عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 19-01-2019, 10:30 AM   #5
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 5,907
إفتراضي

وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما والذين يبيتون لربهم سجدا وقياما "المعنى وخلق النافع الذين يحكمون فى البلاد عدلا وإذا حدثهم الكافرون قالوا خيرا والذين يقومون لخالقهم طائعين أى متبعين ،يبين الله لنبيه (ص)أن عباد الرحمن وهم مطيعى حكم النافع وهو الله هم الذين يمشون فى الأرض هونا أى الذين يحكمون بنور الله فى البلاد عدلا منهم مصداق لقوله بسورة الحديد "ويجعل لكم نورا تمشون به "وهم الذين إذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما والمراد وهم الذين إذا تحدث معهم الكافرون قالوا خيرا وهذا يعنى أنهم يدعون الكفار للإسلام وهو الخير أى دين الله وهم الذين يبيتون لربهم سجدا أى قياما والمراد الذين يقومون لله قانتين أى طائعين لحكمه مصداق لقوله بسورة البقرة "وقوموا لله قانتين ".
"والذين يقولون ربنا اصرف عنا عذاب جهنم إن عذابها كان غراما إنها ساءت مستقرا ومقاما "المعنى والذين يدعون خالقنا ابعد عنا عقاب النار إن عقابها كان ثقيلا إنها قبحت مقاما أى مكانا ،يبين الله أن عباد الرحمن هم الذين يقولون أى يدعون :ربنا اصرف عنا عذاب جهنم والمراد ابعد عنا أى قنا عذاب النار مصداق لقوله بسورة البقرة "وقنا عذاب النار "إن عذابها كان غراما والمراد إن عقابها كان ثقيلا أى مستمرا مصداق لقوله بسورة الإنسان "ويذرون وراءهم يوما ثقيلا "أى طويلا ،إنها ساءت أى بغضت مستقرا أى مقاما أى مكانا أى مرتفقا مصداق لقوله بسورة الكهف "وساءت مرتفقا "فهى مكان مكروه والخطاب وما بعده وما بعده وما بعده وما بعده للنبى(ص).
"والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما"المعنى والذين إذا أعطوا لم يفرطوا ولم يبخلوا وكان بين ذلك وسطا ،يبين الله لنبيه (ص)أن عباد الرحمن هم الذين إذا أنفقوا أى أعطوا المال لحاجاتهم الدنيوية لم يسرفوا أى لم يفرطوا أى لم يبذروه كله ولم يقتروا أى ولم يبخلوا أى ولم يقللوا من العطاء لدرجة عظيمة وكان بين ذلك قواما أى وكان بين الإفراط والبخل وسطا وهذا يعنى أن إنفاقهم عادل .
"والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التى حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق آثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا "المعنى والذين لا يعبدون مع الرب ربا آخر ولا يذبحون الإنسان الذى منع الله إلا بالعدل ولا يفحشون ومن يصنع ذلك يدخل نارا يستمر له العقاب ويبقى فيه مذلولا ،يبين الله أن عباد الرحمن هم الذين لا يدعون مع الله إلها آخر والمراد الذين لا يطيعون مع دين الله دين رب آخر مزعوم وهم لا يقتلون النفس التى حرم الله إلا بالحق والمراد ولا يذبحون النفس التى منع الرب ذبحها إلا بالعدل وهو قتلها لآخر وإفسادها وهو ردتها بعد إسلامها وهم لا يزنون أى لا يرتكبون الفاحشة وهى جماع من ليس بزوج ويبين لنا أن من يفعل أى من يصنع الجرائم يلق آثاما أى يدخل نارا أى يصلى نارا مصداق لقوله بسورة النساء "ومن يفعل ذلك عدوانا وظلما فسوف نصليه نارا "ويضاعف له العذاب أى ويزاد أى ويدام له العقاب مصداق لقوله بسورة النحل "وزدناهم عذابا فوق العذاب "وهو يخلد فيها مهانا والمراد ويقيم فى النار مذلولا .
"إلا من تاب وآمن وعمل صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما "المعنى إلا من أناب أى صدق وفعل فعلا نافعا فأولئك يغير الرب خطاياهم مفيدات وكان الرب عفوا نافعا ،يبين الله أن من يفعل الذنوب يدخل النار إلا من تاب أى عاد لدين الله وفسره الله بأنه من آمن أى صدق الوحى وعمل عملا صالحا أى وفعل فعلا حسنا أى نافعا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات والمراد يذهب الرب خطاياهم بحسناتهم أى يرفع الله النار عنهم ويدخلهم الجنة مصداق لقوله بسورة هود"إن الحسنات يذهبن السيئات" ويبين أن الله غفور رحيم أى نافع مفيد لمن يتوب .
"ومن تاب وعمل صالحا فإنه يتوب إلى الله متابا "المعنى ومن أناب أى فعل حسنا فإنه يعود إلى الرب عودة ،يبين الله أن من تاب أى أناب لدين الله وفسره بأنه عمل صالحا أى فعل نافعا فإنه يتوب إلى الله متابا والمراد فإنه يدخل إلى ثواب الرب دخولا وهذا يعنى أنه يرحمه الرحمة الكبرى .
"والذين لا يشهدون الزور وإذا مروا باللغو مروا كراما والذين إذا ذكروا بآيات ربهم لم يخروا عليها صما وعميانا "المعنى والذين لا يقرون الباطل وإذا علموا بالباطل بعدوا عظاما والذين إذا أبلغوا بأحكام خالقهم لم يصبحوا له عصاة مخالفين ،يبين الله أن عباد الرحمن هم الذين لا يشهدون الزور والمراد الذين لا يصدقون الباطل باطل أنفسهم وغيرهم وفسرهم الله بأنهم إذا مروا باللغو مروا كراما والمراد وإذا علموا بالباطل بعدوا عنه كبارا ولم يستصغروا أنفسهم بطاعته وهم الذين إذا ذكروا بآيات ربهم لم يخروا عليها صما وعميانا والمراد والذين إذا أبلغوا بأحكام إلههم لم يكونوا له مخالفين أى عصاة والخطاب وما بعده وما بعده للنبى(ص).
"والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما "المعنى والذين يدعون إلهنا أعطى لنا من نساءنا وأولادنا سكن قلوب واجعلنا للمطيعين قائدا ،يبين الله أن عباد الرحمن هم الذين يقولون أى يدعون ربنا أى خالقنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا والمراد أعطى لنا من نسائنا وعيالنا قرة أعين أى سكن قلوب والمراد أن يجعل زوجاتهم وعيالهم مصدر طمأنينة لقلوبهم وقالوا واجعلنا للمتقين إماما والمراد وعينا للمطيعين قائدا وهذا يعنى أن كل واحد منهم يريد أن يصبح مرشدا للناس بالحق
"أولئك يجزون الغرفة بما صبروا ويلقون فيها تحية وسلاما خالدين فيها حسنت مستقرا ومقاما "المعنى أولئك يدخلون الجنة بما أطاعوا حكم الله ويجدون فيها خيرا أى نفعا مقيمين بها حببت مسكنا أى مكانا ،يبين الله أن عباد الرحمن يجزون الغرفة بما صبروا والمراد يدخلون الجنة بما أطاعوا حكم الله مصداق لقوله بسورة الإنسان "وجزاهم بما صبروا جنة "وهم يلقون فيها تحية أى سلاما والمراد يجدون فيها خيرا أى نفعا لهم وهى قد حسنت مستقرا أى مقاما والمراد وهى قد حببت لهم مسكنا أى مقاما أى ثوابا أى مرتفقا مصداق لقوله بسورة الكهف "نعم الثواب وحسنت مرتفقا ".
"قل ما يعبأ بكم ربى لولا دعاؤكم فقد كذبتم فسوف يكون لزاما "المعنى قل ما يرحمكم إلهى لولا طاعتكم فقد عصيتم فسوف يكون واجبا ،يطلب الله من نبيه (ص)أن يقول للناس ما يعبأ بكم ربى لولا دعاؤكم والمراد ما يرحمكم إلهى لولا طاعتكم لحكمه فقد كذبتم فسوف يكون لزاما والمراد فقد عصيتم حكمه فسوف يكون العذاب واجبا لكم بسبب عصيانكم لحكمه والخطاب للنبى(ص) ومنه للكفار
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس