عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 01-12-2022, 08:46 AM   #2
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 5,985
إفتراضي

ولذلك فإن الآية الكريمة تعقب علي هذا الاختلاف في الاصول والجذور بقوله تعالي: (يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا و في الآخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء)فأولئك يمنحهم الله الثبات في القول في الحياة الدنيا و في الآخرة، وهؤلاء يسلبهم الله تعالي الثبات والهدي ويدعهم في الضلالة"
وتحدث عن كون الحسين الوارث وهى مقولة لو فهمها الآصفى لكانت هدما لمذهبه فهنا الوارث الوحيد هو الحسين وهذا معناه أن من اتى بعده كلهم ليسوا ورثة ولا أئمة
وأكد الآصفى على مفهوم الوارث فى زيارة الحسين فقال :
:لماذا التأكيد لمفهوم الوارث في زيارة الحسين؟
اشارة
لقد ورد في هذا المفهوم في اكثر من زيارة، وكان هناك عناية خاصة لدي اهل البيت في إبراز هذا المفهوم في حياة الحسين ذلك لان معركة الطف من اصدق مشاهد صراع الحضارات في التاريخ، لقد جسد الحسين الصراع بين الحق والباطل في كربلاء، فكانت معركة الطف تبلورا حقيقيا لهذا الصراع التاريخي بين الحق والباطل، ولذلك نجد في هذه المعركة انبل القيم والمفاهيم الربانية في طرف، واخس الرذائل والاهواء الشيطانية في طرف آخر، ويأتي تأكيد الوراثة في زيارة الحسين "
اولا ـ للتنبيه علي عراقة واصالة الجهاد الحسيني، وانه ليس ظاهرة فردية في حياة الإمام الحسين وانما هي خاصية عريقة للمسيرة الإلهية علي وجه الارض، ورثها الحسين عمن كان قبله من الانبياء والائمة الدعاة إلي الله، وهذا هو سر قوة وصلابة الموقف الحسيني في كربلاء رغم عدم التكافؤ الواضح بين معسكر الحسين ومعسكر بني امية في كربلاء
وثانيا ـ إذا كانت هذه الحركة بهذه الدرجة من الاصالة والعراقة والعمق والقوة والمتانة التاريخية فلابد ان تنتصر علي الجبهة المناوئة التي كان يتزعمها الحاكم الاموي يزيد بن معاوية وليس الانتصار هنا بمعني الانتصار العسكري في ساحة القتال، فقد كان الجيش الأموي هو المنتصر في ساحة القتال إذا فسرنا الانتصار بهذا المعني الظاهري وانما الانتصار هنا بمعناه الرسالي وانتصار خط علي خط، و لاشك أن المعكسر الحسيني هو المعسكر المنتصر بهذا المعني من النصر، فإن العمق التاريخي والاصالة والعراقة والمتانة التي يملكها هذا الخط لابد وان يؤهله لنصر الله تعالي
إن المعركة بين هاتين الجبهتين في كربلاء كانت معركة ميدانية وحضارية بالمعني العميق لهذه الكلمة، والفئة التي تنتصر هي التي تثبت امام الزوابع والاعاصير، وهي الفئة التي تستمد دوافعها من العقيدة والإيمان، وتمتد جذورها إلي اعماق التاريخ في حياة الانبياء والمرسلين و جهادهم و دعوتهم، وهذا هو سر انتصار الثورة الحسينية
ثالثا ـ لا تتوقف هذه المعركة عند وقعة الطف، فهي حلقة واحدة من سلسلة من المواقف الجهادية والتضحيات والبذل والعطاء في سبيل الله، تبدا منذ ايام نوح و قبله، وتمتد إلي ان يأذن الله تعالي بالاضمحلال الكامل للجاهلية علي وجه الارض و سر دوام واستمرار هذه الحركة هو أصالتها و عراقتها وامتدادها العميق في الحضارة الإنسانية الصالحة، وليست هذه الحركة نبتة اجتثت من فوق الارض مالها من قرار، وانما هي شجرة طيبة ممتدة الجذور والأصول إلي اعماق تاريخ الإسلام والإيمان وكما ورث الحسين هذا الميراث من ابيه المرتضي و جده المصطفي (ص) وأسلافه الطاهرين من الانبياء المرسلين؛ فإن أجيال المؤمنين والمجاهدين والدعاة إلي الله تعالي سوف يرثون من الحسين هذا الميراث، ويتحركون علي خطاه ويرثون منه الخصائص والمواريث التي تجلت يوم عاشوراء في كربلاء وهذا هو سر استمرارية الثورة الحسينية في كربلاء"
