبعنى أى أطاعى الحكم المنزل على فإنه منى والمراد على دينى ومن خالف الحكم المنزل على فإنك عفو نافع لهم وهذا يعنى أنه يطلب لهم الرحمة وهو خطأ منه لأن الله لا يعفو عن من مات كافرا والخطاب وما بعده من القصة للنبى(ص)ومنه للناس.
"ربنا إنى أسكنت من ذريتى بواد غير ذى زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوى إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون "المعنى إلهنا إنى أقمت من عيالى بمكان غير صاحب نبات عند مسجدك المحرم إلهنا ليطيعوا الدين فاجعل قلوب من البشر تميل لهم وأعطهم من المنافع وامنحهم من المنافع لعلهم يطيعون ،يبين الله لنبيه(ص)أن إبراهيم (ص)قال ربنا إنى أسكنت من ذريتى بواد غير ذى زرع عند بيتك المحرم والمراد إلهنا إنى جعلت من أولادى فى مكان غير ذى نبات لدى مسجدك العتيق وهذا يعنى أنه جعل إسماعيل(ص)يقيم فى مكة التى لم يكن فيها أى زرع فى ذلك الوقت ،وقال ربنا ليقيموا الصلاة والمراد إلهنا ليتبعوا الدين وهذا يعنى أن سبب جعلهم يقيمون هناك هو أن يطيعوا حكم الله ويقول فاجعل أفئدة من الناس تهوى إليهم والمراد فاجعل نفوس من الخلق تميل لهم وهذا يعنى أنه يطلب منه أن يخلق فى نفوس البشر ميل للحج فى مكة وقال وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون والمراد وأعطهم من المنافع لعلهم يطيعون حكمك وهذا يعنى أنه يطلب منه أن يعطى عياله المنافع المتعددة حتى يتبعوا حكم الله .
"ربنا إنك تعلم ما نخفى وما نعلن وما يخفى على الله من شىء فى الأرض ولا فى السماء الحمد لله الذى وهب لى على الكبر إسماعيل وإسحاق إن ربى لسميع الدعاء"المعنى إلهنا إنك تعرف الذى نكتم والذى نظهر وما يغيب عن الله من أمر فى السماء ولا فى الأرض الطاعة لله الذى أعطانى فى العجز إسماعيل (ص)وإسحاق(ص)إن إلهى لمجيب النداء،يبين الله لنبيه(ص)أن إبراهيم (ص)قال ربنا أى إلهنا إنك تعلم ما نخفى وما نعلن والمراد إنك تعرف الذى نسر والذى نظهر وهذا إقرار بمعرفته لكل أمر وفسر هذا بقوله وما يخفى على الله من شىء والمراد ولا يغيب عن علم الله من أمر فى السموات والأرض ،الحمد لله والمراد الطاعة لحكم الله الذى وهب لى على الكبر والمراد الذى أعطانى على العجز إسماعيل (ص)وإسحاق(ص)وهذا إقرار منه أنه كان عاجزا عن الإنجاب لكبره ،إن ربى لسميع الدعاء أى إن إلهى لمجيب النداء وهذا يعنى أنه طلب من الله أن يعطيه أولاد من قبل فاستجاب الله لطلبه .
"رب اجعلنى مقيم الصلاة ومن ذريتى ربنا وتقبل دعاء ربنا اغفر لى ولوالدى وللمؤمنين يوم يقوم الحساب "المعنى إلهى أبقنى مطيع الدين ومن أولادى إلهنا واستجب ندائى إلهنا اعفو عنى وعن أبى وللمصدقين يوم يحدث الجزاء،يبين الله لنبيه (ص)أن إبراهيم (ص)قال رب اجعلنى مقيم الصلاة ومن ذريتى والمراد إلهنا أبقنى متبع الإسلام ومن نسلى وهذا يعنى أنه يطلب من الله أن يبقيه مطيع لأحكام الإسلام وكذلك نسله مطيع للإسلام مصداق لقوله بسورة البقرة "ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك" ،ربنا وتقبل دعاء والمراد إلهنا واستجب ندائى وهو هنا يطلب من الله أن يحقق طلبه وهو بقاؤه مسلما هو وذريته وقال واغفر لى ولوالدى وللمؤمنين يوم يقوم الحساب والمراد وارحمنى وأبى والمصدقين بى يوم يحدث الجزاء وهذا يعنى أنه يطلب الغفران وهو العفو أى ترك العذاب وهو الرحمة لنفسه ولوالده الذى وعده بالإستغفار له وللمؤمنين فى يوم يحدث البعث والجزاء.
"ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار مهطعين مقنعى رءوسهم لا يرتد إليهم طرفهم وأفئدتهم هواء"المعنى ولا تظنن الله غائبا عن الذى يصنع الكافرون إنما يبقيهم ليوم تقوم فيه الأشخاص مستجيبين مخفضى وجوههم لا يعود لهم نظرهم وكلماتهم سراب ،يبين الله لنبيه (ص)أن عليه ألا يحسب الله غافلا عما يعمل الظالمون والمراد ألا يظن الله غائبا عن الذى يفعل الكافرون وهذا يعنى أن الله عالم بكل شىء يفعلونه وسيحاسبهم عليه ،ويبين له أنه إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار والمراد إنما يبقيهم بلا عقاب حتى يوم تقوم فيه الناس مصداق لقوله بسورة المطففين "يوم يقوم الناس "وهم فى هذا اليوم مهطعين أى مستجيبين لدعاء وهو نداء الله للبعث وفى هذا قال بسورة الإسراء"يوم يدعوكم فتستجيبون بحمده "وقوله بسورة القمر"مهطعين إلى الداع"وهم مقنعى رءوسهم أى خافضى وجوههم أى ذليلى النفوس مصداق لقوله بسورة المعارج"ترهقهم ذلة "وهم لا يرتد إليهم طرفهم والمراد لا يعود إليهم بصرهم وهو عقلهم ومن ثم فهم يحشرون عميا أى كفارا مصداق لقوله بسورة طه"ونحشرهم يوم القيامة عميا " وأفئدتهم هواء والمراد وكلماتهم أى ودعواتهم سراب والمراد لا أثر لها فى ذلك اليوم مصداق لقوله بسورة الرعد "وما دعاء الكافرين إلا فى ضلال "والخطاب وما بعده وما بعده للنبى(ص).
"وأنذر الناس يوم يأتيهم العذاب فيقول الذين ظلموا ربنا أخرنا إلى أجل قريب نجب دعوتك ونتبع الرسل أو لم تكونوا أقسمتم من قبل ما لكم من زوال وسكنتم فى مساكن الذين ظلموا أنفسهم وتبين لكم كيف فعلنا بهم وضربنا لكم الأمثال "المعنى وأخبر الخلق يوم يجيئهم العقاب فيقول الذين كفروا إلهنا أرجعنا إلى موعد ثانى نطع دينك أى نطيع أنبيائك أو لم تكونوا حلفتم من قبل ما لكم من بعث وأقمتم فى بيوت الذين أهلكوا أنفسهم وظهر لكم كيف عاقبناهم وقلنا لكم الأحكام ،يطلب الله من نبيه (ص)أن ينذر الناس والمراد أن يبلغ الخلق أن يوم يأتيهم العذاب أى يوم يدخلون النار يقول الذين ظلموا أى كفروا بحكم الله ربنا أخرنا إلى أجل قريب نجب دعوتك ونتبع الرسل والمراد إلهنا أرجعنا إلى حياة ثانية نطع دينك أى نطع الأنبياء(ص) مصداق لقوله بسورة المؤمنون "رب ارجعون لعلى أعمل صالحا فى ما تركت" وهذا يعنى أنهم يطلبون من الله أن يعيدهم للدنيا مرة ثانية حتى يؤمنوا ويطيعوا حكم الله حتى يدخلوا الجنة فيقول الله لهم على لسان الملائكة أو لم تكونوا أقسمتم من قبل ما لكم من زوال أى هل لم تكونوا حلفتم من قبل ما لكم من بعث مصداق لقوله بسورة النحل "وأقسموا بالله جهد أيمانهم لا يبعث الله من يموت " وهذا يعنى أن الكفار حلفوا أنهم لن يتغيروا بعد موتهم من تراب وفتات إلى أجسام حية بها نفوس مرة أخرى وقال وسكنتم فى مساكن الذين ظلموا أنفسهم والمراد وأقمتم فى بيوت الذين خسروا أنفسهم وتبين لكم كيف فعلنا بهم أى وعرفتم كيف عاقبناهم وضربنا لكم الأمثال أى وقلنا لكم أحكام الله ؟وهذا يعنى أنهم سكنوا فى نفس مواضع سكن الكفار قبلهم وهم قد عرفوا مصير الكفار قبلهم كما عرفوا الأمثال وهى وحى الله ومع هذا لم يؤمنوا .
