عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 10-05-2022, 07:52 AM   #3
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 5,964
إفتراضي

هذه هي العوامل الحقيقية للنصر :
? الثبات عند لقاء العدو .
? كثرة الذكر لله عز وجل .
? الطاعة لله والرسول (ص)
? البعد عن النزاع والخلاف .
? الصبر على تكاليف المعركة .
? الحذر من البطر والرئاء والبغي .
واستحباب الصحب الكرام الذين رباهم سيد الأنام عليه الصلاة والسلام لهذا الأمر الرباني الكريم وضربوا أروع الأمثلة في الثبات في ساحة الوغي وميدان البطولة والشرف حينما تصمت الألسنة الطويلة ، وتخطب السيوف والرماح على منابر الرقاب "
ونقل لنا حكايات من حكايات المجاهدين فقال :
"وأكتفي بهذا المشهد الكريم لأنس بن النضر الذي صرخ في الناس يوم أحد لما أشيع الخبر بأن رسول الله قد مات ، وبدأ الجيش ينسحب راجعا إلى المدينة معتقدا أن أمر هذا الدين قد انتهى .
قام أنس ليقول : اللهم إني أبرأ إليك مما صنع هؤلاء يعني المسلمين ، وأبرأ إليك مما صنع هؤلاء يعني المشركين .
ثم تقدم فلقيه سعد بن معاذ فقال : أين يا أبا عمرو فقال أنس : واها لريح الجنة يا سعد ، إني أجده دون أحد ، ثم مضى فقاتل القوم حتى قتل فما عرف حتى عرفته أخته ببنانه وبه بضع وثمانون ما بين طعنة برمح وضربة بسيف ورميته بسهم !! والحديث رواه البخاري ومسلم من حديث أنس "
والحديث باطل لأن المسلم لا يعرف مكان الجنة فهو يقول أنها عند أحد في الأرض وهو ما يناقض كونها في السماء عند سدرة المنتهى كما قال تعالى :
"عند سدرة المنتهى عندها جنة المأوى"
وأخيرا حدثنا عن التولى يوم الزحف فقال :
"خامسا : التولي يوم الزحف كبيرة من الكبائر
وبعد هذا الأمر بالثبات يأتي الأمر بعدم الفرار إلا في حالتين اثنتين وإلا فإن الفرار من أرض المعركة كبيرة من كبائر الذنوب تستحق غضب الله ونار جهنم والعياذ بالله .
فقال سبحانه وتعالى : {يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفا فلا تولوهم الأدبا ومن يولهم يومئذ دبره إلا متحرفا لقتال أو متحيزا إلى فئة فقد باء بغضب من الله ومأواه جهنم وبئس المصير}
والتحرف : هو ترك الموقف أو المكان إلى موقف أو مكان أصلح أو أفضل للانطلاق منه على العدو مرة أخرى وهذا من خدع الحرب ومكائدها .
والتحيز : هو الانضمام إلى فئة أخري لمعاونتهم أو لطلب العون منهم .
وهكذا دلت الآية على أن من فر من موقع إلى موقع آخر لمعاودة القتال أو مريدا إلى فئة أخرى من المسلمين فإنه لا يكون داخلا في هذا الوعيد الشديد اللاحق بالفارين من الزحف ."
وتفسير الآية هو تفسير خاطىء فقد ذكر الله سببين للتولى وكلاهما معصية لله :
الأول التحرف عن القتال وهو الهرب بعيدا عن أذى الحرب
الثانى التحيز لفئة الكفار وهو مساعدتهم ببث روح الوهن في المسلمين عن طريق الهروب أمامهم
وحدثنا الرجل عن كون الهروب ليس كبيرة عند البعض والهرب للهدفين السابقين هو كبيرة أى ذنب ككل ذنب أخر وفي هذا قال :
"وقد ذهب بعض أهل العلم إلى أن الفرار من الزحف ليس كبيرة من الكبائر .
واحتجوا لذلك بأن الآية نزلت في أهل بدر خاصة .
وزعم بعضهم أن الآية منسوخة بقوله تعالى :
{الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا فإن يكن منكم مئة صابرة يغلبوا مئتين}
فأجاز هؤلاء الفرار إذا زاد عدد الأعداء عن الضعف .
ولكن جمهور أهل العلم ذهبوا إلى أن محكمة عامة كما يقول الإمام ابن جرير الطبري رحمة الله تعالى :
وأولى التأولين عندي قول من قال : حكم الآية محكم ، وأنها نزلت في أهل بدر وحكمها ثابت في جميع المؤمنين .
وأن الله حرم على المؤمنين إذا لقوا العدو أن يولوهم الأدبار منهزمين إلا لتحرف لقتال ، أو لتحيز إلى فئة من المؤمنين حيث كانت من أرض الإسلام .
وأن من ولاهم الدبر بعد الزحف للقتال منهزما بغير نية إحدى هاتين الخصلتين اللتين أباح الله التولية بهما ، فقد استوجب من الله وعيده إلا أن يتفضل عليه بعفوه .
وذكر الحافظ ابن كثير بأن الآية نزلت في أهل بدر ، ولكن هذا كله لا ينفي أن يكون الفرار من الزحف حراما على غير أهل بدر ، وإن كان سبب نزولها فيهم كما دل عليه حديث أبي هريرة من أن الفرار من الزحف من الموبقات كما هو مذهب الجماهير ."
والتولى كما سبق القول منه تولى ليس هروب أو مساعدة للعدو وهو تنفيذ لخطة تم الاتفاق عليها لجر العدو لمنطقة يتمكن المسلمون من حولها من قتل وجرح وأسر أكبر عدد من قوات العدو
وحدثنا عن كون عز الأمة ممثل في وجود الجيش المجاهد لدفه العدوان عن المسلمين فقال :
"وأخيرا : لا عزاء إلا بالجهاد .
والله ما ضعفت الأمة وذلت وهانت إلا يوم أن ضيعت الجهاد الذي أمرها به لتعيش حميدة أو لتلقى الله شهيدة سعيدة .
والله ما ضاعت الأمة إلا يوم أن ضيعت الجهاد الذي جعله النبي ( ذروة سنام هذا الدين.
وقد حرص أعداؤنا على أن يحولوا بين الأمة وبين الجهاد !!
وحاولوا بشتى الطرق على ألا نربي الأجيال المسلمة على روح الجهاد ، ولا على سير الأبطال المجاهدين لتظل الأمة ذليلة كسيرة مبعثرة كالغنم في الليلة الشاتية الممطرة .
وبالفعل لقد تضاءل كثيرا مفهوم الجهاد في حس المسلمين يوما بعد يوم حتى صارت الدعوة إلى الجهاد تقابل بشيء من الفتور البارد الشديد .
بل لا أكون مغاليا إن قلت حتى صارت الدعوة إلى الجهاد تقابل بشيء من الإنكار الشديد ."
وحدثنا الرجل عن كون المنظمات العالمية التى تنتمى لها حكومات المنطقة لا تجلب حقوقا ولا تدفع أذى خاصة عن المسلمين فقال :
"والحمد لله فقد أثبتت الأيام عمليا أن مجلس الأمن وهيئة الأمم وجميع المحافل لن تعيد للأمة المكلومة حقوقها ، ولن تعيد لمن يذبحون تذبيح الخراف دماءهم ، ولن ترد لهذه الأمة هويتها وكرامتها وسيادتها .
بل لا سبيل لذلك على الإطلاق إلا باحياء روح الجهاد في الأمة بتخليص النفوس ابتداء من الركون إلى هذا الوحل ، والخلود إلى هذا التراب والطين ."
وحدثنا عن الذل وهو الوهن ممثل في كثرة عدد المسلمين وعدم وجود قوة لهم فقال :
وقد شخص النبي الداء تشخيصا دقيقا وحدد الدواء كذلك تحديدا دقيقا ففي الحديث الصحيح الذي رواه أبو داود وغيره من حديث ثوبان أنه ( قال : (( يوشك الأمم أن تداعى عليكم ، كما تداعى الأكلة إلى قصعتها )) فقال قائل : من قلة نحن يومئذ ؟ قال : (( بل أنتم يومئذ كثير ، ولكنكم غثاء كغثاء السيل ، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم ، وليقذفن في قلوبكم الوهن )) قيل : وما الوهن يا رسول الله ؟ قال : (( حب الدنيا وكراهية الموت ))
وفي الحديث الصحيح الذي رواه أحمد ، وأبو داود من حديث ابن عمر رضي الله عنهما : (( إذا تبايعتم بالعينة ، ورضيتم بالزرع وتبعتم أذناب البقر ، وتركتم الجهاد في سبيل الله سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم )) "
والحق أن هذه الأحاديث باطلة فعندما يحب الناس الدنيا ويتركوا طاعة الله فقد كفروا ولا يصح إطلاق كلمة المسلمين عليهم لأنهم لم يعودوا يسمون أى يطيعون أمر الله
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس