إقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة المشرقي الإسلامي
بسم الله الرحمن الرحيم
أشكرك أخي العزيز عبد الكريم على هذا الجهد والتبيين الهام لواحدة من قضايا الشعر الخطيرة وهي التحريف وتزييف المعاني والحقائق .
وقد قرأت في كتاب تاريخ الأدب العربي لأحمد حسن الزيات وغيره من الأدباء أن هذا الشاعر بعد إسلامه كان لشعره بعض التلاقي مع العقيدة المانوية ، وقد استدلوا على أبيات في هذا الصدد وربما وجدت ذلك أيضَا في واحد من الكتب المرجعية الهامة عن الحياة الدينية والاجتماعية في العصر العباسي وهو كتاب ضحى الإسلام لأحمد أمين رحمه الله .
أرجو أن يجعلك الله للحق نصيرًا ، وأن يتجاوز موضوعك النقل إلى هذا الموقع ليصل إلى مراسلة المتخصصين في علوم التاريخ والحضارة قبل المتخصيين في الأدب والنقد حتى يؤتي هذا الجهد ثمراته وحتى يعود الحق لأهله بإذن الله .
وهذا سيفتح أبواب لا آخر لها للشك في كل شيء يصل ما دام المحققون في معزل عن ا لجمهور من القراء.
كذلك من غير المستبعد أن تجد أكثر من هذا في ديوان الإمام علي رضي الله عنه وأرضاه وآل البيت لأنها شخصيات كثر المتعصبون لهم أو عليهم فوّجّهت أبيات كل فئة وفق ما يوافق هواها ونسأل الله السلامة. أشكرك مرة أخرى على هذا الطرح الهام للغاية ولك مني خالص الود والتقدير وأنتظر جديد ما تأتي به والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. |
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته ,جزاك الله خيرا أخي المشرقي الإسلامي على المرور الطيب ,و على النّصيحة القيّمة ,و أنا متفق معك تماما خاصة فيما يخصّ التّحريف الذي لحق ديوان الإمام علي كرّم الله وجهه ,فأغلب ما نسب إليه من الشعر هو منه براء ,و أذكر هنا بالخصوص كتاب
" نهج البلاغة " الذي قام بجمعه الشريف الرضي -الشاعر الشيعي المعروف- و نسب فيه مجموعة من الخطب و و الرسائل و الحكم و الأشعار للإمام علي كرم الله وجهه ,قاصدا من وراء ذلك الإنتصار له و لو بالوضع و التّلفيق ,و هناك على العكس من ذلك ديوان للإمام علي رضي الله عنه قام بتحقيقه الكاتب و المحقِق عبد الرحمان مصطاوي ,وقد اعتنى بالمصادر التي ينقل عنها الأشعار اعتناء طيبا .
و لي كذلك ملاحظة بسيطة بارك الله فيك فيما يخص أبا العتاهية ,فهو لم يكن حديث عهد بالإسلام إنما كان مسلما أبا عن جد ,فقد كان جده مولى لقبيلة عنزة في قصة شهيرة ساقها ابن قتيبة في " الشعر و الشعراء " و الأصفهاني في " الأغاني " و ابن عبد البر و غيرهم ,أما عن اتهامه بالزّندقة و انحراف العقيدة ,فقد كان من قول خصومه ,و هذا النوع من الإتهامات كان سائدا بين الخصوم حينئذ ,و لم يسلم منه حتى العلماء و الفقهاء و على رأسهم الأئمة الأربعة ,و المتأمل فيما صحّ من شعر أبي العتاهية يجد أنه أبعد ما يكون عن الإبتداع و الزندقة ,و تكفي شهادة ابن عبد البر الذي قال في مقدمة " شرح زهديات أبي العتاهية " : " ...و كان بعض من مال به هواه إلى المجون ,و غلب عليه في ذلك الجنون ,يمقت أبا العتاهية و يحسده و يغتابه لإنصرافهم عن طبقته من الشعراء المستخفّين ,إذ بان له من ضلالهم ما زهّده في أعمالهم ,فمال عنهم و رفض مذاهبهم ,و أخذ في غير طريقهم و تاب توبة صادقة ,و سلك طريقا حميدة ,فزهد في الدنيا ,و مال إلى الطريقة المثلى ,و داخل العلماء و الصالحين ,و نور الله تعالى قلبه فشغله بالفكرة و الموت و مابعده ,و نظم ما استفاد من أهل العلم من السنن و سيرة السلف الصالح... ".
بارك الله فيك و شكرلك اهتمامك .