عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 31-03-2009, 10:30 PM   #2
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم


هذه القصيدة أجمل ما يميزها الصدق في المشاعر ، وهي قصيدة تعتمد الرؤية عنصرًا أساسيًا في خطاب الآخر . اللعبة أو الدمية حينما تستحيل موضوع القصيدة ، فإن هذا يستدعي نظرة إلى الحياة كلها من هذا المنظور ، والرؤى كانت مبرِرة للغاية لهذا البوح والذي وإن كان أعلى من مستوى طفل إلا أنه يعبر بصدق عما يجيش بالأفئدة .
الدمية محور القصيدة في عالم فقد محوريته ، كأن الدمية هي صنم مصغّر من الصنم الأكبر وهو العالم .
وإزاء هذه الحالة من السلبية تكون الدمية هي العالم لأن فيها استرجاع الماضي وسلوان المصيبة . والتلعق بها له ما يبرره ، فهي أجمل شكلاً من العالم الخارجي عالم الركام والحطام .
إننا في حضرة نص يفرض النزول لدنيا هذا الطفل وكان هناك بعض المحاولات حققت بعض النجاح من خلال اللغة الآمرة والإيقاع السريع الذي يتناسب مع حالة الغضب والصريخ المسترسل .
فمشاعر الإحساس ...
ماتت...
مذ فطنت...
لدنيتي...
يا مسلمون...
(هنا المأساة ليست مأساة الأمة فحسب بل مأساة العالم وكان الأجدى بالخطاب
أن يكون أشمل لتكون فكرة المأساة أعم ، غير أن هذه الرؤية توضح مركزية العالم
الإسلامي باعتباره العالم الأوحد . وفي ذلك استجلاء لفكرة الأمة القوية المنتصرة والأخوّة المرتجاة)
دعوتكم...
لم تستجيبوا...
ويحكم...
ومضيت أحضن دُميتي...
أنا لم أجد...
بين الخلائق ...
من يؤمن...
فزعتي...
أنا لم أجد...
بين الخلائق...
من يصادق ...
مهجتي...
أنا طفلةٌ...
لكنني ...
سحق الأعادي...
وردتي...
أنا زينةٌ...
لكنما...
سرق الأعادي...
بسمتي
كان الانتقال من حديث الطفل لحديث الدمية نفسها سريعًا وهذا في صالح النص والرؤية تتمثل في العجز عن تحقيق الامن ، لكن الصورة الأجمل هي أن الزينة نفسها سرق الأعادي بسمتها ، حيث تكون اللعبة آخذة إطارًا آخر وهو الصديق الحقيقي وليس العالم الخاص فحسب .

هيا ارحلوا...
أرجوكُمُ...
أعطيكُمُ...
رضاعتي...
ولتتركوا.........لي دُميتي
.
وهذه الأشطر مثّلت هذه الحالة والتي اتخذت الدمية فيها بعدًا ثالثًا وهي الغذاء ، فهي كلما ازدادت ضيقًا زادت أهميتها من كونها عالمًا ثم أخًا وأخيرًا وسيلة الغذاء والرضاعة . واللافت في القصيدة ضمير الملكية الممثل في ياء المتكلم أكد هذه العزلة عن العالم والانزواء حول الذات أو ما يمثلها لتتوحد فيها وتكون الأنا المفقودة .
النص كان على درجة عالية من الإتقان لاسيما وأنه لم يعتمد الصور المجازية ولا الفكرة الفلسفية وإنما استطاع من خلال بعض الأدوات أن يصوغ المعنى ويحقق ما هو متعارف أن الشعر هو ما أشعرك .
وهنا كان الشعور بالخزي والتبرؤ من هذا العالم هو الشعور المسيطر على القصيدة . لم لا والف مليون لم يفعلوا لطفلة شيئًا ؟ افلا تذهب إلى من يحقق لها البهجة ؟وسبحان من جعل في الجماد ألف ألف إنسان .
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار




المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس