عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 06-08-2023, 07:50 PM   #2
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 6,005
إفتراضي

قال تعالى: (يّوًمّ تّجٌدٍ كٍل نّفسُ ما عّمٌلّتً مٌنً خّيًرُ محًضّرْا ومّا عّمٌلّتً مٌن سٍوءُ تّوّد لّوً أّن بّيًنّهّا وبّيًنّهٍ أّمّدْا بّعٌيدْا) [آل عمران: 30]
وإذا كان الصادقون يُسئلون عن صدقهم ويُحاسبون عليه فما الظن بالكاذبين قال تعالى: (لٌيّسًأّلّ الصادٌقٌينّ عّن صٌدًقٌهٌمً) [الأحزاب: 8].
قال الحسن: «رحم الله عبدًا وقف عند همه فإن كان و أمضاه وإن كان لغيره تأخر»."
وتحدث عن وجوب محاسبة كل واحد لنفسه فقال :
"وقال محمد بن واسع: «لو كان للذنوب ريح ما قدر أحد أن يجلس إليّ» فالمحاسبة تدل الإنسان على عيوب النفس وتمنعه من الغرور. ورد عن عقبة بن صهبان قال: «سألت عائشة و عن قول الله عزّ وجل: (ثٍم أّوًرّثنّا الكٌتّابّ الذٌينّ اصًطّفّيًنّا مٌنً عٌبّادٌنّا فّمٌنًهٍمً ظّالٌم لٌنّفسٌهٌ ومٌنًهٍم مقًتّصٌدِ ومٌنًهٍمً سّابٌقِ بٌالًخّّيًرّاتٌ بٌإذنٌ اللهٌ) [فاطر: 32] فقالت: يا بني هؤلاء في الجنة أما السابق فمن مضى على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وشهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة والرزق وأما المقتصد فمن اتبع أثره من أصحابه حتّى لحق به وأما الظالم لنفسه فمثلي ومثلك. فجعلت نفسها معنا». بالمحاسبة يتعرف العبد على عظيم حق الله عليه وأنه سبحانه أحق أن يُطاع فلا يُعصى وأن يُشكر فلا يُكفر وأن يُذكر فلا يُنسى فيدفعه ذلك إلى المجاهدة والإنابة والتأسي برسول الله صلى الله عليه وسلم فعن عائشة و قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلّى قام حتّى تفطر رجلاه فقالت عائشة: يا رسول الله أتصنع هذا وقد غُفر لك ما تقدّم من ذنبك وما تأخر؟! فقال: «يا عائشة أفلا أكون عبدًا شكورًا» [رواه البخاري ومسلم]."
والخطأ تورم أقدام المبى(ص) من القيام وهو تخريف لأن الله لا يفرض ما فيه حرج أى أذى للمسلمين كما قال تعالى:
"وما جعل عليكم فى الدين من حرج"
زد على هذا أن قيام الليل لا يعنى الوقوف على الأرجل وإنما هو قراءة القرآن فى الليل بدليل قوله تعالى:
"فاقرءوا ما تيسر من القرآن ".
ثم قال:
"وعن حذيفة قال: صليت مع النّبيّ صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فافتتح البقرة فقلت: يركع عند المئة ثم مضى فقلت يُصلي بها في ركعة فمضى فقلت: يركع بها ثم افتتح النساء فقرأها ثم افتتح آل عمران فقرأها يقرأ مترسلاً إذا مرّ بآية فيها تسبيح سبح وإذا مرّ بسؤال سأل وإذا مرّ بتعوذ تعوذ ثم ركع فجعل يقول: «سبحان ربي العظيم» فكان ركوعه نحوًا من قيامه ثم قال: «سمع الله لمن حمده» ثم قام طويلاً قريبًا مما ركع ثم سجد فقال: «سبحان ربي الأعلى» فكان سجوده قريبًا من قيامه» [رواه مسلم]."
والخطأ في الحديث جهر الرسول (ص) بدليل معرفة من صلى معه ما قرأ من من السور وسماعه للتسبيح والتعوذ وهو ما لم يحدث لمعرفته بأن الله نهى عن الجهر فى الصلاة بقوله بسورة الإسراء "ولا تجهر بصلاتك "والخطأ الأخر هو قراءة سور البقرة والنساء وآل عمران قراءة مترسلة فيها تسبيح وسؤال وتعوذ فى الصلاة وهو ما لم يحدث لأن هذه القراءة تحتاج لثلاث ساعات على الأقل والوقوف هذه المدة حرج بالغ وقد حرم الله الحرج وهو التعب البالغ فقال بسورة الحج "وما جعل عليكم فى الدين من حرج "وقد فرض عليه قيام الليل أى استيقاظه الليل لقراءة القرآن مصداق لقوله بسورة المزمل "يا أيها المزمل قم الليل إلا قليلا نصفه أو انقص منه قليلا أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلا "
وتحدث عن ميل النفس والراحة وحكى أقوال وحكايات فقال :
"إن النفس تميل إلى الدعة والراحة وقد تؤثر الانحطاط والسفول والتدني والإخلاد إلى الأرض ولو فقهت لكان منها المجاهدة طلبًا لمعالي الأمور. قيل للبعض إلى كم تتعب نفسك قال: راحتها أريد. وقال عيسى (ص): «طوبى لمن ترك شهوة حاضرة لموعود غائب لم يره». وقال أبو بكر الصديق في وصيته لعمر حين استخلفه: «إنّ أول ما أُحذرك نفسك التي بين جنبيك». ويحكي أنس أنّ عمر بن الخطاب دخل حائطًا (بستانًا) فسمعته يقول وبيني وبينه جدار وهو في جوف الحائط: «عمر بن الخطاب أمير المؤمنين بخٍ بخٍ والله يا ابن الخطاب لتتقين الله أو ليعذبنك». وسُئل ابن عمر عن الجهاد فقال: «ابدأ بنفسك فجاهدها وابدأ بنفسك فاغزها». وقال إبراهيم بن علقمة لقوم جاءوا من الغزو: قد جئتم من الجهاد الأصغر فما فعلتم في الجهاد الأكبر؟ قالوا: وما الجهاد الأكبر؟ قال: جهاد القلب. وقال سفيان الثوري: «ما عالجت شيئًا أشد عليّ من نفسي مرة لي ومرة عليّ». وكان أبو العباس الموصلي يقول لنفسه: «يا نفس لا في الدنيا مع أبناء الملوك تتنعمين ولا في طلب الآخرة مع العُبّاد تجتهدين كأني بك بين الجنة والنار تُحبسين يا نفس ألا تستحين». وقال الحسن: «ما الدابة الجموح بأحوج إلى اللجام الشديد من نفسك». وقال ميمون بن مهران: «لا يكون الرجل تقيًا حتّى يُحاسب نفسه محاسبة شريكه وحتّى يعلم من أين ملبسه ومطعمه ومشربه». وقال ابن القيم: «لا يسيء الظن بنفسه إلاّ من عرفها ومن أحسن الظن بنفسه فهو من أجهل الناس بنفسه». وقال الغزالي: «إن النفس عدو منازع يجب علينا مجاهدتها». وكان مالك بن دينار يطوف في السوق فإذا رأى الشيء يشتهيه قال لنفسه: «اصبري فوالله ما أمنعك إلاّ من كرامتك عليّ».وقال يحىى بن معاذ: «أعداء الإنسان ثلاثة: دنياه وشيطانه ونفسه فاحترس من الدنيا بالزهد فيها ومن الشيطان بمخالفته ومن النفس بترك الشهوات فمن صبر على مجاهدة نفسه وهواه وشيطانه غلبهم وحصل له النصر والظفر ملك نفسه فصار ملكًا عزيزًا ومن جزع ولم يصبر على مجاهدة ذلك غُلب وقُهر وأُسر وصار عبدًا ذليلاً أسيرًا في يد شيطانه وهواه وجهاد العدو الخارجي يتطلّب جهاد العدو الباطن وهو جهاد النفس والهوى فإنّ جهادهما من أعظم الجهاد». قال الفيروزآبادي: «والحق أن يُقال: المجاهدة ثلاثة أضرب: مجاهدة العدو الظاهر ومجاهدة الشيطان ومجاهدة النفس والمجاهدة تكون باليد واللسان». وفي تفسير قوله تعالى: (والذٌينّ جّاهّدٍوا فٌينّا) قال العلماء: ومن جملة المجاهدات مجاهدة النفس بالصبر عند الابتلاء ليعقب ذلك أُنس الصفاء ويُنزع عنه لباس الجفاء». "
وتحدث عن وجوب محاسبة النفس فقال :
"فأنت بحاجة لمحاسبة ومجاهدة لكونك عبد الله تدور مع إسلامك حيث دار ورائدك في هذا وغيره ما جاء في الكتاب والسُّنّة وهذا هو الطريق الموصل إلى رضوان الله تعالى والجنة وتتحصل بذلك على خير الدنيا والآخرة وتمتلك ناصية الخير ويتحقق إنكار الذات وتسمو بين أقرانك وفي مجتمعك فإذا سمعت من ينفرك ويقول لك: لا داعي لجلد الذات وتأنيب الضمير فقل: تهمة لا أنفيها وشرف لا أدعيه فأنا أتمنى أن أكون من المحاسبين لأنفسهم دون إفراط أو تفريط ومن المجاهدين في ذات الله وفق معاني الحق والعدل حتّى تستقيم الأقوال والأفعال والحركات والسكنات في العسر واليسر والمنشط والمكره والغضب والرضا حذرًا من يوم تقول فيه نفس: (يّا حّسًرّتّى عّلّى مّا فّرطتٍ فٌي جّنبٌ اللهٌ) [الزمر: 56]. وطلبًا لنعيم لا ينفد وقرة عين لا تنقضي وحياءًا من رب كريم برٍّ رءوف رحيم دعانا بإحسانه وإنعامه وأياديه لوبنا له مفضية وسرنا عنده علانية والغيب لديه مكشوف وكل أحد إليه ملهوف عنت الوجوه لنور وجهه ودلّت الفطر على امتناع مثله وشبهه قال تعالى: (ولّوً يؤّاخٌذٍ اللهٍ الناسّ بٌمّا كّسّبوا مّا تّرّكّ عّلّى ظّهًرٌهّا مٌن دّابةُ ولّكٌن يؤّخٌرٍهٍمً إلّى أّجّلُ مسّمْى) [فاطر: 45]
فاغتنموا الفرصة وبادروا بالطاعات وأقلعوا عن السيئات واثبتوا الأجل نصب أعينكم واستحيوا من الله حق الحياء."
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس