عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 17-05-2022, 07:48 AM   #2
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 5,907
إفتراضي

وحيث إن شخصية النبي - صلى الله عليه وسلم - تمثل و تجسد تعاليم وتربية الإسلام قولا وأداء وتعاملا في مختلف شؤون حياته من عبادات ومعاملات ؛ سواء أكان ذلك الأداء قوليا ، أو فعليا ، أو موافقة منه - صلى الله عليه وسلم - لما صدر عن بعض أصحابه - رضوان الله عليهم - من الأقوال أو الأفعال ؛ فإن هذا يعني أنه - صلى الله عليه وسلم - بمثابة " المثال الإنساني المتفرد ، الذي يعتبر اتباعه والتأسي به جزءا أساسيا من التكليف الإلهي المتكامل الوارد في الكتاب والسنة ، سواء أثناء بعثته ، أو بعد موته ، وإلى يوم القيامة .. وهو المثال الذي ينبغي أن يحتذى في كل ما ثبت أنه فعله ، أو قاله ، أو قرره ، دون أن يطمح أحد في بلوغ مرتبته سواء في الأداء ، أو في الإحسان ، أو في الثواب " ( عبد القادر هاشم رمزي ، 1404هـ ، ص 58 ) .
…وعلى الرغم من أن للسنة النبوية وظائف كثيرة ومنافع عظيمة في حياة الفرد والجماعة ، إلا أن من أبرز وظائفها العمل على إيضاح وبيان وتفسير ما جاء في آيات القرآن الكريم من أحكام وتشريعات في مختلف المجالات والميادين ؛ وإلى هذا المعنى يشير قوله تعالى : { وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون } ( سورة النحل : من الآية 44 ) . إضافة إلى أن السنة النبوية مجال واسع وخصب لاستنباط التشريعات ، والآداب ، والضوابط ، والدروس والتوجيهات التي يحتاج إليها الناس في المواقف والأحوال المختلفة ."
هذا الكلام على السنة غير مفيد في شىء لأن السنة غير متفق عليها فما يصدقه أهل مذهب غير ما يصدقه أهل المذهب الأخر فهناك أحاديث يكذبها أهل السنة عند الشيعة وهناك أحاديث عند الشيعة يكذبها السنة وحتى داخل المذهب الواحد نجد أن ما يصدقه الحنابلة غير ما يصدقه الحنفية غير ما يصدقه المالكية غير ما يصدقه الشافعية وحتى داخل كل مذهب داخل المذهب الواحد نجد أن ما يصدقه صاحب المذهب غير ما يصدقه تلاميذه
ومن أراد دليلا على هذا الاختلاف فليراجع كتب الجرح والتعديل فسيجد أن فلان وثق علان وفلان أخر كذبه أو جرحه
ومن ثم لا يوجد شىء متفق عليه بين الكل اسمه السنة النبوية فالمتفق عليه قليل جدا ومن ثم وجب أن نستبعد كل مختلف فيه
وتحدث عن فوائد السنة في المجال التربوى فقال :
"وهذا يعني أن " للسنة النبوية في المجال التربوي فائدتين عظيمتين :
أ - إيضاح المنهج التربوي الإسلامي المتكامل الوارد في القرآن الكريم ؛ وبيان التفاصيل التي لم ترد في القرآن الكريم ."
بالقطع لو راجع أبو عراد كتب الحديث فلن يجد أكثر من عشرين حديثا تفسر بعض كلمات القرآن عن النبى(ص) بغض النظر عن وجهات النظر في صحتها وبطلانها عند المحدثين ومن ثم فتعبير أن السنة شارحة للقرآن تعبير مخادع بالفعل
ثم قال :
"ب - استنباط أسلوب تربوي من حياة الرسول - صلى الله عليه وسلم - مع أصحابه ، ومعاملته الأولاد ، وغرسه الإيمان في النفوس " (عبد الرحمن النحلاوي ، 1403هـ ، ص 25 ) .
ويأتي استنباط المنهج التربوي من حياة الرسول - صلى الله عليه وسلم - على اعتبار أنه المربي والمعلم والقدوة الذي اصطفاه الله - جل جلاله - من عباده لأداء رسالته إليهم ، وتبليغهم إياها قولا وعملا . ومن ثم تربيتهم وتعليمهم في ضوئها تربية إسلامية صحيحة ليخرجهم من الظلمات إلى النور . قال جل من قائل : { هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين } ( سورة الجمعة : الآية 2 ) .
