عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 11-05-2011, 08:22 AM   #699
النسري
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الأردن
المشاركات: 9,066
إرسال رسالة عبر ICQ إلى النسري
Smile



عمّان

أبُلِّغْتَ أشواقاً فؤادي يُعانيها وحبًّا يُباري الروحَ ظِلاًّ فيَشفيها
حمَـلْتُ لَظاها في الجَوارحِ فِطرةً فأسْعَـدَها شوقٌ وآخَرُ يُشْجيها
حفظتُ هواها في العيونِ مُهاجراً هموماً تُساقيني الرَّدَى وأُساقيها
ولو سَألَتْني النفسُ هَدأةَ عَصْفِها لَبادرَ نُطقي والعيونُ لِتحكيها
وغادرتُها في المهدِ إذْ هيَ طفلةٌ على أمَلِ البُشرَى بيومٍ أُلاقيها
تَعلَّلْتُ بالآمالَ في ليلِ غربةٍ أَذوقُ الليالي مُرَّةً ثمَّ أَرْميها
وطَوَّفتُ بالبلدانِ حتى خَبَـرتُها وقلتُ مَعادي ثغرُ عمّانَ أفْديها
بنفسي حُبورٌ يُدرِكُ الصَّبُّ كُنهَهُ إذا ما رآها والعذارَى تُهنِّيها
فعُدْتُ بضيْـفٍ حلَّ رأسي مُكرَّماً ضريبةَ دهرٍ لا مَـناصَ أُؤديها
وعِلْمِيَ بالأردنِّ ساحَ مناقبٍ غطاريفُ ساداتٍ كرامٌ أَهاليها
فلا تعجبي عمّانُ من شيبِ هامتي فأيّامُـنا في البُعدِ شابتْ نَواصيها

*******
عروسَ الجبالِ الشّامخاتِ تحيَّةً محبََّةَ مُشْتاق وجاءَ يُهنِّيها
وأيُّ امرئٍ لا يعشقُ الحسنَ فاتناً على وجهِ حوراءٍ فيأبَى يُـناجـيها
سلامٌ لعمّانِ العروبةِ والنَّدَى فمَنْ ذا يُماري في مَـزايا تَجلِّيها?
حُـرِمتُ رُباها يومَ ضاقتْ منافِذي فحمَّـلتُ قلبي من رُباها أَفاويها
وكانتْ على الأسْماعِ أجمَلَ نغمَةٍ على صَفَحاتِ القلبِ رقَّتْ أغـانِـيها
بَـناها فأعلاها ملوكٌ هواشمٌ مباركةٌ أيدي بُناةٍ تُعلِّـيها
فصارتْ منارَ العالمين جَدارةً بهمَّةِ عبداللهِ بورِكَ راعيها
جبالُكِ يا عمّانُ شُمٌّ عذيَّةٌ فجلَّتْ رَواسيها وجلَّت بَواديها
فقولي لِمَنْ تَسْري وَساوِسُ نفسِهِ تُسائلُ لِمْ عمّانُ وَعْرٌ أراضيها
أعاصمةٌ فوق الذُّرا لا أبا لها فكيف مَسيرٌ في عَسيرِ مَراقيها?
سَمَوْتُ على رأسِ الجبالِ لأنَّها مَـنازلُ مَجْدِ المُنشئينَ عَواليها
سَلُوا الصَّقرَ تيّاهاً على كبِدِ السَّما تَخَيَّرَ أقنانَ الجبالِ مَآويها
تَعَوَّدَتِ الأردنُّ نَحْتَ جبالِها ولقَّنَتِ الأرْعانَ ألاّ تُعاصيها


***

أهنِّيكِ يا عمّانُ هذي هُـنَـيْـدَةٌ فأين أُلوفٌ والتَّواريخُ تَرويها ?
جُذورُكِ في التاريخِ سِفرٌ مفصَّلٌ يُباهي بها الأمصارَ تيهاً وتَنويها
عليكِ جَمالُ الروحِ والوجْهِ والعُلا علينا فُروضُ العشقِ عَهْداً نؤدِّيها
عواصمُ دنيانا تشيخُ على المَدَى وعمّانُ حُسْنٌ خالدٌ في مَغانيها
فلم أرَ غيداءً كمثلِكِ في الوَرَى تزيدُ جمالاً كلَّما العمرُ يَطويها
خُلِقْتِ على الأزمانِ موطِنَ فرحةٍ وراحتْ بكِ الدُّنيا تُمَحِّي مَساويها
فدُومي على مَرِّ الزمانِ خريدةً على هامَةِ الأردنِّ تاجاً يُحلِّيها
وفيَّةَ عهدٍ إنْ قضَى فيكِ مبدِعٌ حفظتِ له الذكرَى فلم يُنْسَ ماضيها
ذكرتُ (العُـزَيْـزي) في جوانبِ خيْمةٍ وكان(عَرارٌ) رابضاً في نواحيها
و(عيسى) و(موسى) و(المُلثَّمُ) بينَهمْ نُجومٌ على الأركانِ صعبٌ تَقصِّيها
كواكبُها وقّادَةٌ في بُروجِها إذا سَطَعَتْ شمسٌ عَسيرٌ تَخَفِّيها
شُموعٌ أضاءَتْ جَوَّ عمّونَ وانقَضَتْ وآبَتْ مناراتٍ تُضيءُ نَواديها



***


صباح الخير يا عمّان يا حنّا على حنّا
__________________
اللهم اشغلني بما خلقتني له ...

ولا تشغلني بما خلقته لي ...
النسري غير متصل   الرد مع إقتباس