"وقد مكروا مكرهم وعند الله مكرهم وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال "المعنى وقد عملوا كيدهم ولدى الله عملهم وإن كان عملهم لتفنى منه الرواسى ، يبين الله لنبيه(ص)أن الكفار مكروا مكرهم أى عملوا كيدهم مصداق لقوله بسورة الطارق"إنهم يكيدون كيدا "وهذا يعنى أنهم عملوا أعمالهم فى الدنيا وعند الله مكرهم وهو طائرهم أى عملهم مصداق لقوله بسورة النمل"طائركم عند الله "وهذا يعنى أن الله سجل عملهم فى كتبهم ويبين أن مكرهم وهو عملهم السوء لتزول منه الجبال والمراد لتفنى منه الرواسى والمراد تتغير الجبال بسبب عملهم .
"فلا تحسبن الله مخلف وعده رسله إن الله عزيز ذو انتقام يوم تبدل الأرض غير الأرض والسموات وبرزوا لله الواحد القهار "المعنى فلا تظنن الله منكث قوله لأنبيائه (ص)إن الله قوى صاحب عذاب يوم تغير الأرض سوى الأرض والسموات وظهروا لله الأحد الغالب،يطلب الله من نبيه(ص)ألا يحسب الله مخلف وعده رسله والمراد ألا يظن الله ناقض قوله للأنبياء(ص)فى الوحى وهذا يعنى أن عليه أن يعتقد أن الله سيحقق قوله بعذاب الكفار ورحمة المؤمنين ،ويبين له أنه عزيز أى قوى أى قادر على تحقيق قوله وهو ذو انتقام أى "وذو عقاب أليم "كما قال بسورة فصلت وهذا يكون يوم تبدل أى تخلق الأرض غير الأرض والسموات وهذا يعنى أن الله يهدم السموات والأرض ويخلق سموات وأرض جديدة وفى ذلك اليوم يبرز الجميع لله أى يحشر الكل فى كون الله الجديد مصداق لقوله بسورة الكهف"وحشرناهم فلم نغادر منهم أحدا"وهو الواحد أى الأحد الذى لا شريك له القهار وهو الغالب على أمره ".
"وترى المجرمين يومئذ مقرنين فى الأصفاد سرابيلهم من قطران وتغشى وجوههم النار"المعنى وتشاهد الكافرين يومذاك مقيدين فى السلاسل ثيابهم من نار أى تصيب جلودهم النار ،يبين الله لنبيه(ص)أنه يوم القيامة يرى المجرمين مقرنين فى الأصفاد والمراد يشاهدهم مقيدين بالسلاسل وسرابيلهم من قطران والمراد وثيابهم من نار هى النحاس المذاب مصداق لقوله بسورة الحج"قطعت لهم ثياب من نار"وفسر هذا بأنه تغشى وجوههم النار والمراد تلفح جلودهم النار وهذا يعنى أن النار تصلى جلودهم مصداق لقوله بسورة النساء"سوف نصليهم نارا كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها"والخطاب وما بعده للنبى(ص).
"ليجزى الله كل نفس بما كسبت إن الله سريع الحساب "المعنى ليعطى الله كل فرد بما صنع إن الله شديد العقاب ،يبين الله لنبيه(ص)أنه يجزى كل نفس بما كسبت والمراد يوفى كل فرد جزاء ما عمل مصداق لقوله بسورة الزمر"ووفيت كل نفس ما عملت "وهذا يعنى أنه يدخل المسيئين النار والمحسنين الحسنى وهى الجنة وفى هذا قال بسورة النجم "ليجزى الذين أساءوا بما عملوا ويجزى الذين أحسنوا الحسنى"والله سريع الحساب أى "سريع العقاب "كما قال بسورة الأنعام والمراد شديد العقاب للكافر شديد الرحمة بالمسلم.
"هذا بلاغ للناس ولينذروا به وليعلموا أنما هو إله واحد وليذكر أولوا الألباب "المعنى هذا بيان للخلق وليخبروا به وليعرفوا أنما هو رب واحد وليطع أهل العقول يبين الله لنبيه(ص)أن القرآن بلاغ للناس أى بيان للخلق كما قال بسورة آل عمران"هذا بيان للناس" لمعرفة الحق من الباطل والواجب عليه أن ينذروا به أى يبلغوا به وفسر هذا بأن يعلموا أى يعرفوا أنما هو إله واحد والمراد رب واحد لا إله معه ويبين له أن أولى الألباب وهم أصحاب العقول هم الذين يذكرون أى يتقون مصداق لقوله بسورة الحشر "فاتقوا الله يا أولى الألباب"والمراد يطيعوا حكم الله
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس