عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 01-10-2022, 08:54 AM   #2
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 5,958
إفتراضي

"إن مما يؤسف له-يا عباد الله- أن تبقى هذه المعتقدات الضالة لدى بعض المسلمين، بحيث صار عندهم نظرة سوداوية إلى بعض الأحوال والأزمان كشهرنا هذا شهر صفر.
أو ينظر بعضهم في النجوم عند إرادة الزواج أو غيره، أو ينظر في البروج التي تعرض في بعض المجلات مبينة سعود ذلك الشهر ونحوسه، أو يقلبون أوراق عداد العام لينظروا حظوظهم، فسبحان الله كيف تضل العقول وقد تبدى لها نور الطريق المستقيم!."
وتحدث عن إبطال الإسلام التطير وهو التشاؤم فقال:
"أيها العقلاء الكرام، إن الإسلام دين يحترم الحقيقة وينفي الوهم والخرافة، ويقدر العقل ويرمي السفه والجهل، والتطير والتشاؤم من ذلك المتروك غير المحترم؛ لأنها ظنون لا تقوم على يقين ولا تستقر على أرض الحقيقة.
ولهذا أبطل ديننا هذا العدول عن الحق وجعل اعتقادها أو فعلها من الشرك، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الطيرة شرك، الطيرة شرك، ثلاثا، وما منا إلا، ولكن الله يذهبه بالتوكل)
وإنما جعلت الطيرة من الأمر المنكر لكون المتطير قطع توكله على الله واعتمد على غيره، ولأنه اعتمد على تخييل ووهم لا على حقيقة، فأي رابطة بين هذا الأمر وبين ما يحصل له؟!، ولأن التطير من إلقاء الشيطان وتخويفه ووسوسته، وذلك بتعلق القلب به خوفاً وطمعا، واعتقاد النفع والضر في طائر لا علم عنده ولا قصد."
وتحدث عن أن علاج التطير هو التوكل على الله وهو الأخذ بالأسباب وهو التفكير والتخطيط للمستقبل لاتخاذ القرار فى أى موضوع ومن ضمن ذلك مشاورة المسلمين كما قال تعالى :
" وشاورهم فى الأمر"
وقال:
"وأمرهم شورى بينهم"
وحدثنا عن كون التطير ذنب له كفارة فقال :
"إن التطير ذنب وكفارته ما جاء في حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: (من ردته الطيرة من حاجة فقد أشرك) قالوا: يا رسول الله، ما كفارة ذلك؟ قال: (أن يقول أحدهم: اللهم لا خير الا خيرك، ولا طير الا طيرك، ولا إله غيرك)"
والحديث باطل لأن أول شىء للتكفير عن أى ذنب هو الاستغفار كما قال تعالى :
"ومن يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما"
وأما الكفارة فلم يذكر لفظ الكفارة فى القرآن إلا مع عقوبة مالية كالعتق واطعام المساكين أو عقوبة جسمية كالصوم
وحدثنا الرجل عن كون النهى عن التشاؤم فيه مصلحة أو دفع مضرة فقال :
"عباد الله، إن الله تعالى لا ينهى عن فعل شيء إلا وفي تركه مصالح وفي فعله مفاسد عاجلة وآجلة. فالتشاؤم ينافي الإيمان والتوكل، ويبرهن على ضعف العقل واضطراب النفس، ويسوق إلى الفشل والوساوس، وضيق العيش. قرية سأل عن اسمها، فإن أعجبه اسمها فرح بها ورئي بشر ذلك في وجهه، وإن كره اسمها رئي كراهية ذلك في وجهه) "
وتحدث عن تطير الناس فى القرآن فقال :
" عباد الله، إن كان للتشاؤم مكان يصح أن يكون فيه فإنه بالذنوب والمعاصي؛ فإن لها شؤماً يرفع النعم ويستنزل النقم، ويكدر العيش ويُظلِم النفس، قال الله تعالى عن أصحاب القرية التي جاءها المرسلون: {قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِن لَّمْ تَنتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ} {قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَئِن ذُكِّرْتُم بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ} يس [18 - 19].
قال بعض المفسرين: طائركم معكم أي: هو ما معكم من الشرك والشر المقتضي لوقوع المكروه والنقمة وارتفاع المحبوب والنعمة."
والتطير فى قول القرآن هو اتهام للغير بأنهم السبب فى الضرر الحادث بهم دون أن يكون سببا فعليا وهو يخالف معنى التنطير المهروف نوعا ما فهو :
نسبة الضرر لغير فاعله
وقد أثبت الله أن الطائر وهو الضرر الحادث لهم سببه أعمالهم وليس غيرهم
وذكر قول أحدهم فى شؤم الذنوب فقال :
"قال بعض السلف وقد شكي إليه بلاء وقع في الناس: ما أرى ما أنتم فيه إلا بشؤم الذنوب."
وبالقطع ليس كل الضرر بسبب الذنوب لأن الابتلاءات قد تكون دون ذنب ارتكبه البعض فمثلا المسلمون عذبوا بسبب الخير وهو إسلامهم
وحدثنا الرجل عن العودة للتوحيد مستبعدا التطير والسعود فكلاهما محرم كالأخر فقال :
"فيا أيها الناس، حافظوا على توحيدكم من شوائب الشرك، وعلى عقولكم من هجوم الخرافة، ووثقوا صلتكم بالله بحسن الظن به وقوة التوكل عليه، واليقين بأنه لا يحدث شيء في الحياة إلا بقضاء الله وقدره، وكونوا متفائلين بالأشياء الطيبة، وبالأعمال الصالحة، فالأيام أيام الله والزمان زمانه يصرفه خالقه تعالى وحده، والسعود والنحوس نتائج كسب الجوارح لا بالسوانح ولا بالبوارح، فما للمسلم والتشاؤم بعد هذا؟!
وصدق من قال:
طيْرة الناس لا تردُّ قضاء*** فاعذر الدهر لا تشبه بلوم
أيَّ يوم تخصه بسعود *** المنايا ينزلن في كل يوم
ليس يومٌ إلا وفيه سعود *** ونحوس تجري لقوم فقوم"
وختم العواضى خطبته بما يناقض استبعاده السعود وهو التفاؤل بوجوب الصلاة على سيد المتفائلين فقال :
"هذا وصلوا على سيد المتوكلين المتفائلين "
فالتفاؤل مثله مثل التشاؤم وهو التطير نسبة شىء لغير فاعله أو عدم ألأخذ بالأسباب واتباع كلمة هنا أو هناك أو حلم أو ما شابه
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس