عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 31-01-2022, 08:08 AM   #1
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 6,035
إفتراضي نقد رسالة اللؤلؤ النظيم في روم التعلم والتعليم

نقد رسالة اللؤلؤ النظيم في روم التعلم والتعليم
الرسالة تأليف أبي يحيى زكريا بن محمد بن زكريا السنيكي الأنصاري وهو من الأزهريين القدماء وهى تدور حول شروط تعليم العلوم ، وتعلمها المضطرة ، وعلى حصر أنواعها ، وبيان حدودها ، وفوائدها وفى المقدمة فال السنيكى :
"... الحمد لله الذي شرف من فقه بالعلم والعمل ، وزينه بالهداية المقدرة في الأزل ، والصلاة والسلام على أشرف من خلقه الله عز وجل ، وعلى أصحابه المنزهين عن الفاحشة والسفاهة والزلل ، وبعد ...
... فهذه رسالة مشتملة على بيان شروط تعليم العلوم ، وتعلمها المضطرة ، وعلى حصر أنواعها ، وبيان حدودها ، وفوائدها المشتهرة المحررة ، وسميتها باللؤلؤ النظيم ، في روم التعلم والتعليم "
وعلى الفور استهل الرجل القول فى شروط التعلم والتعليم فقال:
"... أما شروط تعلمها وتعليمها فاثنا عشر :
أحدها : أن يقصد به ما وضع ذلك العلم له ، فلا يقصد به غير ذلك ، كاكتساب مال وجاه ، أو مغالبة خصم ، أو مكاثرة ."
هذا الشرط هو ما نسميه فى التعليم هدف المنهج الأكبر وهو أن يستعمل المسلم العلم فيما يفيده ويفيد غيره من المجتمع فالعلوم من حيث الهدف الذى أرسله الله تهدف فى النهاية لطاعة الله التى ينتج عنها خيرى الدنيا والآخرة كما قال تعالى:
"وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله"
فالطاعة هى لإذن وهو أمر الله المنزل على كل رسول وهو العلم كما قال:
"وأتيناهم بينات من الأمر فما اختلفوا إلا من بعد ما جاءهم العلم"
وأما إذا كان الرجل يقصد العلوم التى وضعها البشر فالهدف منها يختلف فالعلوم الحالية الكثير منها وضع لاضلال بقية البشر
وهذا الهدف بالقطع عندما نعلم الأطفال ويقبلون التعليم فهم لا يعلمون به ولا يقدرون على استيعابه وإنما يصلح عند تعليم العقلاء وهم الكبار بيانه لهم
ثم حدثنا عن شىء يسمونه الفروق الفردية حاليا وهو اختلاف البشر من حيث صلاحية كل منهم لتلقى علم ما فقال :
"ثانيها ... : أن يقصد العلم الذي يتعلمه طباعه إذ ليس كل أحد يصلح لتعلم العلوم ، ولا كل من يصلح لتعلمها يصلح / لجميعها ، ولا كل من يصلح لتعليمها يصلح لجميعها ، بل كل ميسر لما خلق له ."
وهذا الكلام خطأ فكل واحد منا صالح لتلقى أى علم من العلوم لأننا كلنا نولد فى حالة واحدة وهى الجهل فلا يعلم منا أى واحد شىء ومن ثم لدى كل منا نفس الفرصة للتعلم وفى هذا قال تعالى :
"والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا"
وحدثنا عن هدف كل علم ووجوب معرفة المتعلم له فقال :
"ثالثها ... : أن يعلم غاية ذلك العلم ؛ ليكون على ثقة من أمره ."
