عدت من تانى ومع الجزء الباقى
وقوله سبحانه " وله الحمد في الآخرة ....*1* " ( سبأ)
بينا أن الحمد في الآخرة أكبر وأعظم من الحمد في الدنيا ؛لماذا؟
لأنك في الدنيا تعيش بالأسباب أما في الآخرة فتعيش مع ذات المسبب سبحانه 0
في الدنيا نعيم موقوت ، وفي الآخرة نعيم باق ،
في الدنيا فناء ،وفي الآخرة بقاء ؛
لذلك قال سبحانه عن الآخرة :
" و آخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين *10* " (يونس)
وقال سبحانه حكاية عن المؤمنين في الآخرة :" وقالوا الحمد لله الذي صدقنا وعده وأورث لنا الأرض نتبوأ من الجنة حيث نشاء فنعم أجر العاملين *74* " ( الزمر)
وقالوا :" الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله .....*43* " ( الأعراف )
فإن قلت : فما وجه الحمد في أن الله تعالى يملك السماوات والأرض ؟
نقول : فرق بين أن يخدمك في الكون ما لا تملك ، وبين أن يخدمك ما تملك ،
فالعظمة هنا أنك تنتفع هنا بما لا تملك ،
فالسماوات والأرض ملك لله ، ومع ذلك هي في خدمتك أنت وليست العظمة من أن يخدمك ما تملكه....
لذلك قالوا لأحد الناس :لماذا لا تشتري لك سيارة ؟
قال والله الإخوان كثيرون ، وكلهم عندهم سيارات ، وكل يوم أركب سيارة واحد منهم ، ولا يغرمني هذا شيئا .....
إذن : انتفاعك بما يملك الغير أعظم من انتفاعك بما تملك أنت ،
وملك الله جعل لصالحنا نحن وهذه تستحق الحمد ، فاللهم لا تحرمنا نعمك .....
ملحظ آخر أن الحق سبحانه يريد أن يطمئن العباد ، فملك السماوات والأرض لله وحده ،
ولو كانت لغيره لمنعنا منها ،
فكأن ربك يقول لك : اطمئن فهذا ملكي وأنا ربك ولن أتخلى عنك أبدا ، وليس لي شريك ينازعني ، فيمنع عنك خيراتي ، فأنا المتفرد بالملك والسلطان 0
لذلك فالحق سبحانه وتعالى حين يقول للشئ :"كن فيكون *47* " ( آل عمران )
ما قال (كن ) إلا لأنه سبحانه يعلم أنه لا يستطيع ألا يكون ،
والدليل قوله تعالى عن الأرض " و أذنت لربها وحقت *2* " ( الانشقاق )
أي : أصغت السمع ، وحق لها ذلك ، فما قال سبحانه لشئ كن إلا وهو واثق أنه لا يخرج عن أمره 0
لذلك سبق أن قلنا : إن الحق سبحانه حين طلب منا أن نشهد أنه لا إله إلا هو شهد بها لنفسه أولا ، فقال :" شهد الله أنه لا إله إلا هو 000*18*" ( آل عمران )
وهذه شهادة الذات للذات ، ولذلك تصرف سبحانه في الملك تصرف من لا شريك له ن فلم يقل شيئا أو يحكم حكما ، ثم خاف أن ينقضه أحد أو يعدله 0
ثم شهدت بذلك الملائكة ، ثم شهد بذلك أولوا العلم من عباده " شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة و أولو العلم قائما بالقسط 0000*18* " ( آل عمران )
فشهادة الله شهادة الذات للذات وشهادة الملائكة شهادة المشهد ، وشهادة أولي العلم شهادة العلم والدليل 0
ونلحظ أيضا أن الحق سبحانه قال :" الذي له ما في السماوات وما في الأرض سبأ )
فكرر الاسم الموصول (ما) ولم يقل له ما في السماوات و الأرض ، كما جاء في قوله سبحانه في التسبيح : مرة "يسبح لله ما في السماوات وما في الأرض0*1* " ( الجمعة)
ومرة :
"يسبح له ما في السماوات والأرض*24* " ( الحشر )
وفرق بين التعبيرين ؛ لأن هناك خلقا مشتركا بين السماء والأرض
وهناك خلق خاص بالسماء ، وخلق آخر خاص بالأرض ،
فإن أراد الكل قال : " ما في السماوات والأرض *24* " ( الحشر )
وإن أراد الاختلاف كلا في جهته قال " ما في السماوات وما في الأرض *1* " ( سبأ )
والسماوات و الأرض ظرف لما فيهما من خيرات ، والذي يملك الظرف يملك المظروف فيه ، فالحيز هنا مشغول0
ثم يقول سبحانه تذييلا لهذه الآية " وهو الحكيم الخبير *1* " ( سبأ )
الحكيم : هو الذي يضع الشئ في مكانه وموضعه المناسب ، ولا يتأتى هذا إلا لخبير يعلم الشئ ، ويعلم موضعه الذي يناسبه ؛
لذلك قال سبحانه " وهو الحكيم الخبير *1*" ( سبأ ) الذي لديه خبرة بدقائق الأشياء وبواطنها..
ثم أراد سبحانه أن يعطينا نموذجا لهذه الحكمة ولهذه الخبرة ،
فقال سبحانه :
" يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو الرحيم الغفور *2* "
وهذا ما يمكن ان اكمله معكم ووووووووووووووو
انتظرونى وفضفضه اخرى.... ولو مت فى الفردوس الاعلى ان شاء الله