عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 17-08-2022, 07:59 AM   #2
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 5,971
إفتراضي

ثم قال :
"ثالثا: الأصالة
يقصد بالأصالة التجديد أو الإنفراد بالأفكار، كأن يأتي المتعلم بأفكار جديدة متجددة بالنسبة لأفكار زملائه وعليه تشير الأصالة إلى قدرة المتعلم على إنتاج أفكار أصيلة، أي قليلة التكرار بالمفهوم الإحصائي داخل المجموعة التي ينتمي إليها المتعلم أي كلما قلت درجة شيوع الفكرة زادت درجة أصالتها ولذلك يوصف المتعلم المبدع بأنه الذي يستطيع أن يبتعد عن المألوف أو الشائع من الأفكار
...وعليه يمكن قياس الأصالة عن طريق:
1 ـ كمية الاستجابات غير المألوفة والتي تعتبر أفكارا مقبولة لمشاكل محددة مثيرة
2 ـ اختيار عناوين لبعض القصص القصيرة المركزة في موقف مكثف قد يكون دراميا أو فكاهيا ويطلب من المتعلم أن يذكر لها عناوين طريفة أو غريبة بقدر ما يستطيع في وقت محدد، مع احتمال استبدال القصة بصورة أو شكل "
تعريف الأصالة بالجدة وهى التفرد بمقولة ليست أصالة وإنما فى الغالب تكون تفاهة مثل تفاهة الصحافيين عندما تكون مادتهم فى الكلاب أن إنسان عض كلب وليس كلب عض إنسان فهم ينشرون الحدث الأول ولا ينقلون الحدث الثانى لأنه معتاد عندهم
بالقطع الجدة تكون فى المجىء بفائدة أو منع ضرر فماذا سيستفيد الطلاب عندما يضعون للحكاية عدة عناوين مختلفة وماذا نستفيد من تلك العناوين؟ إن الفائدة هى فى قراءة الحكاية والعمل بما فيها من فوائد أو تجنب مضار
يذكرنى هذا الكلام بحكاية فى كتب التراث تقول فيما معناه أن اعرابيا وجد قطا فقابل أحدهم فقال له ما هذا الهر وقابل ثالثا فقال ما هذا الزنم وقابل رابعا ما هذا الحبذع ...فقال أحمله للسوق فأبيعه بثمن كبير فلما جاء السوق لم يعرض عليه أحد سوى واحد او اثنين الشراء بثمن قليل جدا فقال ما أكثر أسمائك وأقل ثمنك ومن ثم فالعناوين ولأسماء الكثيرة ليست الغرض من التعليم وإنما الغرض أن يتعلم المتعلم ليستفيد فى حياته بما تعلم
ثم قال :
"رابعا: التفاصيل (الإكمال)
يقصد بالتفاصيل (أو الإكمال أو التوسيع) البناء على أساس من المعلومات المعطاة لتكملة (بناء) ما من نواحيه المختلفة حتى يصير أكثر تفصيلا أو العمل على امتداده في اتجاهات جديدة أو هو قدرة المتعلم على تقديم إضافات جديدة لفكرة معينة، كما يمكنه أن يتناول فكرة بسيطة أو رسما أو مخططا بسيطا لموضوع ما ثم يقوم بتوسيعه ورسم خطواته التي تؤدي إلى كونه عمليا
وقد أشارت ملاحظات تورانس في بحوث الإبداع إلى أن التلاميذ الصغار الأكثر إبداعا يميلون إلى زيادة الكثير من التفصيلات غير الضرورية إلى رسوماتهم وقصصهم "
وعملية الاكمال تعتمد فى الغالب على الذاكرة فى إكمال السور والرسوم وقليلا ما تعتمد التخيل فى الإكمال بل إن عملية الإكمال التخيلى مختلف عليها بين المعلمين فالبعض يعتبرها غباء مطبق والبعض ألأخر يعتبرها ابداع وعبقرية وفى الحقيقة فإنها تعتبر غباء عندما تعطى الطالب رسم حيوان يعرفه ويكمله بغير ما يعرفه فى الحقيقة
وتحدث عن مراحل الابداع فقال :
"مراحل العملية الإبداعية (عملية الإبداع):
ما زال فهم عملية الإبداع ومراحلها من أكثر القضايا الخلافية بين التربويين وعلماء النفس وطرائق التدريس، ويذكر والاس وماركسبري أن عملية الإبداع عبارة عن مراحل متباينة تتولد أثناءها الفكرة الجديدة المبدعة، وتمر بمراحل أربع هي:
1 ـ مرحلة الإعداد أو التحضير :
في هذه المرحلة تحدد المشكلة وتفحص من جميع جوانبها، وتجمع المعلومات حولها ويربط بينها بصور مختلفة بطرق تحدد المشكلة..
2 ـ مرحلة الاحتضان (الكمون أو الاختمار):
مرحلة ترتيب يتحرر فيها العقل من كثير من الشوائب والأفكار التي لا صلة لها بالمشكلة، ..كما تتميز هذه المرحلة بالجهد الشديد الذي يبذله المتعلم المبدع في سبيل حل المشكلة ...
3 ـ مرحلة الإشراق (أو الإلهام):
وتتضمن انبثاق شرارة الإبداع أي اللحظة التي تولد فيها الفكرة الجديدة التي تؤدي بدورها إلى حل المشكلة ..
4 ـ مرحلة التحقيق (أو إعادة النظر):
في هذه المرحلة يتعين على المتعلم المبدع أن يختبر الفكرة المبدعة ويعيد النظر فيها ليرى هل هي فكرة مكتملة ومفيدة أو تتطلب شيئا من التهذيب والصقل وبعبارة أخرى هي مرحلة التجريب (الاختبار التجريبي) للفكرة الجديدة (المبدعة) "
وهذا الكلام عن وجود مراحل متتالية لما يسميه التفكير الابداعى ليس صحيحا فى كل الحالات فأحيانا عندما تدلى بالمشكلة تجد واحد قد حلها على الفور دون مراحل إما لأنها عرضت عليها من قبل أو لأنه فكر فيها من قبل أو لأنه فكر فيها فى تلك اللحظة فعرف الحل والمثال فى القرآن هو الحلين الذى قدمهما داود(ص) وسليمان(ص) فى قضية الحرث والغنم والمثال قضية امرأة العزيز مع يوسف(ص) فقد حلها الرجل من أهلها على الفور بقطع القميص من خلف أو من إمام ولذا قال الباحث :
"- ملاحظات على مراحل عملية الإبداع:
* لا يوجد اتفاق تام بين الباحثين على خطوات العملية الإبداعية أو مراحلها
* مراحل عملية الإبداع مراحل متداخلة ومتفاعلة مع بعضها
* يرفض بعض الباحثين استخدام كلمة مراحل أو أطوار، ويفضلون الحديث عن جوانب أو أوجه العملية الإبداعية
* يرى بعض الباحثين في موضوع الإبداع اختصار مراحل عملية الإبداع إلى مرحلة واحدة هي لحظة الإشراق أو الإلهام "
وتحدث الباحث عن خصائص المبدعين فقال :
- خصائص المبدعين:
يتمتع المبدعون بصفات شخصية وعقلية ونفسية متنوعة، لكن أهم السمات العامة المشتركة بينهم تدل ـ بدرجات متفاوتة ـ على أنهم يمتلكون قدرات إبداعية ومن هذه الخصائص كما يوثقها أدب الإبداع ما يلي:
1 ـ حب الاستطلاع والاستفسار والحماس المستمر والمثابرة في حل المشكلات
2 ـ الرغبة في التقصي والاكتشاف، وتفضيل المهمات العلمية والرياضية والأدبية والفنية الصعبة
3 ـ البراعة والدهاء وسعة الحيلة، وسرعة البديهة وتعدد الأفكار والإجابات، وتنوعها بالمقارنة بأقرانهم
4 ـ إظهار روح الاستقصاء في آرائهم وأفكارهم
5 ـ القدرة على عرض أفكارهم بصور مبدعة، والتمتع بخيال رحب وقدرة عالية على التصور الذهني، والتمتع بمستويات عقلية عليا في تحليل وتركيب الأفكار والأشياء
6 ـ تكريس النفس للعمل الجاد بدافعية ذاتية، ويهبون أنفسهم للعمل العلمي أو الأدب لفترات طويلة، ويميلون للمبادأة في أنشطتهم الإبداعية، ويثقون في أنفسهم كثيرا
7 ـ امتلاك خلفية واسعة وعميقة في حقول علمية وأدبية ولغوية وفنية مختلفة، كما أنهم كثيرو القراءة والإطلاع
8 ـ المتعلم المبدع يسأل أسئلة إبداعية (مفتوحة النهاية) أعلى في المستوى العقلي وأكثر عددا من غير المبدع
9 ـ الاستقلالية في الفكر والعمل، وكثيرون منهم يميلون للانعزالية والانطواء
10 ـ انخفاض سمات العدوانية، أكثر تلقائية من الأقران، وأكثر استقلالا في الحكم، معارضون بشدة لرأي الجماعة إذا شعروا أنهم على صواب، أكثر جرأة ومغامرة وتحررا، وأكثر ضبطا للذات وسيطرة عليها
ويتضح من السمات النفسية والعقلية السابقة أن الفرد المبدع يعاني توترا شديدا للتوفيق بين المتعارضات الكامنة في طبيعته مع محاولة تحمل ذلك التوتر والتكيف معه والحد منه"
وهذه الصفات كما تدل على ما يسمونه الابداع فإنه تدل على الصفات الدنيئة فحب الاستطلاع يكون عن الجواسيس مع حرمة التجسس وكثرة القراءة ليست دليل علم بل تكون دليل جهل عندما يحفظ المكثر من القراءة الكتب ولا يعمل بالمفيد منها والمثال المعروف حملة وهم حفظة التوراة والقدرة على عرض الأفكار صفة ثابتة فى كل النصابين لاقناع الناس بنصبهم وكثرة السؤال تدل على تضليل الناس أيضا وهو ما يفعله الملحدون فى الغالب
وتحدث عن ارتباط الابداع بالذكاء فقال :
"- الإبداع والذكاء:
تضاربت آراء علماء التربية وعلم النفس في علاقة الذكاء بالإبداع، وتذكر أدبيات الإبداع أن هناك رأيين في هذا المجال هما:
* الأول: أن الإبداع في مجالاته المختلفة، مظهر من مظاهر الذكاء العام للفرد، أو أن الإبداع عملية عقلية ترتبط بالذكاء..
* الثاني: أن الإبداع ليس هو الذكاء، وبالتالي فإنهما نوعان مختلفان من أنواع النشاط العقلي للإنسان ..."
والذكاء فى الإسلام هو تطهير النفس من الذنوب ومن ثم فالابداع هو التطهر وليس شىء أخر والغريب أن الغرب يعتبر النصب والخداع هو من ضمن الذكاء مع أنه غباء فى الإسلام وأكد الباحث أن البحوث الغربية فى مقاييس الذكاء غالبا ما تخفق فى معرفة المبدعين والذى لم يذكره هو أن تلك الاختبارات تعتمد نوعية معينة من المعارف تصب كلها فى جعل أولاد الطبقة الغنية هم المبدعون وفى هذا قال :
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس