عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 06-02-2004, 08:36 PM   #53
muslima04
مشرفة قديرة سابقة
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2003
المشاركات: 1,505
إفتراضي

ثمرات الصلاة على رسول الله : الثمرة الأولى

قال الراوي :

هذا موضوع جدير أن يعيد الإنسان قراءته أكثر من مرة

لما له من أهمية بالغة الأثر .. ولن تندم على دقائق تقضيها معه

فهو بعون الله يفجر منابع الخير في النفس ،

ويرتقي بالقلب صعدا إلى السماء ،

ولقد جرى هذا الحديث في دوائر كثيرة ، مع أشخاص عدة ،

في أزمنة مختلفة ، وفي أماكن متنوعة .

وفي كل مرة يكون لهذا الحديث صداه الواضح في نفوس من يتابع ويتأمل .

فياله من حديث لو ألقيت له سمعك ، وأحضرت معه قلبك ..

- -

إن ثمرات الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم كثيرة ..

أوصلها بعضهم إلى خمسين ثمرة ..

نقف اليوم مع ثمرة واحدة تنطوي تحتها كل الثمرات الأخرى

وكأنما بقية الثمرات إما توضيح لهذه الثمرة ،

أو تعزيز لها ، أو تأكيد عليها .

وأحسب أن من استوعب هذه الثمرة جيدا ،

فإنه منذ اليوم سيرابط على بوابة الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم ،

وهو مجموع القلب مع الله ، لعل الله يمن عليه بهذه الثمرة الجليلة وأخواتها

..والآن عش بقلبك مع هذه الكلمات ، وتفاعل معها بروحك ،

ثم انظر النتيجة المدهشة ..

- --

سؤال طرحه بعضهم : هل هناك فرق بين شيخ العلم ... وشيخ التربية

قالوا : شيخ العلم .. يعطي علما ثم ينصرف ...

وكل من الحاضرين يغترف بما في وسعه مما فتح الله به عليه ..

أما شيخ التربية فإنه يتابع ويراقب ، ويحاسب ويربي ويدقق ، ويوصي ، ويوجه ، وقد يلازمه التلميذ حتى في أدق أموره ..

والأصل أنه لا فرق بينهما ..الأصل أن شيخ العلم يربي ويوجه ..

ولكنهم ذكروا هذا الفرق لأنه وجد في كل عصر علماء غير مربين

ولذا كانوا قديما يركزون كثيرا على شيخ التربية ..

وكان الإنسان يسافر سفرا بعيدا ليعيش مع شيخ يربيه ويوجهه ،

ولتتشرب روحه من سمته وهديه وأنفاسه ، وهو يخالطه طوال يومه ..

قد يرد سؤال هنا : وما دخل هذا في موضوعنا ؟؟؟؟؟

نتابع لنعرف …

لقد افترضوا قديما فرضا عجيبا ..مما يدلك على أهمية شيخ التربية …

قالوا : لو أن إنسانا يعيش في قرية أو مدينة ولا يوجد فيها شيخ تربية ،

حتى يلازمه ويتربى على يديه ، فماذا يفعل هذا المسكين ؟؟؟

وكيف سيتربى على الوجه الأمثل ؟؟

وهو لا يجد من يذهب إليه ليأخذ عنه هديا وسمتا ..

لو تصورنا هذا الافتراض سندرك أنهم يتحدثون عنا جميعا في هذا العصر !؟

لقد عرضوا هذا الافتراض في موسم حج على عدد كبير من العلماء يتناقشون فيه

للبحث عن حل لهذا المسكين الذي لا يجد شيخاً يجلس إليه ليربيه

تعالوا لنصغي إلى الإجابة التي توصلوا إليها ، لنعرف أهمية الموضوع ..

قالوا : على هذا الإنسان الذي لا يجد شيخا ، عليه أمران اثنان

أولاهما : الجهد الشخصي ..

أي أن يبذل جهدا شخصيا في صور التقرب إلى الله على اختلاف هذه الصور

( وهذه نقطة حاولنا تغطيتها في موضوعات الموقع المتفرقة ) وخلاصتها :

أن يهتم بالفرائض فيبادر إليها وينافس عليها ..

ثم أن يكثر من نوافل الخيرات .. ويجاهد نفسه في هاتين الدائرتين ،

مع ضرورة مجاهدة النفس على البعد عن الحرام

_ الأصل أن البعد عن الحرام فريضة فهو داخل في القضية الأولى ،

أعني داخل في ( الفرائض ) التي يحب الله أن تؤتى ويحرص عليها.

ولكن نفرده هاهنا لننبه على هذه القضية ،

فكثيرون يظنون أن الفرائض قاصرة على الطاعات فحسب !! وهذا وهم ..

فالبعد عن الحرام بكل صوره فريضة أولى _

الأمر الثاني الذي على هذا الإنسان أن يفعله هو :

( مع الجهد الشخصي طبعا) ..

أن ..أن .. أن يكثر من الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم

لكن هاهنا سؤال :

ما علاقة الصلاة على رسول الله بهذه القضية بالذات ؟؟؟

قالوا ( وهنا العجب ) : ..

لأن وظيفة الشيخ المربي أن يختصر الطريق أمام الإنسان ليصل إلى الله فيخرج من الظلمات إلى النور الواحد ..

من خلال ما يرشده إليه ويوجهه ويربيه عليه ويوصيه به ، ونحو هذا ..

وهذه بالضبط ثمرة ( من ثمرات ) الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم

كيف ؟؟؟؟؟

قالوا : عرفنا أن وظيفة المربي أن يطوي الطريق أمام الإنسان ليخرج من الظلمات إلى النور .. والآن ما ثمرة الصلاة على رسول الله ؟

في الحديث الشريف : ( من صلى علي صلاة ، صلى الله عليه بها عشراً ..

ومن صلى علي عشرا صلى الله بها عليه مئة ، ومن صلى علي مئة ، صلى الله بها عليه ألفا ) أو كما قال صلى الله عليه وسلم

الآن اجمع لي قلبك فقد جئنا إلى أهم نقطة ..

أخاف على عقلك أن يطير فرحا بما ستقف عليه الآن .. J

عرفنا بهذا الحديث الشريف ثمرة صلاتنا على رسول الله ....

ولكن ... ما ثمرة صلاة الله علينا ؟؟؟؟

بمعنى نحن نصلى على رسول الله … والله يصلي علينا أضعاف مضاعفة ..

فما هي ثمرة صلاة الله علينا ؟؟؟؟؟

الإجابة على هذا السؤال آية قرآنية صريحة واضحة

( هو الذي يصلي عليكم وملائكته

ليخرجكم من الظلمات إلى النور ) !!!!

سبحان الله .. يعني أن ثمرة ذلك علينا هي :

إخراجنا من الظلمات إلى النور؟؟؟

الآية واضحة في ذلك ..

الآن اربط موضوع شيخ التربية ووظيفته .. مع هذا الذي تسمع ؟؟؟

قلنا قبل قليل أن وظيفة شيخ التربية :

أن يساعد الإنسان ليخرجه من الظلمات إلى النور .. من أقرب طريق ..

وثمرة ( الإكثار ) من الصلاة على رسول الله _ مع الجهد الشخصي _

هي نفس الثمرة !!!

ولكن … ولكن كيف لي أن أطمئن أن الله يصلي علي الآن ..الساعة ؟؟؟

بسيطة .. بأن أصلي على رسول الله صلى الله عليه وسلم ..

و الحديث واضح وصريح ..

فحين أصلي على رسول الله .. الله يصلي علي أضعافا مضاعفة ..

الواحدة بعشر .. والعشر بمائة .. ..!!

فعلى قدر ما تكثر من الصلاة على رسول الله تنال صلاة مضاعفة من الله (عليك )

سبحان الله … معنى ذلك أنك بدأت في الخروج من الظلمات إلى النور ،

بشرط أن تواصل الطريق في همة ( من خلال العمل بالدائرتين معا )

ونفهم من هذا ..

أن صلاتي على الرسول عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم

تعينني على السير في الطريق الى الله وتقربني منه وتطهر قلبي وترقي روحي .

ولكن سؤال مهم الآن :..

وهل يعفيني الإكثار من الصلاة على الرسول من أن أكون مع

شيخ يعلمني ويربيني ويرشدني وأتلقى عنه ما يفتح به الله على قلبه ؟

أن استطعت الجمع بينهما فذلك هو الخير من أطرافه :

شيخ يربيني. . وذكر كثير يرقيني

شيخ أتتلمذ عليه واسترشد به ، وأعود إليه ، وأتلقى عنه ..

وذكر كثير وعلى رأسه الصلاة على رسول الله ينقي الله به قلبي ..

والخلاصة :

أنهم يفترضون أن هذا الإنسان ( لم يجد ) ولم يتوفر له شيخ تربية

ومن ثم فعليه بسلوك هذا الطريق :

جهد شخصي يجاهد فيه نفسه في الدوائر التي ذكرناها

+ الإكثار من الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم

فإذا توفر لديه شيخ تربية فإن هذا من باب أولى أن

يطوي الطريق أسرع من غيره ( نور على نور )

أليست هذه فائدة جليلة جدا .. جدا

تجعلنا نحرص على أن نتواصى منذ اليوم بالإكثار من الصلاة على رسول الله

على قدر ما نستطيع ..على قدر طاقتنا ..

نكثر ما استطعنا إلى ذلك سبيلا ..

مع عدم تفويت الأعمال الأخرى من أذكار متنوعة ، وقراءة قرآن ، ونحو هذا ..

من استوعب هذه الثمرة جيدا فلا يملك إلا أن يقول :

هل يقدر إنسان أن يتركها بعد اليوم .. ؟

ثم أنهم يؤكدون أن هناك خمسين فائدة غير هذه ..

وهذه واحدة فما أعظم ما سيأتي إذن .

نعم .. بقية الفوائد أيضا رائعة ومثيرة وعجيبة ..

ولكن كما قلنا من قبل هذه الثمرة ينطوي فيها بقية الثمرات .

لقد كان بعض الشيوخ يوصي تلامذته أن يصلوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم في اليوم والليلة …..مرات كثيرة ، وكثيرة جدا ..

ويطالبهم مع هذا الإقبال على الصلاة على رسول الله ،

يطالبهم أن يقبلوا على دراسة سيرته صلى الله عليه وسلم ،

ليعيشوا في أجوائها ، وليستحضروا أثناء صلاتهم على رسول الله

تلك الأجواء لعل الله يجعل لهذا صدى في قلوبهم .. وقد كان …

المهم الآن .. علينا أن نجعل لنا حدا أدنى في كل يوم .....

مائة صلاة على رسول الله ، يقابلها ألف صلاة علينا من الله .,.,

ثم حدا مفتوحا .. ما تيسر بعد المائة مما يعننا الله عليه .. ..

والعدد ليس شرطا .. ولكن لنحاسب أنفسنا فحسب .

المهم أن نشمر في الطريق ..

أن نعزم على السفر .. أن نكون أصحاب همة عالية .

المهم أن لا ننسى أن نرابط بألسنتنا على الصلاة على رسول الله كل يوم .

ولنحاول أن نستشعر هذه الثمرة التي ذكرناها في هذا الدرس .

حين يكون على مائدة الوليمة ألوان من الأطباق الرائعة

التي تفتح النفس لالتهامها ،

غير أن هناك طبق يتصدر المائدة ، هو الطبق الرئيسي عليها ..

غير أنا لا نغفل أن نمد أيدينا هنا وهناك في الأطباق الأخرى ..

ذلك أمر مفروغ منه .. كذلك الأمر هنا ..

طبقنا الرئيسي في دائرة الذكر هو الصلاة على رسول الله مع عدم الغفلة عن الأطباق الأخرى ,,

- --

لا يزال الكلام ذو شجون . مع أننا لا زلنا مع الثمرة الأولى ..

في الحلقة القادمة إن شاء الله تعالى

سنعرض لنماذج عاشت في رحاب الصلاة على رسول الله صلى اله عليه وسلم .. ويحدثنا كل منهم بما وجد ..

فإلى اللقاء

(منقول)
muslima04 غير متصل   الرد مع إقتباس