عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 26-12-2009, 11:22 AM   #103
جهراوي
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: May 2006
المشاركات: 1,669
إفتراضي

مخطئٌ من يظن أن المسلمين الصادقين أصبحوا لقمة سائغة في أيدي أعدائهم.. ومغرورٌ من يمني نفسه بسهولة المعركة الطويلة معهم.. وواهمٌ أو مغفلٌ من يعتقد أن تلك المعركة ستنتهي بإنهائهم، أو احتوائهم، أو إلجائهم إلى التخلي عن رسالتهم الموكولة من الله إليهم بأن يخرجوا الناس من الظلمات إلى النور، ويملؤوا الأرض قسطاً وعدلاً بعد أن ملــئت جــــوراً وظـلـمــاً.
فهؤلاء المسلمون ـ رغم استضعافهم ـ أداة إلهية قدرية؛ سيُجري الله ـ تعالى ـ بها سننه، ويحقق بها وعده بانتشار نوره وانتصار دينه، وانكسار أعدائه، {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْـحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْـمُشْرِكُونَ} [التوبة: 33]. صحيحٌ أن المسلمين الآن ضعفاء في تفرقهم، مشتتون بجراحهم، ضائعون بفقدان القيادة العالمية الواحدة الراشدة، وصحيحٌ أن ظلالاً من الذل لا تزال تخيِّم على رؤوس الأمة، بعد طول مخاصمة لمعقد العز والتمكين المتمثل في ذروة سنام الدين.. ولكن هذه كلها أعراض لأمراض سرعان ما تزول بزوال أسبابها.. والأيام تثبت هذا، فلا تزال العودة إلى الله تعود بالمسلمين رويداً رويداً إلى آفاق رحبة من رحمة الله، فنرى ونسمع عن مستجدات ما كان أحد يحلم بها قبل بضع سنوات؛ حيث أصبح الإسلام وأهل الإسلام عصب المادة الإخبارية التي تجذب اهتمام العالم، وتثير خوف المجرمين، وتستلفت انتباه التائهين الضالين، والذين ربما يقبل الكثير منهم على السؤال عن هذا الدين، ومنهاجه، وجوهر دعوته. وفي هذا ما فيه من بلاغ لكلمة الله للعالمين، والتي ما كان أحد يستطيع جلب انتباه العالم لها بمثل هذه القوة وهذا التركيز؛ لولا مكر الكفـار الذي ينقلب علـيهم، {وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْـمَاكِرِينَ} [الأنفال: 30]، فالكفار مكروا بالمسلمين في فلسطين، ويمكرون بهم في أفغانستان، والشيشان، وفي كشمير، والعراق، والسودان، والصومال , والفلبين , وهم يواصلون المكر الآن في قائمة إضافية تضم ستين دولة، كما قال (كبير الأوباش) قبل عام.
فيا أنصار الدين.. ويا حماة المسلمين.. ويا خيرة المجاهدين ..
هذه أيامكم قد حضرت، وهذه أمم الكفر والطغيان قد تجمعت على حربكم وتحزبت، فقد أتوكم في عقر داركم.. غرضهم القضاء التام على دينكم وأقطاركم، فانفروا لجهادهم خفافاً وثقالاً وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله ذلك خير لكم إن كنتم تعلمون ..

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ . تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ . يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ . وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِّنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ } [الصف:10-13 ].

ألم تروا كيف جعل الله الجهاد أربح التجارات، وطريقاً إلى المساكن الطيبة في جنات النعيم، ووعدهم بالنصر منه وفتح قريب، والله تعالى لا يخلف الميعاد .

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ } [محمد:7 ].

قوموا بالجهاد مخلصين لله قاصدين أن تكون كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا السفلى.. حافظوا على الوحدة الدينية، والأخوة الإيمانية، والحماية العربية. ولتكن كلمتكم واحدة وأغراضكم متحدة ومقاصدكم متفقة وسعيكم نحوها واحد، فإن الاجتماع أساس القوة المعنوية، ومتى اجتمع المسلمون واتفقوا وصابروا أعداءهم وثبتوا على جهادهم، ولم يتفرقوا وعملوا الأسباب النافعة واستعانوا بربهم؛ متى كانوا على هذا الوصف فليبشروا بالعز والرفعة والكرامة .

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } [آل عمران:200 ].
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُواْ وَاذْكُرُواْ اللّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلَحُونَ . وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ } [الأنفال:45-46

آخر تعديل بواسطة جهراوي ، 26-12-2009 الساعة 11:39 AM.
جهراوي غير متصل   الرد مع إقتباس