وهذا يعني أن شخصية النبي - صلى الله عليه وسلم - هي الشخصية الوحيدة التي ينبغي للمسلم أن يقتدي بها في أي زمان ومكان ، وأن يعتبرها الأسوة الحسنة له في كل شأنه ، والمثل الأعلى الوحيد له في حياته ، تنفيذا لقوله - سبحانه وتعالى - : { لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة } ( سورة الأحزاب : من الآية 21 ) .
ولأن شخصية النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ هي الشخصية الإنسانية المثالية التي يجد فيها الإنسان " مربيا عظيما ذا أسلوب تربوي فذ ، يراعي حاجات الطفولة ، وطبيعتها ، ويأمر بمخاطبة الناس على قدر عقولهم ، أي يراعي الفروق الفردية بينهم ، كما يراعي مواهبهم واستعداداتهم وطبائعهم ، يراعي في المرأة أنوثتها ، وفي الرجل رجولته ، وفي الكهل كهولته ، وفي الطفل طفولته ، ويلتمس دوافعهم الغريزية ؛ فيجود بالمال لمن يحب المال حتى يتألف قلبه ، ويقرب إليه من يحب المكانة لأنه في قومه ذو مكانة ، وهو من خلال ذلك كله يدعوهم إلى الله و إلى تطبيق شريعته ، لتكميل فطرتهم ، وتهذيب نفوسهم شيئا فشيئا ، وتوحيد نوازعهم وقلوبهم ، وتوجيه طاقاتهم وحسن استغلالها للخير والسمو " (عبد الرحمن النحلاوي ، 1403هـ ، ص ص 25- 26 ) .
من ذلك كله ؛ يمكن القول : إن السنة النبوية المطهرة بما ثبت فيها من أقوال ، وأفعال ، و تقريرات نبوية كريمة تعد مصدرا رئيسا من مصادر التربية الإسلامية ، لكونها المصدر الثاني من مصادر التشريع في الإسلام ، ولأنها بمثابة الجانب التطبيقي أو الميداني لما جاء في القرآن الكريم من أصول ، ومبادئ ، ومفاهيم تربوية رئيسة ، ولكون شخصية النبي - صلى الله عليه وسلم - تعد بحق خير أنموذج بشري فردي لهذا التطبيق ، كما أن الصحابة -رضوان الله عليهم -كانوا أفضل أنموذج بشري مجتمعي لما يجب أن يكون عليه المجتمع الإنساني .
وانطلاقا من ذلك فقد تنبه علماء الأمة إلى هذا الجانب الهام ، فقام الكثير منهم بمحاولة تصنيف الأحاديث النبوية ، وجمع ما كان له علاقة بالجانب التربوي في عدد من الكتب والمؤلفات التي تتحدث عن بعض الملامح والتوجيهات والدروس المستفادة من هدي التربية النبوية ، ومنهجها العظيم ، وأهدافها السامية ، وأساليبها المتعددة في جوانب مختلفة من الحياة .
وليس هذا فحسب ؛ فهناك كثير من الدراسات والاجتهادات التي ركزت على المضامين ، والمفاهيم ، و الأبعاد ، والآداب ، والدروس التربوية النبوية؛ فكتبت الكتب ، وألفت المؤلفات ، وأعدت الدراسات المتنوعة التي توضح بما لا شك فيه أن السنة النبوية المطهرة مصدر تربوي رئيس وزاخر بالكثير من المبادئ ، والقيم ، والأهداف ، والأساليب ، والمضامين ، والدروس ذات العلاقة بحياة الإنسان والمجتمع المسلم "
وأما ما يمكن الاستعانة به من الأحاديث في العملية التربوية وغالبا يقصد به العملية التعليمية فأحاديث معدودة كحديث خطه لخط مستقيم وخطوط حوله كشرح لوضع الإسلام والأديان الأخرى منه
وحدثنا عن مصدر ثالث وهو تراث السلف الصالح فقال:
"وكما أن للتربية مصادر أساسية يتفق الجميع عليها ، ولا يختلفون في أهميتها للعملية التربوية في الإسلام ، وتتمثل في القرآن الكريم و السنة النبوية المطهرة؛ فإن هناك مصادر أخرى تأتي تابعة للمصدرين الرئيسيين السابقين ، وهي :
= ثالثا ) تراث ومنهج السلف الصالح :
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس