عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 29-01-2014, 02:07 PM   #1422
اقبـال
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2009
المشاركات: 3,419
إفتراضي

مارينز سابق يتذكر تفاصيل معارك الفلوجة.. وأصدقاء له ماتوا في عش الدبابير

قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين ويذهب غيظ قلوبهم



Wed Jan 29 2014 04:48 | (صوت العراق)
قال جندي اميركي سابق ان مستقبل العراق لم يعد في ايدي الاميركيين، وان الولايات المتحدة تساعد العراق بالسلاح، وان اي خيارات غير هذا تبقى محدودة جدا في افضل الاحوال، لان الجنود الأميركيين عانوا كثيرا من الحرب في العراق.
وقال بنغهام جاميسن، في تعليق له بصحيفة تايمز دسباتش، ان "الفلوجة تعود ثانية الى ايدي الاعداء: فالقاعدة تعود مرة اخرى لتسيطر على هذه المدينة العراقية المهمة. ومع مغادرة قوات المارينز وجنود الجيش الاميركي العراق منذ مدة طويلة، فان الولايات المتحدة تقف في الاغلب يائسة متفرجة ـ فادارة اوباما قد وعدت بارسال صواريخ هلفاير وطائرات من دون طيار لمساعدة القوة الجوية العراقية، الا ان اي خيارات اخرى غير هذا محدودة في افضل الاحوال."
وقال جاميسن ان "الولايات المتحدة قد تنحت جانبا وجلست على الهامش فيما المدينة، التي نزف جنودنا من المارينز دماء كثيرة لاستعادتها في العام 2004، قد سقطت اسيرة بيد العدو نفسه الى حد كبير."
وقال الجندي الاميركي ان "كثيرا من الاميركيين يتذكرون الفلوجة بنحو افضل بصور جثث متعاقدي بلاكووتر المتفحمة وهي تتدلى على نهر الفرات من الجسر الغربي بالمدينة في العام 2004."، مضيفا "اما بالنسبة لي، فالفلوجة تثير رد فعل اكثر شخصية وديمومة، ذكريات انسكبت الى الابد في نفسي عن رفاق نزفوا وماتوا هناك."
وتابع راويا ذكرياته "صديقي السيرجنت كيلي كورتني كان واحدا من ثمانية قتلوا بتفجير انتحاري على مشارف المدينة في 30 من تشرين الاول من العام 2004، قبل ايام قلائل من ضرب قوات المارينز حصارا على المدينة كجزء من عملية (الشبح الغاضب)، المعركة الثانية لاستعادة الفلوجة. وقبل ايام قليلة منها، كان كورتني قد ارسل ايميلا متبصرا لاخيه، يتكهن فيه بشكل مخيف بقدره فيما كان ينبه الى: "اننا على وشك اثارة عش الزنابير هنا قريبا وانا ماض لاكون وسطه تماما".
وقال جاميسن عن رفيقه كورتني "لقد حملت مودة لكورتني عندما كنا زملاء دورة استخبارات للمارينز ـ وربما يعود جزء من مودتي له الى نبرتنا جورجية الاصل نحن الاثنين". وقال ان "كورتني خلف وراءه زوجة وطفلين".
واردف الجندي الاميركي بالقول "اتذكر ايضا الاتصال الذي اجريته في عيد الشكر بجهاز هاتف عبر الاقمار الصناعية من موقعي في غرب العراق الى صديق اخر من قوات المارينز، كان يتمدد على سرير في والتر ريد، بعد ايام قلائل من فقدانه ساقه في الفلوجة. كان تعبا لكنه كان يتألم بوضوح، فاعرب لي عن احساسه الطاغي بالذنب عن شعوره بانه قد تخلى عن رفاقه الاخرين في المارينز بينما هم كانوا ما يزالون في المعركة".
وذكر الكاتب انه "في هذه الاثناء، وبينما كنا نقاتل على طول الحدود السورية في غرب العراق لمنع انضمام جهاديي القاعدة الى المعركة في الفلوجة، كانت وحدتنا تتعرض ببطء لتفجيرات بعبوات ناسفة وهجمات بالالغام وقذائف الهاون والقناصة وهجمات الكر والفر." ويتابع "لقد كنا محبطين جدا من ان يتربصنا عدو مجهول ولا يواجهنا في هذا الجزء من العراق الذي كنا مسؤولين عنه، وكنا ننظر اليه بحسد، وهذه مفارقة، من خلال تغطيات التلفزيونات الفضائية المتقطعة في صالة استراحة بديلة، عندما كان اخواننا يدخلون في نهاية المطاف بمواجهة العدو في قتال عنيف من بيت لبيت."
ويواصل جاميسن روايته "لم اشهد خراب الفلوجة الذي تسبب به القتال العنيف الا في جولة خدمتي الثانية". وقال "في ذلك الوقت، وصلت الى هناك في العام التالي، ومع ذلك ظهرت مرة أخرى جيوب مقاومة داخل المدينة نفسها، وكنا نركز عملياتنا بنحو خاص على ضواحيها. لكن خسائرنا لم تنخفض ـ وكان يبدو ان الموت يترصدنا بزاوية الشارع".
ويقول الجندي الاميركي "الان، وبعد تسع سنوات من تمكن قواتنا من المارينز من بسط الامن في الفلوجة، وبعد ما يزيد على العامين من اعادة البلد الى العراقيين واعادة كل قواتنا الى الديار، تسقط هذه المدينة التي أحيطت بخرافات بيد الاعداء مرة أخرى".
ويقول جاميسن "هاجمني سيل من المشاعر اثارته فيَّ الاخبار، بل ايضا اللامبالاة التي اشعر بها الان تجاه البلد الذي سرق كثيرا من شبابي وبراءتي، وغير الى الابد حياة كثير من الشباب الاميركيين نساء ورجالا."
وقال الكاتب "لقد نشأت وانا منزعج من الحرب. وتعبت من الذنب الذي حملته على كاهلي في انني اعيش في مأمن في الوطن مع عائلتي بينما عدد من زملائي في المارينز ينشرون بطريق مؤلم مرة بعد اخرى. وانا الان مسكون الى الابد باصوات اغنية جميلة من نوع اخر، "الشرف المذهل" التي كنت اسمعها مرات كثيرة في مآتم المحاربين." وقال "للاسف، لا يمكننا تعديل ما يحدث في بلد غادرناه... وما ينبغي منا هذا".
وتابع قائلا ان "مهما يحدث في العراق مستقبلا فهو الان خارج سيطرة اميركا، لكن الشيء الوحيد الذي يمكننا السيطرة عليه كبلد، ابتداء من الرئيس اوباما حتى اصغر بلدة في بقاع الولايات المتحدة، هو كيف يمكننا العناية باولئك من امثال زوجة كيلي كورتني واطفاله، ولكل اولئك الذين يعانون من جراح منظورة وغير منظورة من هذه الحرب".
واشار الجندي الاميركي الى ان "ابراهام لينكولن قال افضل ما قاله في نهاية الحرب الاهلية: "مع عدم وجود احقاد تجاه اي احد، والاحسان للجميع... لنجتهد في اتمام العمل الذي نحن فيه، ان نرعى الذي تحمل المعركة وأرملته وايتامه".
اقبـال غير متصل   الرد مع إقتباس