وهذا الكلام منه تأكيد على هدم المذهب فضلا عن هدم الإسلام نفسه فالرجل يقول لنا أن على ليس وارثا للعلم ولا حتى الحسن أخو الحسين ولا حتى أمه فاطمة
ومفهوم الوراثة فى القرآن ان الإسلام ميراث للبشرية فمنهم يؤمن به ومنهم من يكفر به أى يظلم كما قال تعالى :
"ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله ذلك هو الفضل الكبير"
وشعر الرجل بأن الوراثة لا تقتصر على الحسين فجعلها شركة للشيعة فقال :
"آلية الارتباط و مادة الارتباط
اشاره
الحسين وارث الانبياء والصالحين: و نحن ورثة الحسين و ميراثنا الذي نرثه من الحسين هو مواريث الانبياء، وواسطة العقد في هذا الارتباط هو يوم الطف، فلابد لهذا الارتباط من ان يمر بمحطات تفعيل في التاريخ، تحافظ علي حرارة الخط و حيويته لئلا تضعف وتبرد، ويوم الطف عقد الواسطة و حلقة الارتباط، ولابد من هذه الحلقات في التاريخ لئلا ينقطع الخط وهنا نواجه سؤالين: الاول: كيف نرتبط وماهي آلية الارتباط؟ الثاني: ماهي المواريث التي نرثها من الانبياء عبر يوم الطف؟ والسؤال الثاني غير السؤال الاول
آلية الارتباط
مأساة الطف هي حلقة الارتباط، ولولا امثال هذه الأيام لانقطع الخط، فهي تستقطب عواطف الجمهور واحاسيسهم وحبهم و وهذه العواطف والمشاعر هي آلية الارتباط والمحافظة علي قوة وحيوة وفاعلية الارتباط والإحياء السنوي لذكري الحسين والبكاء وإقامة مجالس العزاء، وخروج مواكب العزاء في الشوارع ما هي إلا و سائل تعبير عن هذه العاطفة القوية التي يشعر بها المسلمون تجاه سيد الشهداء ولابد من هذه العاطفة ولابد من التعبير عن هذه العاطفة للإبقاء علي ارتباط الامة بكوكبة شهداء كربلاء، ولولا هذا الزخم العاطفي القوي لم تبق الثورة قوية و فاعلة في وجدان الامة إلي اليوم، ولذلك اكد اهل البيت: اهمية إقامة مجالس العزاء وتشجيع المسلمين علي البكاء علي مصاب الحسين ولكن ذلك كله ـ و رغم أهميته الكبيرة ـ ليس هو الميراث إن طريقة التعبير عن عواطفنا تجاه مصاب الحسين شيء، ومادة الارتباط والمواريث التي نرثها من الحسين شيء آخر، ولئن كانت الاولي تعد للثانية وتؤهل الإنسان لها فهي بالتأكيد غير الثانية، وهذه العواطف والمجالس وسيلة واداة لتحقيق وتفعيل تلك المواريث في حياتنا وتاريخنا، وإن كان بعض المؤمنين يتصورون ان الارتباط بالحسين هو في إقامة المجالس والبكاء وخروج المسيرات الحسينية إن زيارة (وارث) تبين لنا ان واقع وحقيقة الارتباط بالحسين بالمواريث التي نرثها منه كما أن ارتباط الحسين بالأنبياء بالمواريث التي ورثها من آدم و نوح وابراهيم و موسي وعيسي والمصطفي والمرتضي وهذا هو ميراث الحسين من الأنبياء وميراثنا من الحسين فكما ورث أبوعبدالله الحسين مواريث الدعوة والجهاد من سلفه الطاهر كذلك نرث نحن هذا الميراث الإلهي الكبير من الحسين وهي هي حقيقة الارتباط و حقيقة الوارثة
ويوم الطف هو واسطة العقد بيننا وبين هذه المسيرة الحضارية الربانية الكادحة علي وجه الارض، وبقدر ما نحمل من رسالة الحسين و دعوته و جهاده و مواقفه الشامخة الصلبة يكون ارتباطنا بالحسين و علاقتنا بيوم الطف؛ و عند ذلك يسهل قياس الارتباط والعلاقة بكربلاء، فإن المقاييس واضحة لا تقبل الخطأ"
وهذا الكلام عن البكاء واللطم وتقطيع الجسد هو أمر مخالف للشرع فلم يأمر الله بالبكاء ولا اللطم ولا ضرب الجسم حتى يدمى أو حتى بالضرب نفسه إلا أن يكون تطبيق لحكم من أحكام الله كالزنى والرمة بالزنى وما شابههم
وتحدث الآصفى عن ماهية المواريث فقال:
|وتأكيد
ماهي المواريث؟
وها نحن نقرأ في هذه الزيارة المواريث التي ورثها الحسين من سلفه لنقيس أنفسنا بها وعلاقتنا بكربلاء «اشهد انك قد اقمت الصلاة، وآتيت الزكاة، وامرت بالمعروف، و نهيت عن المنكر، واطعت الله ورسوله حتي آتاك اليقين»وتأتي هذه الشهادة للحسين بإقامة الصلاة عقيب التحية له بعنوان الوارث، و كان هذه الشهادة تأتي تأكيدا لوراثة الحسين، وتشخيصا للمواريث التي ورثها الحسين من سلفه"
وهذا الشهادة شهادة كاذبة فالمفروض فيمن يشهد أن يرى بعينيه ويسمع بأذنيه كما ورد فى قوله تعالى على لسان أولاد يعقوب(ص) :
" ما شهدنا إلا بما علمنا"
ومن ثم لا يجوز أن نشهد على شىء لم نشاهده
وتحدث الرجل عن ماهية المواريث فقال :
" وهي: إقامة الصلاة، إيتاء الزكاة، الامر بالمعروف، النهي عن المنكر، والطاعة لله و رسوله حتي اليقين، هذه مواريث الحسين من سلفه: و مواريثنا نحن من الحسين وترد هذه الشهادة للحسين: في أكثر الزيارات الحسينية المطلقة والمخصوصة، وكان هناك عناية خاصة بإبراز هذا البعد الموروث من ابعاد حركة الإمام الحسين والتنبيه إلي ان الارتباط به يتم بموجب هذه النقاط، و نورد بعض هذه الفقرات من الزيارات المطلقة والمخصوصة الواردة فيهما، ففي الزيارة المطلقة الثانية: «اشهد انك قد بلغت، ونصحت، ووفيت، واوفيت، وجاهدت في سبيل الله»والتبليغ والتضحية والوفاء للرسالة والإيفاء بالمسؤولية والجهاد في سبيل الله، وقريب من هذا المضمون في الزيارة المطلقة الثالثة والرابعة والسادسة والسابعة و في مخصوصة الليلة الاولي من رجب: «اشهد انك قد امرت بالقسط والعدل، ودعوت إليهما، وانك صادق صديق، صدقت فيما دعوت إليه»و في مخصوصة ليلة النصف من رجب قريب من المضامين السابقة، و في مخصوصة ليالي القدر ويومي العيدين: «اشهد انك قد اقمت الصلاة، وآتيت الزكاة، وامرت بالمعروف، و نهيت عن المنكر، وتلوت الكتاب حق تلاوته، و جاهدت في الله حق جهاده، و صبرت علي الأذي في جنبه محتسبا حتي اتاك اليقين»
وتضاف هنا إلي قائمة المواريث الحسينية تلاوة الكتاب حق تلاوته، والجهاد في سبيل الله حق الجهاد، والصبر علي الأذي في جنب الله محتسبا حتي اليقين، وقريب منه في مخصوصة ليلة العيدين ومخصوصة ليلة عرفة ويومها و بهذه الطريقة الإيحائية الرائعة تجعل هذه الزيارات الزائر في الاجواء الرسالية لكربلاء، والتي ورثها الحسين من سلفه الطاهرين وأورثها لخلفه الذين يأتون من بعده علي هداه وخطاه"
الغريب فيما استشهد به الآصفى أنه كلام ألفه ناس ليسوا أئمة ولا يمتون لهم بصلة وإنما كل واحد ألف ما يريد من الكلام دون أن يكون هناك نص واحد من الوحى أو حتى من روايات الأئمة يذكر تلك الزيارات التى اخترعها القوم بعدهم للحصول على أموالهم والتمتع بالغافلات منهن بدعوة التمتع المزعوم
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس