عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 20-05-2022, 07:50 AM   #3
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 5,950
إفتراضي

فصلا بعنوان "كيف يصبح الإنسان ساحرا" أبان فيه عن الشروط التي يجب توافرها في الساحر كي يعينه الشيطان، وذكر من هذه الشروط:" والساحر لا بد أن يكون فاعلا للمحرمات، واقعا في الموبقات التي تغضب الرحمن وترضي الشيطان، فكثيرا ما يجلس السحرة عرايا في الأماكن المهجورة"]؛ أن يكونوا من هؤلاء الكهان، وإن صحت حكاياتهم التي أخبروا بها الأستاذ أنيس، فهي من جنس إخبار الكهان بشيء من المغيبات، التي لا ينخدع بها المؤمن الحق!! ويعلم أن إخبارهم عن بعض أمور الغيب إنما هي عن طريق الشياطين، قال الإمام ابن القيم في "مفتاح دار السعادة" (3/ 242):"وهؤلاء الكهان وعبيد الجن والسحرة لهم من ذلك أمور معروفة،وهم أكفر الخلق"
وما قاله ألأشقر عن عمل السحرة واتصالهم بالشياطين الجنية هو نفسه اشاعة لخرافة أخرى وهو اتصال الإنس والجن وهى خرافة يشيعها أيضا الجهاز المخابراتى العالمى ليوجد نصابين أخرين يعملون على اخراج الشياطين المزعومة بدعوة اخراج الجن بالقرآن واخراج الجن بالمسيح وتلاميذه وكذلك ألمر في الديانات ألأخرى
فالأمر لا يعدو أن يكون سياسة عالمية اخترعها ذلك الجهاز الخفى كى يخرج الناس من مشكلة لمشكلة أخرى بحيث يظل الناس غافلون عن المعرفة الحقيقية
ويستشهد الرجل على خرافة اتصال الإنس بالجن بكلام لا أساس له فيقول أيضا:
"وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في "النبوات" (2/ 996 - 997):"والإخبار ببعض الأمور الغائبة التي يأتي بها الكهان، هو أيضا من مقدور الجن؛ فإنهم تارة يرون الغائب فيخبرون به، وتارة يسترقون السمع من السماء فيخبرون به، وتارة يسترقون وهم يكذبون في ذلك؛ كما أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - عنهم، وأخبار الكهان وغيرهم كذبها أكثر من صدقها، وكذلك كل من تعود الإخبار عن الغائب؛ فأخبار الجن لا بد أن تكذب، فإنه من طلب منهم الإخبار بالمغيب كان من جنس الكهان، وكذبوه في بعض ما يخبرون به، وإن كانوا صادقين في البعض" وقال القرطبي في "المفهم" (5/ 633):"وإن ظهر صدق بعضهم في بعض الأمور؛ فليس ذلك بالذي يخرجهم عن الكهانة، فإن تلك الكلمة إما خطفة جني أو موافقة قدر ليغتر به بعض الجهال"وقال العلامة ابن عثيمين في "القول المفيد" (1/ 405 - 406):"إن الكهان من أكذب الناس، ولهذا يضيفون إلى ما سمعوا كذبات كثيرة يضللون بها الناس، ويتوصلون بها إلى باطلهم تارة بالترهيب وتارة بالترغيب، كأن يقولوا: ستقوم القيامة يوم كذا وكذا، وسيجري عليك كذا من الموت أو سرقة مال ونحو ذلك" وهنا أيضا كلام نفيس للخطيب البغدادي في "القول في علم النجوم" (ص/192 - 194) يبن فيه سبب دخول الشبهة على الناس في أمر المنجمين وأشباههم حيث قال:"إنما يدخل الشبهة على الناس في أمر المنجمين من قبيل أنهم يرون المنجم يصيب في مسألة تقع بين أمرين كالجنين الذي لا يخلو من أن يكون ذكرا أو أنثى، أو المريض الذي لا يخلو من أن يصح أو يموت، والغائب الذي لا يخلو من أن يقيم بمكان أو يؤوب ومن شأن الناس أن يحفظوا الصواب للعجب به والشغف، ويتناسون الخطأ؛ لأنه الأصل الذي يعرفونه، والأمر الذي لا ينكرونه، ومن ذا الذي يتحدث بأنه سأل المنجم فأخطأ؟! وإنما التحدث بأنه سأله فأصاب والصواب في المسألة إذا كانت بين أمرين قد تقع-أحيانا- للمعتوه والطفل، فضلا عن المتلطف الرفيق، والقول في إصابة المنجم كقول الشاعر في الطيرة:
تعلم أنه لا طير إلا على متطير وهي الثبور
بل شيء يوافق بعض شيء أحايينا وباطله كثير
وإن وجد لمن يدعي الأحكام إصابة في شيء، فخطؤه أضعافه، ولا تبلغ إصابته عشر معشاره، وتكون الإصابة اتفاقا كما يظن الظان المنافي للعلم المقارن للجهل الشيء فيكون على ظنه، ويخطيء فيما هو معلوم أكثر عمره، ولا يقال: إن هذه إصابة يعول عليها، ويرجع إليها، بل إذا تكررت منه الإصابة في قوله، وكثر الصدق في لفظه والصحة في حكمه، ولم يخرم منه إلا القليل حينئذ سلمت له هذه الفضيلة، وشهد له بهذه المعجزة، ولا فرق بين المنجم والكاهن إذ كل واحد منهما يدعي الإخبار بالغيوب، وكيف يسلم للمنجمين ما يدعونه وأحدهم على التحقيق ما يعرف ما يحدث في منزله ولا ما يصلح أهله وولده، بل لا يعرف ما يصلحه في نفسه، ويؤثر عنه أن يخبر بالغيب الذي لم يؤته الله أحدا، ولم يستودعه بشرا إلا لرسول يرتضيه أو نبي يصطفيه" والخلاصة كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية في "مجموع الفتاوى" (35/ 177):"ولهذا قد علم الخاصة والعامة بالتجربة والتواتر أن الأحكام التي يحكم بها المنجمون يكون الكذب فيها أضعاف الصدق وهم في ذلك من أنواع الكهان""
وبعد كل هذه النقول نجد المؤلف يحارب الخرافة بتصديق خرافة أخرى وكأنها معركة بين فريقين من النصابين ففريق يروج للعرافين والسحرة وفريق يروج لمعالجى الجن والأمراض مع أن الحقيقة واضحة في كتاب الله وهى :
1-لا أحد يعلم الغيب سوى الله وحده فحتى الرسول الخاتم(ص) نفى ذلك عن نفسه فقال :
"لو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسنى السواء"
2-لا اتصال بين الجن والإنس والأدلة عدة سبق قول بعضها وهناك غيرها فمن بين الآلهة المزعومة جن كما في قوله تعالى :
"بل كانوا يعبدون الجن أكثرهم بهم مؤمنون"
وهؤلاء الجن لا يعلمون أن الناس يعبدونهم كما قال تعالى:
"ومن أضل ممن يدعوا من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعاءهم غافلون"
وقال :
"فكفى بالله شهيدا بيننا وبينكم إن كنا عن عبادتكم لغافلين"
وتوجه الرجل بنداء للمسئولين لمنع أنيس وأمثاله من الكتابة عن ذلك فقال :
"فأقول للأستاذ أنيس منصور: فكان ماذا؟!
وإني أوجه النصيحة للمسؤولين في الصحف المحلية وفي الصحف في العالم الإسلامي بأجمعه، بألا يسمحوا لكل من هب ودب بالكتابة عن أمور الدين والشرع والخوض فيها بغير علم فإنهم مسؤولون عن هذا أمام الله عز وجل فليحذروا سخط الله وعقابه وليتقوه حق تقواه، كذلك أيضا أدعو كاتب هذه المقالة إلى أن يتوب إلى ربه، وأن يراجع نفسه، وأن يكف عن نشر مثل هذه المقالات التي تفسد على المسلمين عقائدهم، وإن كان يخفى عليه ذلك فلا يدخل فيما لا يحسنه، وليكن بعيدا عن الكتابة في أمور شرعية بضاعته فيها مزجاة"
وهذا النداء هو استغاثة المستجير من النار بالرمض فهو يستغيث بمن يريدون أن تشيع الخرافات والأكاذيب في المجتمع لتظل حالة الجهل والظلم والفقر شائعة بين الشعوب
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس