لنسلم أن مثل تلك المواضيع تنبع من الحرص على لبنان..
وعليه، نتساءل لماذا الحرص على لبنان؟
هل لأنه قطر عربي؟ أم لأنه به سنة يتعرضون لحيف معين؟ أم لأنه قطر يعتبر نقطة تماس بين معسكرين، أحدهما يمثله الغرب الإمبريالي مع الصهيونية والآخر من يزعمون أنهم ضده؟
إذا كان لأنه قطر عربي .. فهناك أقطار عربية تتعرض لأذى من أعداء كثر، لا نرى تصلب مواقف من يقفون من لبنان تساوي شيئا معها! بل بالعكس تقدم تسهيلات متنوعة لإلحاق الأذى بها (العراق، فلسطين، السودان، الصومال).
وإن كان لأن به سنة يتعرضون لحيف معين.. فلم نسمع أن سنة لبنان يشتكون من هذا الحيف، ولم نر أن الرصف في لبنان تم على مستوى مذهبي .. فمعسكر الموالاة (كما يسمى) به من الموارنة والأرثوذكس والدروز والسنة وغيرهم من النسيج الاجتماعي المتعدد .. وكذلك معسكر المعارضة (كما يسمى) .. إذن هذا المبرر ساقط وليس له مكان في مسألة التحليل السياسي في لبنان.. وكذلك الأمر (بالمناسبة) بالعراق.
يبقى عندنا، أن لبنان يعتبر نقطة تماس بين مصالح دولية متعددة، وهذا هو الواقع، وهي من تلعب بأمور لبنان.. من قال أن مصلحتنا مع أمريكا والكيان الصهيوني ومن فوض هؤلاء المتباكين على مصير لبنان أن يجعلوا أمتنا مع الحلف الأمريكي الصهيوني.
كذلك، هو نفس الأمر بالنسبة لتفويض النظام الفارسي المعمم والمدعي الحرص على حماية الإسلام والزاعم بالدعوة لتحرير فلسطين، فالفضيلة لها وجه واحد لا وجهان .. رأيناه في العراق، كيف يلحق الأذى بحضارته ومن بناها، وكيف تركت القوى المحتلة له المجال وأطلقت يديه لثقب صدور ورؤوس العلماء والطيارين والضباط الذين لقنوه درسا في الحرب العراقية الإيرانية ..
لكن مع هذا كله، فحزب الله فصيل مقاوم محترف لإعاقة نمو الكيان الصهيوني من الواجب عدم المس به وإن اختلفنا معه في أكثر من نقطة. فلا يجوز لأي عربي أن يتشفى باحتلال شبر من أرض لبنان أو العراق أو السعودية أو الكويت أو الصومال.. تتوقف كل الانتقادات عندما يدلهم الخطر ويكون واضحا من وراءه
وعلى من يتصيدوا الثغرات في الساحة اللبنانية والفلسطينية والعراقية أن يكفوا عن تصديق أنفسهم بأن خطابهم قابل للتصديق، فالقاصي والداني يعرف حقائق الأمور جيدا .. عليهم أن يبحثوا عن طريقة لتقوية أنفسهم باستثمار عوامل القوة بالأمة، لا بالاستقواء بأعداءها ..
مع احترامي وتقديري الوافر للجميع
__________________
ابن حوران
|