وكما سبق القول تعليم الصغار ليس مطلوبا فيه تعليم الأطفال أهدافه لأن الغرض من التعليم هو تربيتهم سلوكيا ومعرفيا كى يقدروا على التعامل مع الحياة وهم لا يستوعبون أن يقال لهم أن أهداف الدروس كذا وكذا وكذا ومن ثم يمكن تعريفهم الأهداف عندما يكبرون
وحدثنا عن وجوب ابتداء أى علم والوصول لنهايته فقال :
"رابعها : أن يستوعب ذلك العلم من أوله إلى آخره ، تصويرا وتصديقا " وهو أمر مطلوب بالتدريج فى تعليم الأفراد من الصغر إلى سن الشباب ولكن للأسف المناهج الحالية لا تفعله إلا القليل منها
وحدثنا عن وجوب قراءة كتب العلم الشاملة لذلك النوع من العلم فقال :
"خامسها ... : أن يقصد فيه الكتب الجيدة ، المستوعبة لجملة الفن "
وهذا الكلام هو ترديد لصدى الشرط السابق وأما الشرط التالى فهو القراءة على المعلم الأمين وفيه قال :
"وسادسها ... : أن يقرأ على شيخ مرشد أمين ناصح ، ولا يستبد بنفسه ، وذكائه "
وهذا الكلام ينطبق على ما يسمى التعليم الحر حيث يختار الطالب معلميه ويجربهم ليعلم الأمين العالم من غيره وأما التعليم الممنهج فليس فه تلك الحرية فالمفروض فيه أن المعلمين فيه حاصلين على نفس القدر من العلم ولكن نتيجة طبيعة تنظيم التعليم الطالب مجبر على تلقى العلم ممن يحب أو يكره وحدثنا فى السابع عن وجوب تناقش الطالب مع الدارسين الأخرين فقال :
"سابعها ... : أن يذكر به الأقران والأنظار ؛ طلبا للتحقيق ، لا للمغالبة على الإفادة والاستفادة ."
وحاليا هذا الكلام يدخل ضمن الكثير من طرق التدريس الحديثة وهى ليست حديثة بالقطع ولكنهم يخترعون لها أسماء متعددة كلها يدخل تحت مسمى المناقشة والحوار وحدثنا عن أن المتعلم لابد أن يعلم غيره ولا يهمل ما تعلمه فقال:
"ثامنها ... : أنه إذا حصل ذلك العلم لا يضيعه بإهماله ، ولا يمنعه مستحقه ، لخبر ( من علم علما نافعا وكتمه ، ألجمه الله تعالى يوم القيامة بلجام من نار ) ولا يؤتيه غير مستحقه ؛ لما جاء في كلام النبوة : لا تعلقوا الدر في رقاب الخنازير ، أي تؤثروا العلوم غير أهلها .
تاسعها ... : أن يثبت ما استنبطه بفكره مما لم يسبق إليه لمن أتى بعده ، كما فعل من قبله، فمواهب الله تعالى لا تقف عند حد ."
وتعليم العلم يكون لكل مسلم أو إنسان ينتفع بالعلم والحديث السابق لم يقله النبى(ص) والخطأ الأول فيه تعميم كتم العلم كسبب لدخول النار وهو يخالف أن العلم منه ما يكتم ومنه ما لا يكتم فقد طالب الله نبيه (ص)بكتم العلم بحدود الله عن الأعراب الكفار المنافقين فقال "الأعراب أشد كفرا ونفاقا وأجدر ألا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله "والخطأ الثانى إلجام الكاتم بلجام من النار ولا يوجد فى القرآن إلجام ربط لهم من الأعناق كما قال "إنا جعلنا فى أعناقهم أغلالا فهى إلى الأذقان فهم مقمحون "
والشرط التالى هو ألا يظن المتعلم أنه وصل لنهاية العلم فى قوله :
"عاشرها ... : أن لا يعتقد في علم أنه حصل منه مقدارا لا يمكن الزيادة عليه ، فذلك نقص وحرمان "
وهو ما يتعارض مع قوله "رابعها : أن يستوعب ذلك العلم من أوله إلى آخره" فهنا مطلوب استيعاب العلم من أوله لأخره والعلم فيه علوم لها نهاية وهناك علوم ليس لها نهاية معروفة كالطب من حيث اكتشاف الأمراض واختراع أدويتها
والشرط السابق يتعارض مه وجود حدود لكل علم فى قوله فى الشرط التالى:
"حادي عشرها : أن يعلم أن لكل علم حدا ، فلا يتجاوزه ، ولا ينقص عنه "
وحدثنا عن عدم إدخال العلوم فى بعضها فى التعلم والمناظرة فقال :
"ثاني عشرها : أن لا يدخل علما في علم آخر ، لا في تعلم ولا في مناظرة ؛ لأن ذلك يشوش الفكر "
وهذا الشرط يكاد يكون محالا ولكن فى التعليم الممنهج يتم عزل العلوم عن بعضها ولكن هذا العزل لا ينفى ارتباط العلوم ببعضها وحدثنا عن حقوق المعلم وحقوق الطالب فقال :
ثالث عشرها : أن يراعي كل من المتعلم والمعلم الآخر ، خصوصا الأول ؛ لأن معلمه كالأب ، بل أعظم؛ لأن أباه أخرجه إلى دار الفناء ، ومعلمه دله إلى دار البقاء ."
ثم حدثنا عن العقبات فى طريق العلم فقال :

" واعلم أن للاشتغال بالعلم آفات كثيرة ، عدمها في الحقيقة له شروط ، فمنها :
ـ الوقوف بالزمن المستقبل ، فيترك التعلم حالا ؛ لأن اليوم في التعلم والتعليم أنفع ، وأفضل من غدا وأفضل منه أمس ، والإنسان كلما كبر/ كثرت عوائقه . ... ... "
ـ ومنها الوقوف بالذكاء ، فكثير من فاته العلم بركونه إلى ذكائه، وتسويفه أيام الاشتغال.
ـ ومنها التنقل من علم قبل إتقانه إلى آخر، ومن شيخ إلى آخر قبل إتقان ما بدأ به عليه ، فإنه هدم لما قد بني .
ـ ومنها طلب الدنيا ، والتردد إلى أهلها ، والوقوف على أبوابهم .
ـ ومنها ولاية المناصب ؛ فإنها شاغلة مانعة ، كما أن ضيق الحال أيضا مانع ."
وهذه العقبات هى ما يسمونه حاليا بأسباب مشكلة تسرب الطلاب وقد قام الرجل بحصر العلوم فحددها بالعدد47 فقال :
" وأما حصر أنواع العلم فهي سبعة وأربعون علما وهي :
ـ إما شرعية ، وهي ثلاثة : الفقه ، والتفسير ، والحديث .
ـ وإما أدبية ، وهي أربعة عشر : علم اللغة ، وعلم الاشتقاق ، وعلم التصريف ، وعلم النحو ، وعلم المعاني ، وعلم البيان ، وعلم البديع ، وعلم العروض ، وعلم القوافي ، وعلم قريض الشعر ، وعلم إنشاء النثر ، وعلم الكتابة ، وعلم القراءات ، وعلم المحاضرات ، ومنه التواريخ .
ـ وإما رياضة ، وهي عشرة : علم التصوف ، وعلم الهندسة ، وعلم الهيئة ، والعلم التعليمي ، وعلم الحساب ، وعلم الجبر والمقابلة ، وعلم الموسيقى ، وعلم السياسة ، وعلم الأخلاق ، وعلم تدبير المنزل .
ـ وإمأ عقلية ، وهي عشرون : علم المنطق ، وعلم الجدل ، وعلم أصول الفقه ، وعلم أصول الدين ، والعلم الإلهي والطبيعي ، وعلم الطب ، وعلم الميقات ، وعلم النواميس ، وعلم الفلسفة ، وعلم الكيمياء ، وعلم الأرتماطيقي ، وعلم المساحة ، وعلم البيطرة، وعلم الفلاحة ، وعلم السحر ، وعلم الطلسمات ، وعلم الفراسة ، وعلم أحكام النجوم ."
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس