الموضوع: حنين بأنين!!!
عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 25-10-2009, 09:56 PM   #15
علي فوزي ضيف
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2008
الإقامة: الجزائر
المشاركات: 71
إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى علي فوزي ضيف Send a message via Skype™ to علي فوزي ضيف
إفتراضي

إقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة المشرقي الإسلامي مشاهدة مشاركة
بسم الله الرحمن ا لرحيم






العمل اتسم بالعديد من المزايا والتي أعجبتني للغاية وأرجو أن يكون في ذكرها إفادة لك
لا زالت سياط الذكرى تتعقبني في كل حركة و في كل سكون،





كان تعبيرًا عن الألم والاستعارة المكنية فيه جعلت للذكرى صورة أليمة من خلال التعبير" سياط" ومثل هذه التعبيرات تزيد من قوة العمل
و في كل غفوة من غفوات صحوة الماضي المتعب...و إنني لا زلت أيضا
جميل للغاية أن يتسم الكاتب بحساسية تجاه الاستخدام اللغوي ، فالتضاد حينما يدخل فيه فعلان متناقضان فإنه يعطي دهشة مفادها المفاجأة والتعبير المبتكر والذي يعكس فلسفة الكاتب ، فالصحوة هي نفسها غافية وهذا يدل على حالة من التلاشي للأمل بل ولم تكن غفوة للصحو نفسه بل إن الصحو نفسه متعب وهذا يجعل الحالة أكثر ألمًا وأشد بؤسًا وكأنما الصحو يحتاج إلى من يوقظه ! أقاوم كقتيل يقف مكابرة رغبة في أن يموت واقفا متأملا في قاتله و لجروحه..متتبعا لتدفق دمائه من تلك الجروح الغائرة ملقيا بنظرات حب لقاتله فلعل الانتهاء يطبع البداية فيه ، و لعل هذا الاكتواء ينير ظلمته...و لعل غرغرته الأخيرة تحيي قاتله..؟!
كانت الصور الإنسانية متوالية مثيرة للإشفاق وقد جسدت ضعفًا وتوحدًا بالآخر يجعل المحِبَ متأملاً في قاتله وكأنما هذه النظرات عتاب أو نظرات مسامحة له على الرغم من سيئاته. على صعيد آخر اتسمت التراكيب اللغوي بالقوة والمقابلات بين الانتهاء والبداية والغرغرة والإحياء بالقوة من حيث أنها عبرت عن أمل مدفون هذا الأمل يفلسف كل شيء وفق ما يتمناه المحِب ولو توقفنا عند (الاكتواء ينير ظلمته) فهي من العبارات المميزة إذ أن المحِب يرى الجانب (المضيء) في قاتله وهذا يدل على الاستسلام الذي يكنه والوداعة الإنسانية ، كما أن تعبير تحيي قاتله اتسمت بعبقرية تجعل المعنى البعيد والقريب متمازجين إذ أن القاتل حي لكن البحث عن حياة قلبه ربما تتأتى من غرغرة مقتوله ، رغم تكرارية الفكرة بصور مختلفة إلا أن مجيئها تباعًا أعطى العمل قوة والأمل توقدًا والفكرة برهنة تزيد من تأثيرها في المتلقي .

..فبين الحين و الحين أجدني مكبلا بطلاسمك الأبدية..متحررا من سواك ، و حتى نفسي التي بين جنبي الملتهبة بحنين نارك و نورك..، و مكتشفا لميلاد موتتي فيك ، فيمتد بي وجع الحروف...مسترضيا إياها عسى أن تخرج هذا الكبت و هذا الكبد..فيتنفس بركاني...! لكنني عبثا أحاول حينما أستحضر امتلاك غيري لك..
فيما عدا العبارة الملونة بالأخضر كان في النص سرد زائد وتعبيرات حبذا لو أنها اختُزِلَت لطالما دلت عليها ألفاظ أُخَر.
و ها هو حنيني مرافقا لأنيني الذي لن تسمعي صداه ، و حزني الذي لن تدركي مداه، و لن أضع بعد اليوم كفي أمامك، و لن تتتبعي خطوطها التي ترسمك..،
كان من الأفضل تجاهل التقفية في صداه ومداه وإن كانا معبرَين من الجانب الصوتي عن الآه بسبب حرف الهاء الذي هو حرف تأوّه، لكن التعبير الآتي بعده كان معبرًا بعبقرية متفردة عن اتساع هذا القلب ، فكأنها كانت تُرسَم بخطوط طويلة تعبر عن سريانها في قلبه وكان التعبير لن أضع بعد اليوم كفي أمامك -داخل هذه التركيبات السياقية- معبرًا عن لحظة إنسانية مستحضرًا معها الإيقاع الموسيقي الحزين والصورة الذهنية الأسية .
و لن يتسنى لك قراءة قصائدي المحترقة، و لا خواطري المختنقة فيها..كما لن تجد سهامك المخترقة مكانا في روحي لتستقر فيه ، و سأجد لنفسي قبرا أقبر فيه..و حبرا أنفث فيه وهجي..، و مكانا يتسع لآلامي و رفات أحلامي الضائعة فيك..، و شظايا أنيني فقد غربت شمسك و أفل نجمك، و لست مترقبا لغد يجمعنا بعد الأمس، فلا حديثا بعد ذلك الهمس.

كان التعبير باللون الأخضر معبرًا عن هذه التراتبية الجيدة للرفات ،فالأحلام -وهي شيء مميع- صارت رفاتًا أي أنها انتقلت من التميع الفانتازي إلى الوجود المادي وبعد ذلك هي ضائعة فليست مجرد أحلام ، بل رفات +أحلام وهذا يعبر عن التلاشي المستغرق ، واتسع بعد ذلك السرد دون داعٍ وإن كان هذا لا يخل بدرجة كبيرة بقوة التعبيرات ولا عمق الحالة النفسية.
دمت مبدعًا وفقك الله

أخي الكريم الراقي " المشرقي الإسلامي"
سرني أن يحضى نصي على وقفتك المتأملة و قراءتك العميقة
التي أستشعرت من خلالها قوة حسك و تفهمك ما أذهلني
و كل ملاحظاتك في محلها يستوجب أن أأخذها بعين الإعتبار
لا تكفي عبارات الشكر أن توفيك حقك لما نثرت هنا من حرف طيب و حس أطيب
لك كل تقديري و إمتناني
علي فوزي ضيف غير متصل   الرد مع إقتباس