عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 29-11-2022, 08:24 AM   #1
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 5,958
إفتراضي قراءة فى كتاب الإيماء إلى علة حديث من قال جزاك الله خيرا فقد أبلغ في الثناء

قراءة فى كتاب الإيماء إلى علة حديث من قال جزاك الله خيرا فقد أبلغ في الثناء
المؤلف: أبُو مُحَمَّدٍ الأَلْفِيُّ وقد كتب الألفى فى نهاية الكتاب أنه "مقتبس من: الرَّوْضُ الْمِعْطَارُ بِتَخْرِيْجِ مُسْنَدِ الْبَزَّار مُسْنَدُ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ"
ومن ثم فالكتاب عبارة عن نقل جزء من كتاب البزار وموضوع الكتاب حديث هو "من صنع إليه معروف فقال لصاحبه: جزاك الله خيرا فقد أبلغ في الثناء"
والحديث باطل لأن قول جزاك الله خيرا ليس ثناء أو مدحا وإنما هو دعاء لله أن يجازى الأخر بالجنة على عمله سواء كان معروفا أو واجبا
وأورد الألفى أسانيد الحديث والكتب التى ذكره فيها والكلام فى رجاله فقال :
"قال أبو بكر البزار «مسنده» (7/ 54/ح 2601): أخبرنا إبراهيم بن سعيد الجوهري، وإسحاق بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن منيع قالا: أخبرنا الأحوص بن جواب قال: أخبرنا سعير بن الخمس عن سليمان التيمي عن أبي عثمان عن أسامة بن زيد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من صنع إليه معروف فقال لصاحبه: جزاك الله خيرا فقد أبلغ في الثناء».
قال: وهذا الحديث لا نعلم رواه عن سليمان التيمي إلا سعير، ولا عن سعير إلا الأحوص بن جواب.
ـــ التخريج ـــ
أولا: تخريج الحديث من طريق المصنف
أخرجه الترمذي «السنن» (كتاب البر والصلة / باب ما جاء في الثناء بالمعروف) (ج 4/ص 380/ 2035)، والنسائي «الكبرى» (كتاب عمل اليوم والليلة / باب ما يقول لمن صنع إليه معروفا) (ج 6/ص 53/ 1008) و «عمل اليوم والليلة (ج 1/ص 221/ 180)، وابن حبان (ج 8/ ص 202/ 3413)، وابن السني «عمل اليوم والليلة» (ج 1/ص 242/ 275) ثلاثتهم عن إبراهيم بن سعيد الجوهري - وزاد الترمذي: الحسين بن الحسن المروزي -، وأبو بكر الشافعي «الغيلانيات» (ص 184) من طريق القاسم بن الحسن وإسحاق بن الحصين الرقي وإبراهيم بن سعيد الجوهري وإسحاق بن إبراهيم البغوي، والطبراني «المعجم الصغير» (ج 2/ص 291/ 1183)، وأبو الشيخ ابن حيان «طبقات المحدثين بأصبهان» (ج 4/ص 164/ 598)، وأبو نعيم «أخبار أصبهان» (ترجمة يزيد بن إبراهيم الرقاعي الخطيب) (ج 2/ص 323/ 1852)، والبيهقي «شعب الإيمان» (ج 6/ ص 521/ 9137) و «الدعوات الكبير» (ح 655)، والخطيب «تالي تلخيص المتشابه» (ج 1/ ص 278/ 160) خمستهم من طريق أحمد بن يونس الضبى، وأبو القاسم الأصبهاني «الترغيب والترهيب» (ج 2/ص 70/ح 1173)، والضياء «الأحاديث المختارة» (ج 4/ص 110/ح 1321، 1322) كلاهما من طريق الحسين بن الحسن المروزي، ستتهم عن الأحوص بن جواب عن سعير بن الخمس عن سليمان التيمي عن أبي عثمان عن أسامة بن زيد بمثله.
ثانيا: تخريج شاهد للحديث بإسناد ضعيف
وقد روي عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه.
قال أبو بكر بن أبي شيبة «المصنف» (ج 5/ص 322/ 26518): حدثنا وكيع عن موسى بن عبيدة عن محمد بن ثابت عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا قال الرجل لأخيه: جزاك الله خيرا، فقد أبلغ في الثناء».
وأخرجه كذلك عبد الرزاق «المصنف» (ج 2/ص 215/ح 3118)، والحميدي (ج 2/ص 490/ 1160)، وعبد بن حميد «المنتخب» (ج 1/ص 415/ 1418)، والحارث بن أبي أسامة كما في «بغية الباحث عن زوائد الحارث» (ج 2/ص 859/ 914)، والبزار (ج 16/ص 241/ح 9413)، والخرائطي «مكارم الأخلاق» (ص 297/ح 913)، والطبراني «الدعاء» (ح 1929 - 1932)، وابن عدي «الكامل» (ترجمة موسى بن عبيدة) (ج 6/ص 335/ 1813)، وتمام الرازي «الفوائد» (ح 1040، 1468)، والبيهقي «معرفة السنن والآثار» (ج 7/ص 583/ 6170،6171)، والخطيب «تاريخ بغداد» (ترجمة عمر بن زرارة أبي حفص الحدثي) (ج 11/ص 203/ 5906) من طرق عن موسى بن عبيدة عن محمد بن ثابت عن أبي هريرة بمثله.
قلت: وهذا إسناد ضعيف. موسى بن عبيدة بن نشيط الربذي منكر الحديث، قاله أحمد.
وقال يحيى بن معين: لا يحتج بحديثه.
وقال ابن حبان «المجروحين» (2/ 234): كان من خيار عباد الله نسكا وفضلا وعبادة وصلاحا، إلا أنه غفل عن الإتقان في الحفظ، حتى يأتي بالشيء الذي لا أصل له متوهما، ويروي عن الثقات ما ليس من حديث الأثبات من غير تعمد له، فبطل الاحتجاج به من جهة النقل، وإن كان فاضلا في نفسه.
قال البوصيري: مدار هذه الطرق على موسى بن عبيدة الربذي، وهو ضعيف، ضعفه أحمد بن حنبل وابن معين، والترمذي، والنسائي، وغيرهم.
وقال الترمذي: وقد روي عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله، وسألت محمدا عنه، فلم يعرفه.
ثالثا: تخريج شواهد أخرى للحديث بأسانيد واهية
وقد روي الحديث أيضا بمعناه عن جماعة من الصحابة، ولا يصح منها شيء البتة:
[1] من حديث عبد الله بن عمر:
أخرجه الخطيب «تاريخ بغداد» (ج 10/ص 282) من طريق عبد الرحمن بن قريش بن فهير بن خزيمة أبي
نعيم الهروي ثنا إدريس بن موسى الهروي ثنا موسى بن نصر السمرقندي عن الليث بن سعد عن نافع عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا قال الرجل لأخيه: جزاك الله خيرا، فقد أبلغ في الثناء».
قلت: وهذا منكر بهذا الإسناد، لا أعلمه روي عن الليث بن سعد عن نافع عن ابن عمر إلا بهذا الإسناد، تفرد به عبد الرحمن بن قريش بن فهير بن خزيمة أبو نعيم الهروي، واتهمه السليماني بوضع الحديث.
وقال الخطيب: قدم بغداد وحدث بها، وفي حديثه غرائب وأفراد، ولم أسمع فيه إلا خيرا.
[2] ومن حديث أم المؤمنين أم سلمة:
أخرجه ابن عدي «الكامل» (ج 3/ص 319) من طريق سليم بن مسلم الخشاب عن موسى بن عبيدة عن ثابت مولى أم سلمة عن أم سلمة به.
قلت: وهذا إسناد واه بمرة. قال يحيى بن معين: سليم بن مسلم الذي يقال له الخشاب ليس بثقة. وقال النسائي: متروك الحديث. وقال ابن عدي: هذا حديث يرويه موسى بن عبيدة عن محمد بن ثابت عن أبي هريرة، وسليم بن مسلم هذا لم يضبط إسناده فأقلبها، فقال: عن ثابت وإنما هو عن محمد بن ثابت، ونسب ثابتا فقال مولى أم سلمة، وقال: عن أم سلمة وإنما هو عن أبي هريرة.
[3] ومن حديث أم المؤمنين عائشة:
أخرجه العقيلي «الضعفاء» (ج 3/ص 388)، والخرائطي «فضيلة الشكر» (ح 101) عيسى بن ميمون عن القاسم عن عائشة مرفوعا قال: «كفى بها نعمة إذا تجالس الرجلان، أو تخالطا، أو تصاحبا، أو تجاورا، أو تشاركا أن يتفرقا، وكل واحد منهما يقول لصاحبه: جزاك الله خيرا».
وقال أبو جعفر: ولا يعرف هذا الحديث إلا بعيسى يعني ابن ميمون.
قلت: وهذا منكر بهذا الإسناد. والمتهم به: عيسى بن ميمون القرشي المدني مولى القاسم بن محمد متروك الحديث.
قال عباس الدوري: قال يحيى بن معين: ليس حديثه بشيء. وقال آدم بن موسى: سمعت البخاري قال: عيسى بن ميمون منكر الحديث. وقال ابن حبان: يروي عن الثقات أشياء كأنها موضوعات، فاستحق مجانبة حديثه، والاجتناب عن روايته وترك الاحتجاج بما يروي لما غلب عليه من المناكير.
[4] ومن حديث عبد الرحمن بن عوف:
أخرجه الخطيب «تاريخ بغداد» (ترجمة أحمد بن عثمان بن الليث الحفري) (ج 4/ص 297) من طريقه عن محمد بن سماعة القاضي ثنا زياد بن الحارث عن أبي جزي القرشي عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا اصطنع أحدكم إلى أخيه معروفا، فقال له: جزاك الله خيرا يقول الله تعالى: عبدي أسدى إليك أخوك معروفا، فلم يكن عندك ما تكافئه فأحلته علي، والخير مني الجنة».
وقال أبو بكر الخطيب: إسناده مظلم، وفيه غير واحد من المجهولين.
[5] ومن حديث أنس:
أخرجه ابن عساكر «تاريخ دمشق» (ج 52/ص 400).
فقد بان: أن كلها أسانيد واهية، لا يثبت بمثلها الخبر، ولا يقوم بواحد منها حجة.
رابعا: تراجم رواة حديث المصنف
(1) إبراهيم بن سعيد الجوهري أبو إسحاق بن أبي عثمان البغدادي الطبري.
روى عن حماد بن أسامة، وروح بن عبادة، وابن عيينة، وعبد الوهاب الثقفي، وأبي أحمد الزبيري وعدة. روى عنه الجماعة سوى البخاري، والحسن بن أحمد بن فيل الأنطاكي، وزكريا بن يحيى السجزي، وموسى بن هارون ويحيى بن محمد بن صاعد، وأبو حاتم الرازي، وأبو عروبة الحراني، وخلق كثيرون.
قال أبو حاتم: كان يذكر بالصدق. وقال النسائي: ثقة. وقال عبد الله بن جعفر بن خاقان السلمي: قال لي إبراهيم الجوهري: كل حديث لا يكون عندي من مائة وجه فأنا فيه يتيم. وقال الخطيب: كان ثقة مكثرا ثبتا، صنف المسند. وقال ابن حجر: ثقة حافظ تكلم فيه بلا حجة، مات بعد الخمسين والمائتين، روى له الجماعة سوى البخاري.
(2) الأحوص بن جواب الضبي بفتح الجيم وتشديد الواو، أبو الجواب الكوفي.
روى عن: سعير بن الخمس، وسفيان الثوري، وسليمان بن قرم الضبي، وعمار بن رزيق الضبي.
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس