عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 20-07-2007, 09:39 AM   #44
*سهيل*اليماني*
العضو المميز لعام 2007
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2006
المشاركات: 1,786
إفتراضي

يقول علي عزت بيقوفتش :
«لقد كان ماركس يستطيع وهو قابع في مقعده بالمكتبة البريطانية ان يقول بأنه لا وجود للاخلاق ولكن الذين حاولوا تطبيق افكار ماركس وان يقيموا مجتمعاً على اساسها لم يستطيعوا ان يعلنوا هذا الكلام بنفس السهولة. فلكي يقيموا مجتمعاً ويحافظوا على بقائه كان عليهم ان يطلبوا من الناس درجة من المثالية ربما اكثر مما طلب اي نبي من قومه باسم الدين. ولهذا كان عليهم ان يتناسوا بعض المسلمات المادية الواضحة».

وهكذا يؤكد علي عزت ان الالحاد إذا وضع موضع الممارسة وهو يحاول بناء مجتمع يضطر صاغراً إلى المحافظة على الاشكال القائمة للاخلاق الاجتماعية، ولكنه في نفس الوقت لا يملك الوسيلة لحماية المبدأ الاخلاقي أو الدفاع عنه إذا وضع موضع التساؤل أو الشك. هنالك يبدو الالحاد عاجزاً تماماً أمام هجوم دعاة المنفعة أو الانانية أو اللاأخلاقية،

فعندما يقولون: «إذا كنت سأحيا اليوم فقط وسأموت غدا لا محالة وبلا عودة إلى حياة اخرى فلم لا أعيش اليوم كما يحلو لي بدون قيد أو التزام ما استطعت إلى ذلك سبيلاً؟ هنا لانجد اجابة منطقية عند اصحاب المذاهب المادية والالحادية.. وسنجد ان الذي يترسب في وعي الناس هو المعايير الاخلاقية الموروثة فحسب.. وتضطر الدولة الملحدة ان تبقى عليها بدافع الضرورة المحضة».

وهكذا ننتهي إلى نتيجتين: الاولى ان الاخلاق كمبدأ لا توجد بلا دين بينما الاخلاق العملية يمكن ان توجد في غياب الدين ولكن يظل وجودها ضعيفاً واهنا لانفصالها عن المصدر الذي منحها قوتها المبدئية،

والنتيجة الثانية انّه لا يمكن بناء نظام اخلاقي على الالحاد..

وفي كلتا الحالتين يظل النظام الاخلاقي الموروث مناقضاً للايديولوجية الرسمية ولا يوجد له مكان فيها.*

بينما رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم .. يقول انما جئت لاتمم مكارم الاخلاق ...

ومكارم الاخلاق تلك .. اختصت بها العرب .. ( او كان لهم النصيب الاكبر منها ) بين سائر الامم والشعوب ..

كيف ولماذا .. هذا ... لان الله انعم عليهم .. وخاصة الذين اهتدوا للاسلام منهم ..


واقرئي ان شئت .. صراط الذين انعمت عليهم ..

..

*من كتاب الاسلام بين الشرق والغرب
__________________

آخر تعديل بواسطة *سهيل*اليماني* ، 20-07-2007 الساعة 10:28 AM.
*سهيل*اليماني* غير متصل   الرد مع إقتباس