عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 11-01-2023, 08:29 AM   #4
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 5,985
إفتراضي

مواقف الأنظمة العربية
يمكن تلخيصها بالمجاميع الثلاث التالية التي برزت في قمة بغداد
الأولي: دول القبول: الدول التي قبلت الزيارة وهناك قبول مشروط وقبول غير مشروط
الثانية: دول الصمت: هناك من صمت متمنيا نجاح الزيارة وهناك من صمت متمنيا الفشل لها
الثالثة: دول الرفض: الدول التي رفضت الزيارة وفضلت (الصمود والتحدي) وهو رفض رباعي وهناك رفض منفرد له رأي آخر، وأخرجوا مصر من قمة بغداد وقاطعوها (وأخرجوها ليلتحقوا بها فيما بعد!)
مواقف العدو الصهيوني
وهنا نجد أن الرأي العام للعدو والنظام (طرفان لعصا واحدة)؛ ذلك لأن (الكنيست) يضم عدة مجاميع لها برامجها وسياساتها الخاصة بها مثل
1: مجموعة المعراج
2: مجموعة الليكود
3: الأحزاب الدينية والشيوعية والتكتلات الصغيرة الأخري، فالرأي العام تمثله هذه المجاميع، وهذه المجاميع تمثل الكنيست (والكنيست يمثل النظام)، (اذن الرأي العام يمثل النظام)
والمجاميع المذكورة جميعها متفقة علي رأي واحد يتلخص في ثلاث نقاط:
1 رفض الانسحاب إلي خطوط (1967م)
2 رفض قيام دولة فلسطينية علي أي بقعة من التراب الفلسطيني
3 رفض التعامل مع منظمة التحرير الفلسطينية تحت أي ظرف
فإذا كان هذا موقف العدو فعلي أي أساس تتم المصالحة؟!! أليس ذلك خيانة واستسلاما واعترافا بإسرائيل دون تنازلها عن أي شيء، والجدير بالذكر أن الزعيم الصهيوني (بيغن) صرح عند قدوم السادات وقال: «إننا لم نطلب من أحد الاعتراف بوجودنا إننا نريد اعترافا مشتركا للطرفين في السيادة والأمن»
فهل هناك ذل واستسلام أكثر من هذا؟!!
وتمسكنوا ليتمكنوا
وهكذا سعي مفكرو اليهود بشتي الطرق وبأخبث الوسائل لأن يستعيدوا قوتهم ومجدهم وتراثهم (حسبما يدعون)، وعملوا من دون كلل حتي حصلوا علي كل ما يبتغون، وتمكنوا من بناء دويلتهم الصهيونية في قلب المنطقة الإسلامية، بالإرهاب والقوة وسفك الدماء، وحققوا ما كانوا يصبون إليه بالأمس بهمة شرسة، وبدعم مالي واسع وتخطيط دقيق وإعلام مكثف حول مظلومية اليهود الكاذبة ومسكنتهم إلي أن تمكنوا جيدا وأصبح زمام المبادرة بأيديهم، وبات الكثير ممن يدعي الثورية أو القومية من الأنظمة العربية يتقرب إليهم سرا وعلانية
وهذا الإعلام المكثف إزاء مسكنتهم هذه، له دور كبير في بناء دويلتهم الغاصبة
ففي سنة واحدة تطبع إسرائيل وتوزع (15) مليون كتاب، ولديها ما يقارب الألف صحيفة خارج فلسطين وهذا يعني أن صحفها ومجلاتها تفوق عدد صحف ومجلات الدول العربية قاطبة بما فيهما لبنان ومصر المشهورتان بالطباعة والنشر
أنظر! من أين لهم هذا؟ ومن الذي يوحي لهم بذلك وهم الكفار بينما يتراجع بعض المسلمين؟
والجواب هو قوله تعالي: "إن الشياطين ليوحون إلي أوليائهم" لضرب الإسلام والمسلمين، بينما يتراجع بعض المسلمين لأنهم ابتعدوا عن نهج الإسلام وسنة رسوله (ص) وأهل بيته عليهم السلام الأطهار وانشغلوا بالتنازع فيما بينهم ولذلك فشلوا وقد قال تعالي: "ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم"
مهازل بسبب البعد عن الإسلام
قال تعالي: "والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين"
فلو أن بعض المسلمين أخلصوا النية لله تعالي وجاهدوا في سبيله لما أضلوا السبيل وما انتصرت عليهم دويلة صغيرة لا تتجاوز نفوسها الثلاثة ملايين بل (2229000) نسمة فقط في حين أن المسلمين العرب وحدهم يزيدون علي المائة مليون !!
أليست هذه هي المهزلة بعينها؟ وإلا فما معني ذلك؟
ويجب هنا أن نقول للشعب المسلم: إن النصر من عند الله فانه لا يكتب ذلك إلا للذين يجاهدون بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله، ويطبقون كافة القوانين الإلهية من الأخوة الإسلامية والأمة الواحدة والحريات و فقد قال تعالي: "إنما المؤمنون الذين ءامنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون"
إذن البعد عن الإسلام هو سبب هذه المهازل، وإلا فما معني حرب (1948م) ثم النكسة عام (1967م) في الخامس من حزيران؟
وما معني مباركة قرار مجلس الأمن القديم (242) عام (1968م) من قبل (12) دولة عربية؟ ثم تأتي مجزرة أيلول الأسود عام (1970م) في الأردن، حيث سفكت دماء الفلسطينيين علي يد أحد الملوك العرب وبعدها تأتي حرب (1973م) خوفا علي التيجان وحفاظا علي ماء الوجه (لكن الولادة أجهضت) ثم استخدم النفط كسلاح للمعركة ويفشل ثم يتحول سلاح الرفض إلي شبه تأييد ثم تأييد ثم حوار غير مباشر ثم مباشر ثم زيارات سرية للقدس ثم علنية تطوع لها السادات بحجة تطبيع العلاقات والحوار المباشر، وقد سبقه (أقرانه) إلي الخنوع والذل والاستسلام من أمثال بعض الحكام ومن سار في ركبهم في الخفاء، وهكذا يستمر الحال نحو كثير من المهازل
وتكون النتيجة الذلة والخسران يقول تعالي: "ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا" "
الشيرازى هنا يحكى لنا الواقع ولو عاش إلى الآن لوجد المصالحة تمت بيد الخونة رغم استمرار إسرائيل فى حروبها هنا وهناك ولوجد ان إيران الخومينى تضرب من قبل إسرائيل ومع هذا لا تستطيع أن ترد مع تجهيزها بجيش مزعوم يسمى جيش القدس أصبح يحارب اخوانه فقط ولا يخارب العدو المشترك لأنه جيش مذهبى
وتحدث الرجل عن كون الحل هو فى عودتنا إلى الإسلام فقال:
"الإسلام هو العلاج
المهازل السابقة سوف لن يوقفها إلا الإسلام والعمل به، وعند ذلك ستسقط كل الشعارات المزيفة، ذكر أحد القادة الفلسطينيين: «إن علاجنا ليس بالقومية ولا بالشيوعية ولا بالبعثية» وهذا هو الكلام الصحيح فان الحل هو الإسلام ولا توجد في الإسلام قومية، لا فارسية ولا عربية ولا أفغانية ولا هندية ولا تركية، وان القوميات في الإسلام محكوم عليها بالزوال؛ بقوله تعالي: "إن أكرمكم عند الله أتقاكم"
ونحن المسلمون لسنا مرتبطين بالقومية ولا بالشيوعية، بل ارتباطنا هو بالإسلام وبقوانين التشريع الإلهي وكفي
ولو تركنا الأخوة الإسلامية والأمة الواحدة وتمسكنا بالقومية فهذا يعني اننا فقدنا قوانين الإسلام وما يوجب عزتنا وقدرتنا، وأن ذلك يعني أيضا أننا ضيعنا الأمة الإسلامية وكل ثقافتها إن رسول الله (ص) في أيام حكومته المباركة عمل علي تقوية وحدة الأمة الإسلامية وإزالة القوميات كلها، وان بلال الحبشي وهو من سود أفريقيا، جعله النبي (ص) مؤذنا له مع أن بلال لم يكن يتقن تلفظ العربية، وقد ذكر التاريخ أن بلالا لم يكن قادرا علي تلفظ الشين وكان يلفظ السين محلها ويقول (أسهد أن محمدا (ص) رسول الله) حتي أن بعض المسلمين اعترض علي ذلك، إلا أن النبي (ص) قال سين بلا شين عند الله وذلك لكي يثبت أن لا قومية في الإسلام واحتفظ بلال بعمله هذا مؤذنا حتي آخر عمره
إن أحدي شعارات القوميين هي:
سلام علي كفر يوحد بيننا
وأهلا وسهلا بعده بجهنم
إن المسلمين إذا ارتبطوا بالشرق أو الغرب وبالقومية والشيوعية فانهم لا يفقدون الآخرة فقط بل يفقدون الدنيا كذلك أما لو تمسكنا بالإسلام فلن يحدث أن يأتي العرب وهم أكثر من (100 مليون) ليصالحوا بل يستسلموا لإسرائيل التي تعدادها (2229000) نسمة
نعم، لو تمسكنا بالإسلام لما كان يحدث أن يذهب العرب وهم الأكثر عددا وعدة ليتصالحوا مع إسرائيل
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس