وقفات احترام
جريدة اليوم,,,,,5/4/1429هــ
ماجد بن عبد الله السحيمي
في الحياة تجارب كثيرة قد تضعنا في المواجهة,قد تكون سهلة وقد لا تكون,وقد تحتاج لنوع من الفن في اتخاذ القرار أو طريقة ايصاله.تعلمنا الكثير من ديننا الحنيف ومن ذلك الاحترام ومكارم الأخلاق والتي كان لها نصيب كبير من تعاليمه وثقل قي ميزانه كما قال عليه الصلاة والسلام (إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق),وأيضا موقفه حينما أُسرت ابنة حاتم الطائي في الحرب طلب الرسول عليه الصلاة والسلام باطلاق سراحها وقال (خلوا عنها فإن أباها كان يحب مكارم الاخلاق)كما أن الأخلاق قُدّمت على العلم وكم كان لها من الأثر في الكثير من المواقف فغيّرت مجراها من الشدة إلى اللين ويسّرت العُقد وسهلت المصاعب.هناك الكثير من المواقف التي لا يجب تجاوزها وأن يوقف لها وقفة احترام من عظم معناها ومدى الأثر المترتب عليها وإليكم بعضا منها.
وقفة إحترام لوطني المملكة العربية السعودية حينما رفض المشاركة في مؤتمر القمة الإسلامية عندما عُقد في دولة خليجية بسبب وجود ملحق تجاري إسرائيلي (صهيوني) في تلك الدولة تضامنا مع أهلنا في فلسطين,حتى تم اغلاق هذا الملحق قبل يومين من بدء القمة ومن ثم شاركت المملكة في هذا المؤتمر,كم افتخرت وتشرفت بانتمائي لهذا الوطن تلك اللحظة.
وقفة احترام لصاحب أسواق أعلن أنه سيبيع الأرز بسعر التكلفة تضامنا مع إخوانه أفراد المجتمع في مواجهة غلاء المعيشة ولم يأخذه الجشع والطمع,فأسأل الله أن يبدله ربحا في الآخرة ويجزيه عن المسلمين الذين استفادوا من ذلك خير الجزاء هو وكل من ساروا على نهجه من التجار وكان باستطاعتهم ذلك.
وقفة احترام لذلك النادي السعودي الذي توفي أحد مشجعيه في الملعب فقام النادي ببناء مسجد باسمه وجعله صدقة جارية له لا تنقطع بإذن الله.
وقفة احترام للاعب المنتخب ونادي الهلال السعودي نواف التمياط حينما فاز بجائزة أفضل لاعب آسيوي عام 2000م وكان في المؤتمر الصحفي وسأله أحد الصحفيين الإسرائيليين سؤالا فرفض الإجابة عنه وطلب إخراجه من القاعة.
وقفة احترام حينما احترقت مستودعات أحد أكبر تجار السيارات في المملكة فقام أحد منافسيه بإعطائه عددا من مستودعاته مجانا مساعدة له وتقليلاً من مُصابه ولم يستغل ذلك الظرف لصالحه,فللمهن أخلاق.
وقفة احترام لكل تاجر قام بتوظيف أبناء بلده وفتح أبواب رزق لهم وساهم في بناء مجتمع منتج وصالح بأبنائه.
وقفة احترام لكل من يستحق الاحترام ولم أذكره هنا بسبب نعمة النسيان وإلا فلن تكفيني مجلدات لذكرها,فالمواقف كثيرة من أبناء وبنات وطني وأمتي.
وفي الختام أقول:إن استطعنا أن نجمع بين الأخلاق والعلم وقبلهما الدين فلنعلم أننا بإذن الله نسير نحو الكمال.